مع توقّع تراجع الإنتاج بـ 50 بالمائة

عملية جني الزيتون تنعش الفلاحة ببومرداس

بومرداس: ز - كمال

أحيت ولاية بومرداس بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية مناسبة اليوم العالمي لشجرة الزيتون على مستوى دائرة يسر بتنظيم جملة من النشاطات مع تقديم إرشادات لفائدة الفلاحين والمنتجين في وحدات التحويل والمعاصر من قبل مختصين وتقنيين في الشعبة حول طرق الحديثة لترقية النشاط الذي يشهد عملية توسع بغرس مساحات جديدة على الرغم من تسجيل تراجع في كمية الإنتاج خلال هذا الموسم بنسبة تقارب 50 بالمائة، حسب المعطيات الأولية.
تتواصل عملية جني محصول الزيتون بولاية بومرداس من قبل الفلاحين والناشطين في الشعبة، التي بدأت تأخذا بعدا ترفيهيا أيضا من قبل العائلات التي حولت هذه الفترة من كل سنة الى مناسبة للنشاط والاستجمام كتقليد متوارث بالحرص على الخروج الجماعي الى الحقول بما فيهم العجائز وسط فرحة كبيرة للأطفال، الذين يستغلون عطلة نهاية الأسبوع للاستمتاع بأجواء الطبيعة، والمساهمة بحيوتهم في خلق الفرجة خاصة في هذه الأيام الخريفية.
حسب الأصداء التي جمعتها «الشعب» لدى الفلاحين، «فإن محصول هذه السنة سجل تراجعا كبيرا في كمية الإنتاج مقارنة مع الموسم الماضي الذي عرف إنتاج كميات كبيرة ساهم بشكل كبير في تحسين المردود المادي للعائلات الناشطة في القطاع بفضل الكميات المعتبرة من الزيت المستخرجة، وهو ما ساهم في عقلانية سعر اللتر الواحد، الذي نزل إلى حدود 600 دينار وحتى أقل بالنسبة لسعر الجملة، ما سهل عملية الاقتناء بالنسبة للأشخاص ذوي الدخل الضعيف والمتوسط».
نفس التوقعات عبر عنها عدد من المختصين على مستوى مديرية المصالح الفلاحية وممثلي المجلس المهني الولائي المشترك لشعبة الزيتون، الذين توقعوا تراجع المنتوج «بنسبة 50 بالمائة عن الموسم الماضي»، الذي سجل إنتاجا قياسيا بأزيد من 2.7 مليون لتر من الزيت بمجموع 160 ألف قنطار مقابل 500 ألف لتر سنة 2018، مرجعين أسباب تدني كمية الإنتاج إلى عدة عوامل طبيعية على رأسها الظروف الطبيعية وقلة مياه الأمطار في الأشهر التي تحتاجها شجرة الزيتون إضافة إلى تعاقب المواسم ودورات الإنتاج المتفاوتة من سنة إلى أخرى.
مع ذلك تبقى الشعبة التي تعرف توسعا في المساحات المغروسة من سنة الى أخرى ببلديات بومرداس المعروفة بفضل الاستثمار والعودة القوية للنشاط من قبل العائلات المرتبطة بصفة قوية مع هذا المورد المادي الهام، الذي يتعدى البعد الاقتصادي الى الأبعاد التاريخية والاجتماعية التي ربطت الأجيال المتعاقبة منذ زمن بعيد كتقليد تاريخي متوارث ساهم بشكل اساسي في حماية الشجرة حتى في الظروف الصعبة التي عرفتها الولاية في العشرية السوداء التي شهدت هجرة شبه جماعية للعائلات القاطنة بالمناطق الجبلية التي يتركز فيها النشاط، وبالتالي كان لهذه الظروف تأثير سلبي مباشر على أشجار الزيتون والمردودية بسبب الإهمال وإتلاف مساحات واسعة، وهي تقريبا أهم التحديات التي واجهت الناشطين في القطاع من أجل تجديد الحقول المغروسة عن طريق عملية التشجير والاعتناء أكثر بالشجرة من حيث التلقيم واستعمال المبيدات والتقنيات الحديثة لتجديد الشعبة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024