يعزف الكثير من أنصار مولودية وهران عن حضور مباريات فريقهم الناشط في بطولة الرابطة الأولى المحترفة لكرة القدم رغم المشوار الجيد الذي يؤديه هذا الموسم، ما يثير حالة من الإحباط لدى المسيرين واللاعبين.
وتكرر هذا السيناربو السبت المنصرم بمناسبة استضافة ‘’الحمراوة’’ لنادي بارادو، حيث لم يتعدى عدد المتفرجين 5000 مناصر في ملعب تتسع مدرجاته لأكثر من 30 ألف مقعد.
ولم تحفز أهمية المباراة الأنصار المحليين للعودة لملء مدرجات ملعب الشهيد أحمد زبانة، مع علمهم بأن فوز فريقهم سيجعله يتقدم أكثر نحو المقدمة،
وتوقع أشبال المدرب التونسي معز بوعكاز بأن يكون حضور الأنصار معتبرا سيما في ظل النتائج الجيدة التي يحرزونها في الآونة الأخيرة، ومنها الانتصارات الثلاثة المتتالية التي سجلوها قبل هذه الجولة في منافستي البطولة وكأس الجمهورية.
لكن خيبة أملهم كانت كبيرة عندما وجدوا ذلك الكم المتواضع من الأنصار في الملعب، ولو أن ذلك لم يمنعهم من الفوز، ولو بصعوبة كبيرة، على تشكيلة عنيدة لنادي بارادو بهدف يتيم سجل في الدقائق الأخيرة من المباراة.
هذا الانتصار هو الرابع تواليا لرفقاء الحارس عبد الرؤوف ناتاش، الذين يواصلون بذلك زحفهم نحو المقدمة بعدما صعدوا إلى المركز الرابع بـ 28 نقطة، وبفارق نقطة واحدة عن الثالث مولودية الجزائر ونقطتين عن الوصيف شبيبة الساورة وسبع عن المتصدر شباب قسنطينة.
وكان بمقدور المولودية التطلع لمشوار أفضل لو لم تضيع عددا معتبرا من النقاط داخل الديار خلال المرحلة الأولى من المسابقة، في وقت لم يتذوق فيه النادي حلاوة التتويج على الصعيد المحلي منذ 1996.
ولأن طموح ‘أبناء ‘’الباهية’’ كبير للعودة إلى سكة التتويجات، فإنهم مقتنعون بأن دعم الأنصار وإيقاف مقاطعتهم لهم أضحى ضروريا، وهو ما يلح عليه القائد ناتاش، الذي يأمل على غرار زملائه الآخرين أن يعود الأنصار بقوة إلى الملعب خلال المرحلة الثانية من البطولة.
وهو الرهان الذي ترفعه إدارة النادي أيضا، لأن عودة الجمهور إلى المدرجات يسمح لها بضرب عصفورين بحجر واحد : ضمان تحفيز إضافي للاعبين وتحسين الوضعية المالية للفريق بفضل مداخيل هامة تجنيها في المباريات بعقر الديار.
وبالحديث عن الجانب المالي، فإن رئيس المولودية أحمد بلحاج، فضل في نوفمبر المنصرم توقيع اتفاقية مع مديرية الشباب والرياضة تمنح إدارته حق تسيير ملعب أحمد زبانة أيام المقابلات مقابل 500 ألف دينار عن كل مباراة.
وكان بلحاج يأمل من خلال هذه الاتفاقية الحصول على موارد إضافية من مداخيل اللقاءات، لكن مواصلة الأنصار مقاطعتهم لفريقه أخلط كل حساباته.
وتسببت المداخيل المتواضعة التي تجنيها المولودية من مبارياتها فريقها بملعبه في تعقيد الوضعية المالية للنادي الكبير لعاصمة الغرب الجزائري المثقل بالديون ومنها تجاه لاعبين سابقين ومدربين تسببت في منعه من تأهيل لاعبيه الجدد المنتدبين خلال فترة التحويلات الشتوية، ما يحتم على رئيسه بلحاج ضخ أموال إضافية أملا في الحصول على إجازات لاعبيه الجدد.
وتواجه المولودية في الجولة القادمة، المقررة في نهاية الأسبوع الجاري، نصر حسين داي بملعب 20 أوت بالعاصمة، حيث تسعى لتأكيد قوتها خارج قواعدها ولو أن مهمتها ستكون صعبة أمام فريق منتشي بالفوز بمباراتها المحلية أمام اتحاد الجزائر (2-1) في الجولة السابقة.
