استفادت ولاية تيزي وزو من غلاف مالي قدره 150 مليون دينار لإعادة تهيئة غابة الاستجمام “لخميس” الواقعة ببلدية إيعكوران، دائرة عزازقة، التي تُعد من أهم المتنفسات الطبيعية لعشاق السياحة الجبلية والباحثين عن الراحة والهدوء وسط الطبيعة.
المشروع الذي تشرف عليه محافظة الغابات، شمل إنجاز أربع مناطق وظيفية أساسية: منطقة الدخول والإدارة، فضاء العروض، منطقة بيداغوجية تحتوي على مزرعة تعليمية، إلى جانب فضاءات مخصصة للاسترخاء، ألعاب الأطفال، الرياضة والنزهات العائلية.
ومع استكمال أكثر من 50% من الأشغال، تحولت الغابة إلى مقصد يومي للعائلات القادمة من مختلف ولايات الوطن، وحتى من المسافرين المتجهين نحو بجاية. الطبيعة الجبلية والغطاء النباتي الكثيف، إضافة إلى تنوّع الفضاءات المهيأة، جعلت من هذا الموقع نموذجًا للسياحة الإيكولوجية في المنطقة، خاصة في ظل الازدحام الذي تعرفه الشواطئ وارتفاع درجات الحرارة.
وتعززت الغابة بمرافق ترفيهية متنوعة، على غرار البيوت والمقاعد الخشبية، الألعاب المتعددة، فضاءات الخيول والبحيرات، إلى جانب رواق لعرض التحف والمصنوعات التقليدية، ما يضفي بعدًا ثقافيًا على التجربة السياحية.
وأكد ممثل محافظة الغابات، شبلي العربي، أن الأشغال انطلقت سنة 2020، غير أن جائحة كوفيد 19 وصعوبة التضاريس الجبلية الشتوية أخّرت وتيرة الإنجاز، لتوضع الغابة جزئيًا حيز الخدمة بتاريخ 30 جوان 2025.
وأوضح المتحدث أن المساحة الإجمالية للموقع تبلغ 3 هكتارات، على أن يتم استكمال الأشغال المتبقية خلال الأشهر القادمة، وفي مقدمتها ربط الغابة بشبكة الصرف الصحي، حيث أمر والي الولاية بالشروع الفوري في المشروع لضمان الاستغلال الكامل للموقع.
وضمن الإستراتيجية نفسها، تشهد ولاية تيزي وزو إنجاز خمس غابات استجمام، منها غابتا “حروزة” في رجاونة و«لخميس” بايعكوران اللتان تم الانتهاء من تهيئتهما. ويُرتقب أن تُعزز هذه الفضاءات قدرات المنطقة في استقطاب السياح، وتطوير السياحة البيئية المستدامة، خاصة بالنسبة للعائلات الباحثة عن بديل هادئ بعيدًا عن الاكتظاظ والتلوث.
منذ فتح الغابة أمام الزوار، أصبحت صور الطبيعة الخلابة، وخرير المياه، وزقزقة العصافير، ومشاهد الأطفال وهم يمارسون أنشطتهم الترفيهية تحت أنظار عائلاتهم، مشهدًا يوميًا يوثق لحيوية هذا الفضاء. أما معارض الصناعات التقليدية، فحولت المسلك المؤدي إلى الغابة إلى معرض مفتوح يمزج بين السياحة والثقافة، ويساهم في الترويج الترابي للمنطقة.
غابة “لخميس” لا تُقدم فقط مكانًا للنزهة، بل أصبحت وجهة استراتيجية ضمن رؤية تيزي وزو لتنشيط السياحة الجبلية، وجعلها ركيزة تنموية محلية تعزز الاقتصاد وتُعيد الاعتبار للمناطق الداخلية، فهي فضاء سياحي يتوفر على جميع المقومات بتوفره على فضاءات للترفيه والتسلية والاستجمام لهواة السياحة الجبلية الذين يهربون من ضجيج المدينة واكتظاظ الشواطئ، الى الهدوء والراحة والسكينة التي توفرها لهم الغابة وسط زقزقة العصافير وخرير مياه البحيرة التي يتراقص فيها البط على أنغام الموسيقى الهادئة التي تداعب نسمات الهواء الطلق البارد، والذي ينسي حرارة الصيف المرتفعة، ليوفر للزوار طقس بارد يشعرهم انهم في فصل الربيع أو الشتاء.
أجواء المرح وضحكات الأطفال تملأ المكان، فمنهم من يركبون الخيول ومنهم من يتسابقون وسط تلك المناظر الطبيعية الرائعة، وآخرون يختارون مختلف ألعاب التسلية، وهم أمام أنظار عائلاتهم التي تجد الراحة والهدوء في المكان، فلا يشعرون بمرور الوقت إلا مع غروب الشمس وإسدال الليل ظلامه، لتزدهر الأنوار ويلتف الجميع على الطاولات لتناول أشهى الأكلات، ثم يغادرون بعد أن يقتنوا تذكارات من العارضين الذين يعرضون أجمل التحف والجواهر التقليدية، لتمتزج السياحة بالثقافة صانعة أجمل الصور السياحية التي اختزلت مشاهدها غابة “لخميس” بايعكوران، لتصبح رقما يصعب تخطيه في السياحة الجبلية بتيزي وزو، وتستقطب آلاف الزوار يوميا ومن مختلف ولايات الوطن وحتى خارج الوطن.
للإشارة، فإن ولاية تيزي وزو تشهد انجاز 5 غابات للاستجمام، إلا انه تم انجاز حاليا وتهيئة غابتين فقط.. “حروزة” في رجاونة و«لخميس” في إيعكوران”، ولا شك أن اكتمال المشروع سيعزّز انتعاش السياحة الجبلية بالمنطقة، ويستقطب أكبر عدد ممكن من الزوار والعائلات الباحثة عن الراحة والهدوء وسط الغطاء النباتي والطبيعة الخلابة والمناظر الرائعة التي توفرها مثل هذه الفضاءات السياحية البعيدة عن الصخب والضجيج.