أطلق فريق من الشباب النّاشط في مجال تربية النحل، تجربة جديدة تخص زراعة الزعفران، لا يزيد عمرها عن السّنتين، منهم مربّي النحل بوسلة عبد القادر من منطقة الهاشم، وذلك على مساحة فلاحية لا تزيد عن ربع هكتار.
يقول الفلاحي بوستة عبد القادر، إن الخبرة البسيطة المكتسبة من خلال تجربته الفتية في زراعة الزعفران، دفعته إلى التفكير في تكثير بذور الزعفران بدل حصر تجربته في إنتاج الشعيرات، مشيرا إلى أنّ إطلاق هذه التجربة الفلاحية الجديدة كان بدافع إدماجها مع مشروع تربية النحل، وإيجاد مرعى رئيسي من نبتة لها فوائد طبية عظيمة، لكن الأسعار الخيالية لبذور الزعفران مقابل مردود الإنتاج، دفعته إلى تكثيرها، حيث يقدّر سعر الكيلوغرام الواحد من بصيلات الزعفران بـ 10 آلاف دج، يعطي مردودا لا يصل إلى 1 غ من شعيرات الزعفران التي يصل سعر الغرام الواحد منها إلى 4 آلاف دج.
وانطلقت تجربة مربي النحل بوسلة عبد القادر، المتمثلة في زراعة الزعفران لبلدية الهاشم، بزراعة 4 كلغ من بصيلات الزعفران على مساحة ربع هكتار، قبل سنتين، أنتجت في موسم القطاف الماضي 20 كلغ من البصيلات و12 غ من شعيرات الزعفران، ومن المتوقع أن يرتفع إنتاجها بعد أيام قليلة (موسم القطف) إلى 80 كلغ من البصيلات (البذور) و40 غ من الشعيرات التي لها استخدامات عدة في مجال الطبخ والطب البديل.
ويسعى فريق الشباب الناشط في المجال الفلاحي وتربية النحل، إلى توسيع تجربة زراعة الزعفران، انطلاقا من التأسيس لشعبة المهنيين في المجال بهدف تشجيع أقرانهم من الفلاحين الشباب على خوض غمار التجربة المربحة، والتي لا تحتاج حسبهم سوى لرأس مال صغير وبعض الجهد، إضافة إلى جرعات من دعم السلطات المحلية، من خلال منحهم أراضي فلاحية ملائمة لممارسة هذا النشاط الفلاحي وتوسيع مجال إنتاجه، باعتباره أحد أنواع الاقتصاد الأخضر المدر للثروة.
جدير بالذكر، أنّ ولاية معسكر تتميّز بتنوّعها الفلاحي عبر تقسيمها الجغرافي على ناحيتين الشمالية والجنوبية، بالنظر إلى خصوبة تربتها ومناخها الملائم لممارسة مختلف الأنشطة الفلاحية والزراعة، فمن زراعة الحمضيات والزيتون بمحيط خبرة وسيق في الناحية الشمالية إلى زراعة الخضروات والكروم في المنطقة الجنوبية.
وفي خضم هذا التنوع، ينشط العديد في مجال تربية الحيوانات وتربية النحل، هذه الأخيرة فتحت مجالا لتجربة زراعة «الذهب الأحمر»، وأحد أثمن النباتات على وجه الأرض.
