معرض ثري بنادي الترقي

120 عنوان و300 صورة نادرة عن الجزائر الثّائرة

جمال أوكيلي

رمزية بدلالات تاريخية أن يكون نادي الترقي العتيد والعتيق الكائن مقرّه قبالة ساحة الشهداء وتحتضنه قصبة الأبطال وقلعة الأشاوس على موعد مع معرض حول أول نوفمبر، ونحن في الذّكرى ٦٥ من إحياء انطلاق الرّصاصة الأولى في كامل هذا الوطن المفدّى.
«نادي الترقي» ما زال صامدا بالأمس كان فضاءً جامعا لأعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين بقيادة عبد الحميد بن باديس والصّورة الجماعية تشهد على ذلك، تأسست ردّا على الذكرى المئوية لاحتلال الجزائر في ٥ ماي ١٩٣١ والمبنى كان جاهزا في ١٩٢٧.
هذا المعرض الثري بالكتب والمذكّرات حول الثّورة افتتحه رئيس جمعية المسلمين الجزائريين السيد عبد الرزاق قسوم، وبحضور شلّة كبيرة من المجاهدين احتوى على ١٢٠ عنوان و٣٠٠ صورة لأحداث الثورة المجيدة في كامل الجزائر الثائرة آنذاك ضد نظام كولونيالي استطاني غاشم لم تشهده الانسانية في بشاعته ووجه القبيح.
وقد سجّلنا حقا، مراجع قيّمة تترجم فعلا مدى إقدام صانعي الثّورة على تخليد مآثرهم كشهود عيان مباشرين على الوقائع العسكرية والسياسة التي عايشوها عن قرب، يطغى عليها ما يعرف بـ «المذكّرات»، وهي عبارة عن شهادات حيّة لمجاهدينا أوردوها كما وقفوا عليها دون إلحقاق الضّرر المعنوي والمادي بأحد، وهم شخصيات ثورية غير معروفة لكنّها أبت إلاّ أن تكون حاضرة في مشهد كتابة تاريخ الثورة من خلال مخطوطاتها كضباط أو مجاهدين.
وفي هذا السياق، أكّد لنا السيد أحمد عبد القهار بلعمري المعروف باسم عبد اللطيف، عضو المكتب الولائي للعاصمة التابع لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مكلف بلجنة الشباب والطلبة، أن المعرض الذي أمامنا يندرج في إطار الاحتفال بثورة أول نوفمبر، وتبعا لذلك إرتأى المكتب الولائي وبإشراف لجنة الدعوة والإرشاد أن يمنح البعد الرمزي لهذا الحدث من خلال الانتقال إلى «النادي الترقي» لاستحداث ذلك التواصل بين الأجيال في صون الأمانة من قبل الشباب وإطلاعهم على تضحيات الشّعب الجزائري.
وقد اجتهدنا من أجل الكشف عن صور نادرة ومصادر فريدة، ولم نكتفي بذلك بل أقمنا معرضا مصغّرا حول القضية الفلسطينيّة شعاره «على خطى نوفمبر الأقصى تتحرّر»، وما يستحق الإشارة إليه هنا هو «أنّ الكتب المعروضة تعود إلى الشيخ يحيى ساري عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء، ويتمتّع بصفة إمام أستاذ بمسجد الأبرار ببوزريعة.
وبخصوص وجود مكان المعرض في جهة غير معروفة وفي وسط تجاري لا يسمح بالعثور عليه بكل تلك السّهولة، وكان بالإمكان اختيار فضاء خارجي، أوضح لنا عبد اللطيف بأنّ العمل القائم على الترويج تمّ على مستوى جريدة «البصائر» والصفحات الرّسمية التابعة للجمعية ولائيا ووطنيا.
وقد وجدنا الكثير من تلاميذ المؤسّسات التربوية المجاورة بالمعرض، يصولون ويجولون في تلك القاعة الواسعة، وقد شاركوا في مسابقة فكرية حول السير الذاتية للشهداء والمجاهدين، متحصلين مقابل ذلك على جوائز هادفة في مضمونها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024