كل الإجراءات التّنظيمية فشلت والمعاناة مستمرّة

طوابير مكاتب البريد تصنع الحدث ببومرداس

بومرداس: ز - كمال

تشهد مكاتب البريد والموزعات الآلية للنقود بالبنوك طوابير طويلة هذه الأيام عبر بلديات بومرداس خاصة على مستوى المراكز الرئيسية بالمدن، بسبب تزامن هذه الفترة مع صب معاشات والمتقاعدين، وهو ما أحدث أزمة ندرة في السيولة حسب ما رصدته «الشعب» في الميدان، ما جعل الكثير من المواطنين وكبار السن يتوجهون باكرا للاصطفاف أمام المداخل الرئيسية لضمان سحب الأموال، وإلا كانت النتيجة قضاء ساعات في الانتظار.
لم تفلح مختلف الإجراءات والتدابير المتخذة من قبل السلطات العمومية ومؤسسة بريد الجزائر وصندوق التقاعد لتنظيم عملية صب المعاشات واستلامها من قبل المتقاعدين في ظروف حسنة تضمن كرامة المواطن وبالخصوص كبار السن منهم، حيث تتواصل ظاهرة الطوابير الطويلة حتى بتوسيع فترة صب المعاشات وتقسيمها حسب الفئات، مع إلزام البنوك ايضا بضرورة ضمان التغذية المتواصلة للموزعات الآلية كبديل قد يخفف العبء على مراكز البريد التي تحولت إلى ما يشبه السوق يوميا، ناهيك عن الضغوطات التي يتعرض لها الأعوان.
وقد تحوّلت أزمة السيولة والطوابير اليومية إلى هاجس فعلي للمواطن، وبدرجة أكبر الموظفين بأسلاك الوظيفة العمومية كالإدارة والتربية، الذين يعانون نهاية كل شهر من إيجاد وسيلة لسحب أموالهم بطريقة سهلة وعملية دون الإخلال بالتزاماتهم المهينة، كما امتدت المشكلة إلى باقي الفئات الاجتماعية الأخرى المرتبطة بمراكز البريد ومنهم فئة كبار السن، الذين يتقاضون المنحة الجزافية المقدرة بـ 3 آلاف دينار، حيث أكّد بعض المسنّين لـ «الشعب» أنّهم يضطرون للذهاب أكثر من مرة لمركز البريد بحثا عن المنحة الشهرية بسبب أزمة السيولة رغم صعوبة التنقل نظرا لبعد المسافة.
كل هذه الانشغالات حاولت مؤسسة بريد الجزائر تجاوزها أو الأقل التخفيف منها باتخاذ إجراءات تنظيمية تخص تمديد فترات العمل في شهر رمضان مع تنظيم أوقات منح معاشات المتقاعدين، وأخرى هيكلية عن طريق فتح ملاحق جديدة بالأحياء السكنية الجديدة والقرى المعزولة بمناطق الظل ودعمها بالوسائل والخدمات الاساسية، منها إعفاء المسنين من شرط التنقل الى المراكز الرئيسية بالمدن للحصول على المنحة بتحويلها الى المراكز الفرعية.
مع ذلك تبقى الطوابير اليومية هي السيدة بهذه المراكز، وتزداد حدة في فترات معينة حفظها الجميع على ظهر قلب من رواد هذه المؤسسة الخدماتية، فيما تبقى آراء المواطنين والزبائن متباينة حول الأزمة التي عكّرت يومياتهم، فبعضهم ربطها بسوء التسيير ونقص النجاعة في هيئة اقتصادية مربحة مرتبطة بخدمات الناس ومختلف المؤسسات الصناعية والإداريات، وآخرون أرجعوها إلى مشكل نقص الأعوان والاكتفاء أحيانا بعونين للسهر على خدمة عشرات الزبائن ممّا ينجم عنه الطوابير اليومية، وهنا استثنينا العامل الثالث المتعلق بالسيولة المختلف بشأنها بين تطمينات إدارة البريد التي تصر على عدم وجود نقص، وبين الزبائن الحائرين في كيفية إيجادها عند الحاجة.
لكن التخوف الأبرز الذي يسكن الزبائن من موظفين وعمال، هو مدى توفر السيولة خلال شهر رمضان وضمانها بكمية كافية مع اقتراب مناسبة عيد الفطر المبارك، حيث يزداد الضغط على المراكز في ظل التذبذب الذي تعرفه الموزعات الآلية للبنوك وانعدامها في كثير من البلديات أو التحجج بالصيانة أم أن تجربة السنة الماضية ستتكرر بكل فصولها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024