لا يزال قطاع الصّحة بعاصمة الشرق الجزائري، قسنطينة، يعرف إنزلاقات خطيرة وسلوكات تهدّد سلامة المريض والطبيب على حد سواء، حيث شهدت مؤخرا مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي ابن باديس حادثة اقتحام خطير من طرف أشخاص غرباء.
بحسب شهود عيان ممن تحدثوا لـ «الشعب»، فإن الحادثة خلقت حالة من الهلع والفزع لدى الطاقم الطبي ومريضين كانا يخضعان لعمليات جراحية.
الحادثة الخطيرة التي شهدتها ليلا المصلحة، جاءت نتيجة لنقص عناصر الأمن بالمستشفى الذي يعتبر مدينة صحية بامتياز، خاصة وأنه كان بدون مدير مدة فاقت 3 أشهر بسبب التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية، هذا وقد تسبب الهجوم في حالة غليان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلين عن سبب نقص أعوان الأمن في مثل هذه المؤسسة الاستشفائية.
اختلفت الروايات حول هذه الحادثة الأليمة من قبل شهود عيان والأطباء الذين كانوا بالمناوبة الليلية، علما أنها ليست الحالة الأولى التي تعرفها المؤسسة الاستشفائية. فقد سبق ان شهد عديد الأقسام الطبية مشادات كلامية وشجارات عنيفة من قبل أهالي المرضى وحتى من بعض المرضى في حد ذاتهم، الحاملين للأسلحة البيضاء والمواد المحظورة، حيث تعرض على هامش هذه التصرفات والسلوكات العنيفة حوادث راح ضحيتها عدد من الأطباء.
كان مطلب العاملين والفرق الطبية هو توفير الأمن بشكل كبير داخل مستشفى ابن باديس،عن طريق توظيف أعوان أمن أو حراسة دائمة من قبل عناصر الشرطة، مؤكدين أن حياتهم مهددة أثناء العمل في حالة نقص هؤلاء الاعوان.
بحسب ما كشف عنه بعض الأطباء، فإن الحادثة تتعلق بمريض حوّل إلى المستشفى بجروح كثيرة، وقد أصّر أهله ومرافقوه على إلزامية اجراء له عملية بطريقة استعجالية بالرغم من أن غرفة العمليات أصلا كان يتواجد بها مريضان حالتهما أكثر خطورة. وهو الأمر الذي أدى إلى اقتحام مرافقي المريض المكتب وتكسير كل ما هو موجود فيه، ثم ولوجهم لقاعتي عمليات التي كان بها احد المرضى في حالة استفاقة، أما المريض الثاني فكانت بطنه مفتوح.
ولهذا، طالب الطاقم الطبي السلطات المعنية بضرورة توفير الأمن بصفة دائمة بسبب ما أصبحوا يضطرون للتعامل معه بصفة متكرّرة.
من جهتها، أكدت مديرية الأمن عن فتح تحقيق سيما وان هوية الغرباء معروفة وسيتم توقيفهم في لاحقا
