بعد الاعتداء الذي استهدف بعثة “مينيسما” في غاو

الأمم المتحدة تجدد إصرارها على دعم مجهودات السلام في مالي

أمين بلعمري - «الوكالات»

لاتزال البعثة الأممية “مينيسما” العاملة في مالي، عرضة لأعمال العنف والاعتداءات الإرهابية التي تخفي في حقيقة الأمر أكثر من مجرد عمل يستهدف هذه البعثة الأممية المكلفة بإعادة السلم الاستقرار إلى مالي، ولكن في عمقها ضرب الحوار المالي البيني والتشويش على المفاوضات الجارية في الجزائر بين بماكو والحركات المسلحة في الشمال، والتي يرى ملاحظون أنها تعد بالتوصل إلى تسوية سلمية لمعضلة الشمال رغم حساسية وصعوبة هذه الخطوة.

هذا وقد اعتبر ألبير كوندرز، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى مالي، أن هذه الهجومات التي تستهدف المينيسما، لا تزيد الأمم المتحدة إلا إصرارا على مواصلة عملها ودعمها للحكومة والشعب الماليين في جهودهما الرامية إلى تحقيق السلام في البلاد.
وجاء تصريح كوندرز، على خلفية الهجوم الذي استهدف عربة عسكرية تابعة للبعثة الأممية، أمس الأول الخميس، والذي قضى فيه خمسة من عناصرها من جنسية تشادية وجرح ثلاثة آخرون بإصابات خطيرة. ويأتي هذا الاعتداء ضمن سلسلة من الهجومات استهدفت في السابق القبعات الزرق في منطقة كيدال والتي أدت إلى مقتل وجرح العديد منهم.
المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وجّه بالمناسبة نداء إلى كل التشكيلات المجتمعة في الجزائر من أجل المفاوضات، بتحمل مسؤولياتها وهذا وفقا لإعلان الجزائر الذي وقعت عليه منتصف سبتمبر الجاري، خلال اجتماع اللجنة التقنية المختلطة والتي التزمت فيها كل الأطراف بنبذ كل أعمال العنف والإرهاب وكذا تعهد فيها قادة المجموعات المسلحة بالتعاون مع البعثة الأممية وقوة برخان لمكافحة الإرهاب في الساحل لمواجهة تسلل العناصر الإرهابية.
في الأثناء خرجت مسيرات حاشدة في غاو شمال مالي وهي إحدى كبرى مدن الشمال، بالإضافة إلى تومبكتو وكيدال، أمس الأول الخميس، نظمتها تنسيقية حركات المقاومة وطالبت الشعارات المرفوعة خلال تلك المسيرات بالمحافظة على الوحدة الترابية للبلاد وعبّرت عن رفضها لكل محاولات تقسيمها تحت أي مبرر كان.
وهذا ردا على ما تم تداوله من أن بعض الحركات في الشمال تحاول رفع سقف مطالبها، وصفها البعض بأنها تخفي نوايا انفصالية تهدد الوحدة الترابية لمالي.
الأكيد أن الحوار البيني في مالي وحده الكفيل بحل معضلة الشمال في إطار الحفاظ على وحدة التراب والشعب الماليين، وأن قاطرة هذا الحوار قد انطلقت فعلا بوساطة جزائرية وبتسهيل الشركاء وبمباركة المجتمع الدولي الذي أشاد بجهود الجزائر في هذا الصدد التي تكللت بجمع الفرقاء الماليين على طاولة واحدة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024