استهدفت القوات الصهيونية أمس قلب بيروت لأوّل مرّة منذ 8 أكتوبر من العام الماضي وذلك بالموازاة مع مواصلتها اغتيال قادة المقاومة وارتكاب المجازر المروّعة بحق المدنيين في جنوبي لبنان وفي البقاع. وفي الأثناء، أكد نائب أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، في أول ظهور له عقب اغتيال حسن نصر الله، استمرار الرد على العدوان الصهيوني، في إطار جبهة الإسناد المعلنة، مؤكدا استعداد الحزب لمعركة طويلة مع الاحتلال.
وسّع جيش الاحتلال الصهيوني من عدوانه المستمرّ على لبنان لليوم التاسع على التوالي، حيث استهدف للمرّة الأولى منذ اندلاع المواجهات مع حزب الله في 8 أكتوبر من العام الماضي قلب العاصمة بيروت، وشنّ غارة على مبنى في منطقة الكولا، ما أدى إلى ارتقاء أربعة شهداء بينهم ثلاثة من قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهم محمد عبد العال عضو المكتب السياسي ومسؤول الدائرة العسكرية والأمنية للجبهة، وعماد عودة عضو الدائرة العسكرية للجبهة وقائدها العسكري في لبنان، بالإضافة إلى عبد الرحمن عبد العال.
استهداف قيادات الفصائل الفلسطينية
وقبل قيادات الجبهة الشعبية الفلسطينية، ارتقى قائد حركة حماس في لبنان، الشهيد فتح شريف - أبو الأمين - إثر عملية اغتيال استهدفته وعائلته في مخيّم البص في الجنوب اللبناني، في استهداف هو الأول للمخيم.
وعاهدت حماس الشهيد وكل شهداء الشعب الفلسطيني على المضي في دربهم ومواصلة مسيرتهم حتى دحر الاحتلال عن أرض فلسطين وتحرير القدس والأسرى.
كما جدّدت الطائرات الحربية الصهيونية قصفها، للضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق جنوبي لبنان والبقاع. وقصفت مركز الهيئة الصحية الاسلامية في بلدة سحمر بمنطقة البقاع، وأغارت على بلدة عبا والمنطقة الواقعة بين بلدتي زبدين وشوكين، جنوبي البلاد.
وفي الأثناء، استهدفت القوّات الصهيونية عبر غارة جوية، فجر أمس الاثنين، معبر جديدة يابوس الحدودي بين سوريا ولبنان، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وتسجيل جرحى.
يشار إلى أن معبر جديدة يابوس يتبع منطقة قدسيا بمحافظة ريف دمشق، ويعد من أبرز المعابر البرية مع لبنان.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في تحديث لحصيلة الاعتداء الصهيوني يوم الاحد على بلدة عين الدلب شرق صيدا، ارتفاع عدد الشهداء إلى 45 شهيدًا والجرحى إلى 70.
وفي وقتٍ سابق، ذكرت مصادر أنّ «الغارة على بلدة عين الدلب استهدفت «أحمد عواركي» مسؤول اللجنة الأمنية في صيدا بحزب الله».
هذا، وبينما يكثّف الجيش الصهيوني عدوانه، يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء الكيان، إثر إطلاق كثيف من مقاتلي حزب الله لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية الصهيونية على الخسائر البشرية والمادية.
تأكيد على استمرار جبهة «الإسناد»
من ناحية ثانية، أكد نائب أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، في أول ظهور له عقب اغتيال حسن نصر الله، استمرار الرد على العدوان الصهيوني، في إطار جبهة الإسناد المعلنة، مؤكدا استعداد الحزب لمعركة طويلة مع الاحتلال، قائلا: «مستعدون إذا قرر الصهيوني أن يدخل بريا». ونعى قاسم في كلمة متلفزة، أمس الاثنين، نصر الله وكذّب رواية الاحتلال حول اجتماع لـ 20 من قيادات الحزب، مشيرا إلى أن من حضروا في المكان المستهدف، نصر الله ورئيس حرسه، والمسؤول الإيراني في الحرس الثوري، إلى جانب القيادي في الحزب علي كركي.
اختيار أمين عام جديد
وحول اختيار أمين عام جديد قال نعيم: «نتابع القيادة وإدارة المواجهة بحسب هيكلية الحزب، والتي يوجد فيها نواب للقادة وبدائل للقائد، وبناء على كل ما حصل فقد أجرينا العمل اللازم لتحريك البدائل، وسنختار أمينا عاما للحزب في أقرب فرصة وبحسب الآلية المعتمدة في الحزب للاختيار».
وأضاف: «إذا اعتقدت السلطات الصهيونية أن تصميمها على الوحشية سوف يحقق لها أهدافها فهي واهمة، والمسيرة التي واكبها نصر الله وأشرف على قيادتها مسيرة مستمرة بأهدافها».
ولفت إلى أنه «رغم فقدان القادة ورغم التضحيات ومحاولات الإرباك فإننا لن نتزحزح عن موقفنا وسنواصل مساندة غزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان وشعبها وردا على الاغتيالات».
وشدّد على «استمرار عمليات المقاومة بالوتيرة نفسها»، ومن مظاهر ذلك أنه «تم ضرب معاليه أدوميم وهي على بعد 150 كم، وضرب حيفا بصاروخ، وإدخال مليون صهيوني إلى الملاجئ».
وأضاف قاسم أن «المعركة قد تكون طويلة»، متعهداً بأن «العدو الصهيوني لن يحقق أهدافه وسنخرج منتصرين، سنفوز كما فزنا في 2006″، منتقداً تقديم الدعم من الولايات المتحدة للكيان الصهيوني بلا حدود».
