ترفع شعار..”سلامة الغابات مسؤولية الجميع”

بومرداس..قافلــة تحـسـيـسـية لــلوقايـة مـن الحـرائـق

بومرداس: ز. كمال

بومرداس..تشديد على أهمية إشراك الفاعلين لإيصال رسالة هادفة

أطلقت مديرية الحماية المدنية لولاية بومرداس بالتنسيق مع حافظة الغابات وعدد من الهيئات المحلية المتدخلة قافلة تحسيسية إعلامية واستباقية للوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية وكذا السباحة الخطيرة في السدود والبرك المائية بالنسبة للأطفال، حيث ستجوب مختلف بلديات وقرى الولاية، خصوصا الجبلية منها المحاطة بغطاء غابي وأحراش هي معرضة دائما لآفة الحرائق مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة.

لم تعد ظاهرة الحرائق التي تأتي على عشرات الهكتارات من الفضاءات الغابية والمحاصيل الزراعية مجرد آفة طبيعية أو مرتبطة بجهل ولامبالاة الإنسان ولا تخص هيئات بعينها ومصالح مكلفة بالتدخل وتسخير كافة الإمكانات المادية للوقاية منها على رأسها الحماية المدنية المجندة دائما لأي طارئ، بل تحولت إلى تحدّ حقيقي يتطلب تجند كل الفئات للتصدي لها وتوسيع أساليب الإقناع ونشر الوعي لدى المواطن، من خلال تكثيف الحملات الإعلامية التحسيسية لتذكير الجميع بمخاطر الآفة والخسائر المادية التي تتسبب فيها سنويا، خاصة في الثروة الغابية والمحاصيل الزراعية المنتشرة بالسفوح الجبلية وغيرها من الأنشطة المحلية التي تنتشر في هذه المحيطات الفلاحية.
لهذا الغرض وبهدف رفع درجة الوعي والتأهب لمواجهة الظاهرة، دأبت مصالح الحماية المدنية لبومرداس كغيرها من ولايات الوطن إلى إطلاق حملة توعوية تحسيسية قبل بداية فصل الصيف الذي تزداد فيه آفة الحرائق بسبب ارتفاع درجة الحرارة، حيث كانت الانطلاقة هذه السنة من غابة قورصو التي تعتبر من الفضاءات الطبيعية المعروفة والأكثر استقطابا للعائلات والأطفال أيام نهاية الأسبوع وموسم الاصطياف.
 وهي رسالة هامة للمواطنين تبرز أهمية الحفاظ على الغطاء النباتي والفضاء الغابي الذي يلعب دورا إيكولوجيا مهما وعامل توازن طبيعي وتلطيف أجواء الصيف الحارة ناهيك عن مواردها الاقتصادية.
ونظرا لأهمية الحملة وموقع ولاية بومرداس الجغرافي التي تستحوذ على مساحات غابية وأحراش واسعة تمتد عبر 32 بلدية، جاء التركيز هذه السنة على البلديات والمناطق الجبلية النائية، القرى والتجمعات السكنية المحاذية للمحيطات الغابية والفلاحية، خصوصا الشرقية منها انطلاقا من مرتفعات تيجلابين والثنية وصولا إلى أعفير وتاورقة بأقصى نقطة حدودية التي تعتبر من أكثر المناطق تضررا من الحرائق سنويا بتسجيل خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية الجبلية وبعض الأنشطة الأخرى الخاصة بزراعة أشجار الزيتون، تربية النحل وغيرها، وبالتالي حاول القائمون على الحملة التحسيسية الاقتراب أكثر من هذه الفئات من أجل الانخراط في العملية ولعب دور إيجابي للتقليل منها ومكافحتها بكل الوسائل الممكنة.

تنويع أساليب الوقاية وتشديد الإجـراءات الردعيــة

يذكر أن حملة مكافحة الحرائق والسباحة في السدود والبرك المائية التي أطلقتها مديرية الحماية المدنية لولاية بومرداس ستدوم طيلة فصل الصيف وموسم الاصطياف، بالتنسيق مع عدد من الهيئات المحلية الفاعلة كمديرية التربية والشؤون الدينية للمساهمة في نقل هذه الرسالة التوعوية للأولياء وكل المواطنين لعدم تكرار التجارب القاسية للسنوات السابقة منها السنة الماضية التي سجلت وفاة 4 أطفال.
 فيما تعتبر سنة 2017 أكثر سوءا وفداحة بتسجيل خسارة أزيد من ألف هكتار من المساحات الغابية والفلاحية وإتلاف 3300 شجرة مثمرة و12 ألف شجرة زيتون 140 هكتار، بالإضافة إلى حرائق سنة 2021 التي مست عدة بلديات وتسببت في خسائر كبيرة لـ221 مستثمرة فلاحية وتضرر منازل 21 عائلة حسب تقرير اللجنة الولائية المختصة.
يجدر الذكر أن مصالح الحماية المدنية لبومرداس سجلت أزيد من 28 ألف تدخل خلال سنة 2024، منها 1833 تدخل خاص بحرائق الغابات التي تحولت إلى تحدّ حقيقي للسلطات العمومية بسبب حجم الخسائر المادية والاقتصادية وعملية تعويض المتضررين ما دفع بالمشرع الجزائري إلى تحيين القانون 84/ 12 المتضمن النظام العام للغابات بقانون جديد أكثر تشديدا، ويتعلق بالقانون رقم 23/ 21 الصادر بتاريخ 23 ديسمبر سنة 2023، الخاص بنظام تسيير القطاع وتفعيل آليات حماية الثروة الغابية وتقليص الخسائر السنوية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19763

العدد 19763

الأحد 04 ماي 2025
العدد 19762

العدد 19762

السبت 03 ماي 2025
العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025
العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025