تبقى شعبة الخروب من الأنشطة الضعيفة من حيث الانتشار والإنتاج محليا مقارنة مع الشعب الرئيسية المهيمنة على القطاع، رغم أهمية هذا المنتوج في التنمية الاقتصادية وجلب العملة الصعبة عن طريق التصدير، حيث تعمل المحافظة على تشجيع الناشطين بالعودة مجددا للاهتمام بهذه المحاصيل عن طريق عملية الدعم والتشجير.
تعتبر شعبة الخروب من الشعب الفتية التي تحاول التهيكل بولاية بومرداس رغم قدم النشاط بالمنطقة كأحد أهم المحاصيل التي سادت طيلة عقود بالمناطق الجبلية، إلى جانب شجرة الزيتون التي حافظت أكثر على وجودها اليومي مقارنة مع شجرة الخروب التي تضاءلت بشكل كبير، ولم يعد لها حضور لافت من بين أهم المحاصيل الزراعية رغم أهميتها الاقتصادية وتزايد حجم الطلب عليها في السوق الدولي بسبب أهميتها الغذائية والصناعية، خاصة مستحضرات مواد التجميل.
لهذا الغرض جاء اليوم التحسيسي والتكويني الذي بادرت إليه محافظة الغابات بولاية بومرداس لفائدة الفلاحين والمنتجين بولاية بومرداس في أول لقاء من نوعه من أجل إطلاعهم على أهمية الشعبة، وضرورة تطويرها بما يخدم الاقتصاد المحلي والوطني، مع تقديم ارشادات وتوجيهات تقنية من قبل مختصين بالمعهد الوطني للبحث الغابي حول عملية التطعيم، التشتيل والغرس، وعرض بعض التجارب الناجحة في الميدان.
وأكّد المدير العام لمحافظة الغابات على الأهمية الاقتصادية للشعبة التي بدأت تتوسع من حيث النشاط في عدد من ولايات الوطن، في إطار السياسية العامة للحكومة الرامية الى تنويع مصادر الدخل وخلق مناخ ملائم لكل القطاعات بما فيها الفلاحة والغابات من اجل تشجيع الفلاحين والمستثمرين على إنشاء مؤسسات ناشطة في هذا القطاع.
ورغم انحصار النشاط في بعض المناطق الجبلية المحدودة بولاية بومرداس وضعف كمية إنتاج مادة الخروب محليا ووطنيا التي لا تتعدى 4 آلاف طن سنويا مقارنة مع عدد من دول حوض المتوسط الرائدة في هذا النشاط، إلا أن أهمية هذه الشعبة الفلاحية الأساسية التي لم تلق نفس التجاوب والاهتمام من قبل الناشطين والقائمين على قطاع النشاط الفلاحي مثل باقي الشعب الغابية منها إنتاج الزيتون سواء كاستثمار مباشر لتوسيع المساحة المغروسة، أو من خلال عمليات التشجير السنوية التي تركز على أنواع أخرى من الأشجار دون شجرة الخروب المنتجة للثروة، وعليه تسعى المحافظة إلى إعادة الاهتمام أكثر بالنشاط ومرافقة الفلاحين في عملية التشجير بتوزيع أزيد من ألف شجرة خروب كمرحلة أولى.