الحضنة بولاية البيض

منطقة ظــل محـرومـة من التنـميـة

نور الدين بن الشيخ

يعيش سكان تجمع الحضنة، التابع لبلدية الغاسول، شرق ولاية البيض، ظروفا اجتماعية صعبة ومزرية داخل خيم من الجلد والبلاستيك  بعيدا عن التنمية، حيث تفتقد العائلات للكهرباء الريفية وآبار السقي، وما زاد من عزلتهم عدم وجود طريق مهيأ يربط تجمعهم ببلدية الغاسول، رغم أن المسافة بينهما لا تتعدى 5 كلم .  
  بالرغم من أن التجمّع يحصي أزيد من 50 عائلة تحترف تربية الماشية، منذ عشرات السنين، ما يجعلها من بين أهم المناطق التي تموّن ولاية البيض بالماشية، إلا أنه لم تستفد من برامج حفر الآبار لفائدة السكان منذ عشرات السنين.
 عن هاته المشكلة يقول أحد كبار التجمع، الحاج النعيمي، « نعاني من مشكل الماء بدرجة كبيرة، حيث نضطر لجلب الماء لشرب وسقي المواشي عبر الصهاريج الحديدية أو البلاستيكية، على مسافة خمسة كلم، من قرية المنيجل في ظروف نقل وتخزين غير صحّية تماما».  

 الجرارات والسيارات الرّباعية للوصول إلى التجمّع   

 رغم أن التجمّع لا يبعد عن مقر بلدية الغاسول سوى بخمسة كلومترات، إلا أن الطريق الذي يربطهما غير صالح لسير المركبات و لكي تصل إلى التجمّع عليك الاستعانة إما بسيارة رباعية الدفع أو بجرار،  لأن الأودية بالطريق و الشعاب الحجرية تعيق السير وتزداد الصعوبة خاصة في فصل الشتاء، عند تساقط الأمطار ما يعيق حركة السكان ويمنع تنقلاتهم، وهذا من الأسباب التي جعلتهم منسيين وغير معترف بهم لدى السلطات المحلية.

 تمدرس التلاميذ غير مُتاح والأولياء يفضّلون رعيهم الغنم

 العزلة التي يعيشها التجمّع تسببت في انقطاع التلاميذ عن الدراسة،  وفي هذا السياق، صرّح أحد سكان الحي،  بن موسى محمد «عدد التلاميذ الذين توقفوا عن الدراسة هو 35 تلميذا في السنتين الماضيتين، في غياب النقل المدرسي واشتغالهم برعي الماشية».
 الأولياء وفي ظل الإقبال الكبير على تربية الماشية ونجاح الحرفة، يفضلون أن يبقى أبناءهم في المنطقة لرعي الماشية على التوجه إلى مدينة البيض حيث تتوفر الداخليات التعليمية، الحديث هنا عن الذكور.
  أما عن البنات فالتعليم ممنوع بحكم تقاليد سكان المنطقة والبنت موقعها إلى جانب أمها للقيام بشؤون البيت والعائلة إلى غاية زواجها و هي الظاهرة التي تسببت في تجهيل أغلب بنات التجمع.

 الرعاية الصّحية منعدمة بسبب غياب قاعة علاج

التجمع ورغم أنه يحصي أكثر من 300 ساكن، إلا أنه يفتقد لقاعة علاج تسمح للسكان بتلقي ولو الإسعافات الأوّلية ما يضطرهم إلى التوجّه إلى قرية المنيجل، بحثا عن من يوخز لهم إبرة، أما الوصول إلى الطبيب فيضطر الواحد منهم إلى قطع 50 كلم للوصول إليه بمدينة البيض، عن هذا الوضع، يقول أحد سكان الحي، البشير بن موسى، أغلب النساء يضعن حملهن بالسيارات في طريقهن إلى مستشفى البيض،  والبقية داخل البيوت بالطرق التقليدية المتوارثة من عشرات السنين.
 رئيس بلدية الغاسول رد عن وضعية التجمع و التهميش الذي يعيشه، بالقول: «كثير من الانشغالات التي طُرحت وسجلت ضمن برنامج تنمية مناطق الظل الذي أعلنت عنه الدولة، في انتظار موافقة السلطات الولائية عليها، لأنها منطقة ظل حقيقية محرومة، كما أن ميزانية البلدية لم تسمح السنوات الماضية بالتكفل بها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024