التوقّف الطويل للمنافسة انعكس سلبا على الجانب البدني
أكد حسام بودهان المُختص في العلاج الطبيعي والفزيائي للصحة العمومية للمنتخب الوطني لكرة اليد في حوار خاص لجريدة «الشعب»، أن نقص التحضير بسبب الغياب عن المنافسة لعدة أشهر إنعكس على الجانب البدني للاعبين فوق البساط، خاصة أنهم لعبوا في المستوى العالي الذي يتطلّب عمل كبير ولوقت طويل، هذا ما جعلهم يقومون بكل ما في وسعهم لإسترجاع اللاعبين وضمان أفضل إستعداد لتدارك النقائص وتحقيق نتائج مشرّفة خلال المونديال ودورة ألمانيا.
«الشعب»: ما هو تقييمك للوضع البدني بالنسبة للاعبين بعد التوقّف الطويل؟
«حسام بودهان»: بداية أشكر جريدة «الشعب»على المتابعة الدائمة لأحوال المنتخب الوطني في كل تنقلاته وحرصكم على نقل أخباره لمتابعي الكرة الصغيرة بصفة خاصة وللجمهور الجزائري بصفة عامة، أما بالنسبة للتوقف الذي شهده النشاط الرياضي على المستوى الوطني، أكيد كان له تأثير سلبي بالنسبة لكل الرياضيين على المستويين البدني والنفسي بسبب غلق أماكن التماريين والقاعات الرياضية العمومية والخاصة وهذا راجع الى الجائحة التي مسّت العالم كله كما هو معروف، والرياضي يحتاج الى برنامج تدريب مستمر ويومي لكي يُحافظ على لياقته البدنية وجاهزيته ليُحقق ما هو مطلوب منه في الإستحقاقات الوطنية، القارية، الدولية والتي بدورها تغيّرت رزنامتها وهذا راجع الى الوضعية الوبائية في كل الدول، ما جعل الرياضيين يعانون من نفس المشكل، وبعدما أعطيت إشارة الضوء الأخضر من السلطات المعنية في الجزائر بالعودة للتدريبات كان منتخب كرة اليد من الأوائل لأنه كان معنيا بالمشاركة في بطولة العالم التي جرت بمصر مطلع 2021، حيث عملنا كل ما في وسعنا لضمان أفضل إستعداد للتعداد وإسترجاع اللياقة البدنية في أسرع وقت ممكن منذ أول معسكر بسيرايدي في سبتمبر الماضي.
كيف تعاملتم مع الأمور في ظلّ الجائحة الصحية؟
ركزنا على التدريبات وفق برنامج متكامل رفقة الطاقم الفني والطبي من أجل ضمان إعادة اللاعبين للياقتهم الحقيقية بعد التوقف الطويل مثلما سبق لي القول، دون نسيان الوضع الصحي بسبب إنتشار فيروس كورونا الخطير، حيث قمنا بإتخاذ كل الإجراءات الوقائية اللازمة التي طُبّقت بصفة صارمة سواء من طرفنا نحن الطاقم الطبي بالتنسيق مع المركز الوطني للطب الرياضة بالعاصمة أو من طرف عمال المركز بسرايدي الذين كانوا في الموعد وساعدونا كثيرا في إنجاح المهمة على مرتين من خلال توفير الظروف الملائمة في الإطعام، الإيواء، والحمد لله كان منتخبنا من بين القلائل من ناحية الإصابة بهذا الوباء العالمي، حيث لم تكن لدينا إصابات كثيرة وذلك راجع للحذر والحيطة والوعي الكبير وسط التشكيلة والطاقم الفني والطبي سواء بالجزائر أو عندما تنقلنا إلى بولونيا ما سمح للاعبين بالتواجد في وضعية جيدة طيلة فترة التحضيرات، كما كان لحصص الإسترجاع والإسترخاء حيز مهم لتفادي الإصابات التي تكثر في مثل هذه الأوضاع بعد التوقف الطويل عن لعب المباريات. وفي الأخير يمكن القول، إن المجموعة ظهرت بوجه مقبول بدنيا خلال اللقاءات التي لُعبت في مونديال مصر وكذا في دورة ألمانيا المؤهلة للألعاب الأولمبية بطوكيو 2021.
ما هي إستراتيجية التعامل مع إصابات بعض اللاعبين؟
** على مستوى الطاقم الطبي كنا على دراية بأن الوضعية ستنجُم عنها إصابات، لكن الأهم في الأمر أنها كانت مُتوسّطة الخطورة، حيث عملنا كل ما في وسعنا داخل وخارج الوطن من خلال إستغلال العتاد الذي وضع تحت تصرفنا من طرف المركز الوطني للطب الرياضي، سواء خلال فترة التحضيرات أو أثناء المنافسات الرسمية في المونديال ودورة ألمانيا ولهذا نشكر المدير العام السيد توفيق بوزرورة لمساعدته الدائمة لنا وكذالك المستلزمات الطبية من الفدرالية، حيث كنا طاقم متكامل من طبيب رئيسي ومرافقين له كل واحد في إختصاصه، كل هذا يدخل في خدمة اللاّعبين لتجنيبهم من الإصابة أو لإسترجاعهم في أقرب وقت بعد الإصابة لأنه لم يكن لدينا خيار في المواجهات التي تُلعب في المستوى العالي.
* ماذا عن الجانب النفسي؟
صحيح أن التحضير النفسي له دور كبير بالنسبة للاعبين قبل المشاركة في المنافسات ذات المستوى العالي لضمان التركيز فوق البساط خلال المباريات، ولهذا قمنا بعمل كبير في هذا الجانب مع الفريق حيث أخذ حيّزا كبيرا من الوقت بعد الوضع الذي عاشه التعداد بسبب توقف المنافسة ورافقنا الفريق منذ الوهلة الأولى حتى الإنتهاء من المهمة، من خلال الإستماع للاعبين والإجابة عن أسئلتهم بدون تردّد لكي تبقى الثقة مع الطاقم الطبي، لأن الإصابة تأثر عليهم من الناحية النفسية بشكل مباشر ولهذا كان من الواجب علينا أن نُزيل المخاوف التي كانت تراودهم و المفاهيم الخاطئة لبعض الأمور، لكي يركزوا على البرنامج الذي تمّ إعداده للإسترجاع في وقت قصير لأن الرياضي يركز عمله على الجانب البدني، ما يعني أن المهمة لم تكن سهلة لكن في الأخير الأهم هو أننا وُفّقنا فيها، لأنه عندما يكون نقص في التحضير أكيد ستنتُج إصابات بعد الاحتكاك مع المستوى العالي، كما نتمنى التوفيق لكل الرياضيين الجزائريين الذين تأهلوا للألعاب الأولمبية القادمة بطوكيو ولهم منّا كل الدعم والتشجيع.