ثنـاء كبـير مـن الضّيوف الأفارقـة علــى التّنظيــم
أسدل الستار عن أول طبعة للألعاب الأفريقية المدرسية بعد 10 أيام من المنافسات القوية بين أبناء القارة السمراء، الذين تألقوا في مختلف الاختصاصات المدرجة ضمن الحدث الكبير الذي عاشته أربع مدن جزائرية من 26 جويلية إلى 5 أوت 2025، حيث كانت فرصة لبروز عديد الأسماء الرياضية، التي سيكون لها مستقبل كبير في قادم الاستحقاقات الكبرى، حيث تصدّرت النخبة الوطنية جدول الترتيب العام بـ 244 ميدالية، منها 103 ذهبية، 81 فضية و61 برونزية.
النّجاح المحقق في النتائج رافقه نجاح كبير في الجانب التنظيمي، أين وفرت كل الإمكانيات المادية والبشرية أمام شباب القارة السمراء، منذ اليوم الأول من وصولهم إلى غاية نهاية الحدث الرياضي وفي كل الجوانب، (النقل، الإيواء، الطعام، الخرجات السياحية، الحفلات الترفيهية)، التي كانت تنظم في كل الإقامات التي احتضنت الرياضيين بكل من مدن عنابة، سطيف، سكيكدة وقسنطينة، حيث تزامن الموعد مع موسم الاصطياف ما ترك انطباعا رائعا لدى ضيوف الجزائر، أين رسمت في أذهانهم صور ستبقى راسخة لكل من عاش تلك الأجواء المثالية، التي ميزتها الروح الرياضية في ميادين المنافسة.
تألق عناصر النخبة الوطنية الجزائرية كان متنوعا بين الرياضات الفردية والجماعية، وشمل 14 رياضة كتبت بأحرف من ذهب خلال هذه الألعاب، مع وجود سيطرة كبيرة على عديد الاختصاصات من طرف جيل صغير في السن لكنه برهن أنه من طينة الكبار، بعدما حلّق عاليا رافعا الراية في أول طبعة للرياضة المدرسية، التي جاءت لإعادة بعث دور المدرسة في تكوين نجوم المستقبل، مثلما كان عليه الحال في السابق، لأن هذه المؤسسة هي نواة بناء الرياضي وصقل مواهبه، وكانت الفرصة أمام المدراء الفنيين والمدربين من كل البلدان المشاركة في هذا الحدث لاكتشاف أسماء سيكون لها وزن كبير مستقبلا.
سيطرة جزائرية على المعدن النّفيس
التألق الجزائري كان في كل من رياضة المصارعة التي نالت أكبر عدد من الميداليات خاصة الذهبية، وأعطت دفعا معنويا كبيرا لبقية الرياضيين في الاختصاصات الأخرى، حيث نال المصارعين 29 ميدالية منها 17 ذهبية، 10 فضية وبرونزيتين. من جهته الجيدو الجزائري كان حاضرا بقوة وافتك 29 ميدالية منها 14 ذهبية، 9 فضيات و6 برونزيات. وجاءت الملاكمة في المركز الثالث من ناحية غنيمة النخبة الوطنية من المعدن النفيس من خلال نيل 14 ميدالية منها 13 ذهبية وفضية واحدة، ليكون القفاز الجزائري في الموعد مثل المعتاد، بينما حصدت ألعاب القوى 36 ميدالية منها 12 ذهبية، 14 فضية و10 برونزيات.
الجمباز الجزائري الذي بلغ العالمية يواصل التألق في الفئات الشبانية، عن طريق أسماء عملت على مواصلة حمل المشعل، من خلال تحقيق 22 ميدالية منها 10 ذهبيات، 8 فضية و4 برونزيات. نفس الخطى كانت بالنسبة للتايكواندو بعد العمل الكبير الذي قام به الرياضيون المشاركون قبل بداية المنافسة، حيث تمكّنوا من حصد 13 ميدالية من بينها 7 ذهبيات، 5 فضية وبرونزية واحدة. السباحة الجزائرية هي الأخرى كانت من بين أكثر الرياضات تتويجا ضمن الموعد القاري للرياضة المدرسية، وكانت حصتها من الميداليات 31 منها 6 ذهبيات، 11 فضية و14 برونزية، كما أن الكونغ فو ووشو حصد 12 ميدالية منها 6 ذهبيات و6 فضيات.
بروز أسماء شابة في عديد الاختصاصات
الاختصاصات المائية التي جرت في الشاطئ كانت في الموعد هي الأخرى عن طريق الكانوي الشاطئي، الذي حصد مجموع 8 ميداليات منها 4 ذهبيات و4 فضيات، بينما حقّقت الفروسية 5 ميداليات منها 4 ذهبيات وبرونزية واحدة. الملكة الصغيرة أو الدراجة كانت حاضرة بقوة، وتمكنت من تدعيم حصيلة الجزائر بـ 8 ميداليات منها 3 ذهبية، 2 فضية و3 برونزيات، في حين نالت كل من الكرة الطائرة الشاطئية وكرة اليد داخل القاعة ميداليتين ذهبيتين لكل منهما، أما المبارزة فتمكّنت من الفوز بـ 11 ميدالية، منها ذهبية واحدة، فضية واحدة و9 برونزيات.
أما في اختصاص البادمنتون أو الريشة الطائرة، ورغم قوة المنافسة بين الفرق المشاركة إلا أن العناصر الوطنية تمكنت من التألق ونيل 6 ميداليات من بينها ذهبية واحدة، فضية واحدة و4 برونزيات، في حين حصد التجذيف الشاطئي 5 ميداليات من بينها 4 فضيات وبرونزية واحدة، رغم أن هذا الاختصاص جديد، والاتحادية الجزائرية تعمل على تطويره. كما حققت النخبة الوطنية للتنس 7 ميداليات منها 3 فضيات و4 برونزيات، في حين نال الفريق الوطني لكرة السلة 5 ضد 5 الميدالية الفضية. ونفس النتيجة بالنسبة للمنتخب الوطني لكرة القدم الذي خسر النهائي أمام كوديفوار بركلات الترجيح، ونالت تنس الطاولة ميدالية برونزية واحدة.
الوفود تشيد بالتّنظيم العالي وتهنّئ الجزائر
كانت الانطباعات إيجابية من طرف جميع المشاركين في هذا الحدث، بعدما وجدوا كل الظروف الملائمة في كل المدن التي جرت بها المنافسات، على غرار مدرب المنتخب الإيفواري لكرة القدم ديابات باسيكيري، الذي قال عن الحدث: “عشنا منافسة جميلة بأرض الجزائر ضمن الألعاب الأفريقية المدرسية، حيث كان التنظيم رائعا وتم توفير كل الظروف لإنجاح الحدث”،
وأضاف: “ مرة أخرى الجزائر برهنت أنها تمتلك معايير عالمية في التنظيم، وهذا يستحق الثناء والإشادة”، وختم: “وفي الأخير أقول شكرا للشعب الجزائري، الذي كان حاضرا في المدرجات وتفاعل مع كل اللقاءات”.
من جهته مدرب المنتخب الجزائري أمين غيموز، أكّد أنّ الألعاب الإفريقية المدرسية كانت فرصة لاكتشاف لاعبين لهم مستقبل كبير، حين صرّح: “اللاّعبون الجزائريون الذين شاركوا ضمن هذا الحدث الإفريقي المدرسي صغار في السن، وفي نفس الوقت كانت فرصة جيدة اكتسبوا من خلالها الخبرة والتجربة، التي تجعلهم يطّلعون للمستقبل بنظرة ايجابية”.
كما عبّر اللاعب الصاعد للمنتخب الجزائري لفئة أقل من 17 عاما كنزي عمورة، عن فرحته بالمسار في هذه المنافسة، قائلا: “قدّمنا ما علينا طيلة المنافسة، حيث عملنا على تحقيق أفضل نتيجة منذ البداية، لأن كل اللقاءات كانت صعبة، ولكن الأهم أنّنا وصلنا للنهائي، والآن أصبحت لدينا خبرة وتجربة في المنافسات القارية”.
أكّدت الرّياضية أسيل أسامة من مصر والتي فازت بذهبية رمي الرمح، أن الأجواء فاقت التّوقّعات من كل الجوانب، خاصة التنظيم، في قولها: “أنا جد سعيدة بالنتيجة التي حقّقتها خلال الألعاب الأفريقية المدرسية، التي كانت بأرض الجزائر، والتي كانت في أجواء تنظيمية رائعة”. وتابعت: “كانت فرصة لنا لاكتشاف هذا البلد، وفي نفس الوقت للتحضير للبطولة العربية، التي ستكون في تونس الأيام القادمة”.
إشادة كذلك من الجماهير الإفريقية التي كانت حاضرة في مدرجات مختلف الميادين والقاعات، حيث كانت فرصة لهم من أجل الاستمتاع بجمال الجزائر، واكتشاف مدى طيبة شعبها المضياف. وفي حفل الختام الذي احتضنه ملعب 19 ماي 1956 بمدينة عنابة، شهد الحفل تسليم راية تنظيم الطبعة الثانية لنيجيريا.