تواتي ..آليات فعّالة

إنشاء تجمعات حضرية في المناطق النائية

جمال أوكيلي

تضمّن البرنامج الإنتخابي للمترشح تواتي ٧ صفحات عبارة عن مجموعة من المحاور الكبرى في شتى القطاعات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، إلاّ أنه في الصفحة ٤ وفي المحور السادس المعنون المستوى الإقتصادي، يمكن تسجيل البعض من النقاط الخاصة بما يعرف بالتنمية المحلية. لم يخصص لها الحيز الذي تتطلبه، أي الإنفراد بعرض المزيد من الشروحات والإستفسارات لهذا العنصر الحيوي على مستوى الولايات الداخلية والجزائر العميقة.

كل ما في الأمر أن تواتي تناول سلسلة من القضايا الحسّاسة والملفات الشائكة التي يمكن أن تكون منطلقات في إعداد سياسات تنموية ذات الطابع المحلي، لا نخلطها مع وزن التوجهات الإقتصادية الكبرى التي تعد من قناعات المترشح نفسه في كيفية إدارة الشؤون المالية والتجارية وكل ما تبع ذلك، ويتضح ذلك في مطالبة تواتي بإحداث ذلك التوازن بين قرارات التخطيط وإجراءات البرمجة وحرية المبادرة والتركيز على القطاعات المنتجة وإعادة الإعتبار للأرض وتشجيع العاملين عليها وحمايتها، وتحقيق الأمن الغذائي عن طريق الإكتفاء الذاتي وإنشاء تجمعات حضرية جديدة في المناطق النائية. ومراعاة التوازن بين كل جهات الوطن، وإتمام شبكة النقل وفك العزلة عن المناطق النائية.
ونسجل هنا ٧ محاور كبرى جاءت في البرنامج الإنتخابي لتواتي، تتوجه مباشرة إلى إقتراح سياسة أخرى للتجديد الريفي، تدرج في ثناياها النقاط السالفة الذكر التي تكون مفتوحة على نقاش ثري وحوار واسع بين كل المعنيين في البلديات والولايات لإيجاد أنجع الأساليب لمسايرة ترقية هذه القطاعات الإستراتيجية.
وبالتدقيق أكثر في هذه المحاور، فإن تواتي ركّز تركيزا دقيقا على مفاهيم قوية جديرة، بأن يكون لها المزيد من الإهتمام خلال الفترات القادمة. وفي هذا السياق استعمل كل من التخطيط والبرمجة والمبادرة، القطاعات المنتجة، إعادة الإعتبار للأرض، الأمن الغذائي، تجمعات حضرية، المناطق النائية، التوازن، إتمام شبكة النقل وفك العزلة، وكل هذه العناوين تكمّل بعضها البعض، في وضع النموذج المحلي في التكفّل بانشغالات سكان المداشر والقرى والإعتناء بهم أكثر فأكثر في حالة إتباع هذا الأسلوب الجديد، حتى وإن جاءت الأفكار بصيغة التعميم يمكن مع الوقت أن تفصّل بإضافة عناصر جديدة تأتي توازيا مع البرامج المعدّة في هذا الشأن، من قبل الجهات أو الآليات المقترحة التي تشرف مباشرة على الجماعات المحلّية.
ويعطي تواتي الأبعاد اللائقة، والمضامين المناسبة لما يقترحه من أفكار، ويلاحظ ذلك من خلال ما ورد في المقدمة، عندما دعا الجزائريين إلى الإلتقاء على حب الوطن والدفاع عنه، وهذا من خلال الإلتزام بميثاق للعمل الوطني، يكون بمثابة مرجعية لرسم أي سياسة مؤسساتية أو تنموية، ويرى المترشح بأنها الآلية التي تسمح حقا بأن نكون عند مستوى الحدث، حتى وإن كان هذا الميثاق غير واضح في محتواه، فإنّه لا يتناقض مع الممارسات الديمقراطية والتعددية والحرية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19464

العدد 19464

الثلاثاء 07 ماي 2024
العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024