غياب خطوط النقل.. اهتراء الطرق ولا مراكز صحية
شهد بلدية السحاولة توسعا عمرانيا نتيجة عمليات الترحيل، إلا أنها لازالت تفتقد للكثير من المرافق الهامة وإلى غاية اليوم ولازالت أحياؤها تتخبط في العديد من المشاكل التي أرهقت السكان، نتيجة عدم برمجة المشاريع الخدماتية والجوارية وتقاعس المسؤولين المحليين.
أبرزت الجولة التي قامت بها «الشعب» بمختلف أحياء البلدية، إلى افتقار السحاولة لأغلب الهياكل الضرورية وتهيئة الطرقات وإنجاز فضاءات ترفيهية ورياضية ومؤسسات تربوية، ناهيك عن إعادة النظر في شبكة الكهرباء والغاز.
ويعد النقل اكبر مشكل تعاني منه السحاولة نتيجة النقص الفادح في عدد الخطوط التي تربطها بالمناطق المجاورة والناتج عن إفتقار البلدية لمحطة برية ومحطات للحافلات، وكذا عدم تهيئة المواقف الموجودة، حيث أكد المواطنون لـ«الشعب»، بأنهم يضطرون إلى الانتظار ساعات على قارعة الطريق، ما يسبب في تأخرهم بصفة مستمرة عن مقاعد الدراسة والعمل، رغم خروجهم باكرا من بيوتهم، مشيرين في هذا الصدد إلى أن الحافلات ان وجدت لا تتوفر على أدنى شروط السلامة، كونها دائمة التعطل، مما يضطر الكثير منهم الاستعانة بسيارات “الكلوندستان” التي استغلت غياب النقل لتفرض عليهم سيطرتها.
كما يعانى سكان الحي منذ فترة طويلة من النقص الفادح في المشاريع، خاصة ما تعلّق منها بأشغال تعبيد الطرق، التي تحتاج إلى عمليات التزفيت وصيانة دورية، بسبب الاهتراء التي ساهمت في مضاعفة معاناة المواطنين، حيث تعرف أزقته حالة كارثية، بسبب كثرة الحفر، مما جعل سكان هذا الحي يتذمرون، والتي تتحوّل ـ حسب ما أكدوه لـ«الشعب» ـ، إلى مجموعة من البرك أثناء الشتاء.
مشكل آخر يؤرق سكان السحاولة، هو انعدام المرافق العمومية والهياكل الثقافية والرياضية في بعض الأحياء أو عدم توفرها بالشكل الكافي في أحياء أخرى، مما أثر على الحالة النفسية لشباب المنطقة الذي يتطلع إلى استثمار مهاراته في مختلف المجالات التي يجدها، مما يدفعهم إلى التنقل نحو البلديات المجاورة كبلدية جسر قسنطينة من أجل ممارسة نشاطاتهم الرياضية.
وتفتقر المنطقة إلى ملاعب جوارية، لذا طالب شبابها بضرورة بإنجازها إلى جانب مكتبات فرعية، تتمكن من احتواء قدراتهم ونشاطاتهم.
النقل المدرسي هاجس يومي
مشكل آخر يعاني منه سكان البلدية وهو النقص في إعداد المؤسسات التربوية، خاصة مع تزايد الكثافة السكانية بالمنطقة، إلى جانب غياب النقل المدرسي الذي أصبح هاجسا أرق التلاميذ، حيث أصبحت حياة مئات التلاميذ ـ في مختلف الأطوار ـ عرضة للخطر، كونهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام، من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة، في ظلّ غياب وسائل النقل المدرسي.
وفي هذا الصدد، أكد العديد من أولياء التلاميذ، أن أبناءهم مجبرين على قطع مسافة تزيد عن الكيلومتر مشيا، بشكل يومي صباحا ومساء للالتحاق بمدارسهم، إذ يجتازون الطريق الرئيسية، فضلا عن اجتياز بعض المسالك الجد وعرة، لا يمكن للصغار بالسنوات الأولى اجتيازها، كما أن عناء الذهاب والإياب يوميا إلى المدارس ولمسافة طويلة، جعلت التلاميذ عرضة للتعب الشديد، الأمر الذي أفقدهم القدرة على الاستيعاب الجيد للدروس.
السحاولة من البلديات التي لم تستطع السلطات المحلية من حل مشكل الأحواش بها بشكل نهائي، إذ تحتوي البلدية أزيد من 14 حوشا تعيش العائلات بها في ظروف أقل ما يقال عنها إنها كارثية، نظرا لدرجة الهشاشة التي تعرفها أغلبية السكنات القديمة، التي شيّدت منذ أكثر من نصف قرن، وما زاد الطينة بله ـ حسب بعض السكان ـ أنهم لا يملكون عقود ملكية لسكناتهم، ما يمنعهم من التصرّف فيها لعدم حصولهم على رخص البناء، داعين إلى ضرورة إيجاد حل فوري لمشاكلهم، التي حالت دون الاستفادة من مشاريع تنموية أو تحسين وضعية سكناتهم.
وتطرّق السكان إلى مشكل غياب المراكز الصحية الجوارية والعيادات الطبية، التي تعدّ أكثر من ضرورية، خاصة لذوي الأمراض المزمنة التي تتطلب تدخلا طبيا مستعجلا، وعليه يطالب سكان البلدية بضرورة تدعيمها بمراكز صحية جوارية، خاصة أن المنطقة تعرف كثافة سكانية مرتفعة.