الوجه الآخر لمدينة الورود البليدة

المنتخبون اهتمّوا بالدّيكور الخارجي

البليدة: لينة ياسمين

الزّائر لعاصمة المتيجيّين ومدينة الورد كما توصف وتعرف، يلاحظ أن العهدة الإنتخابية لـ 2012 و2017، شهدت في نهايتها حركية ونشاطا حاول فيه المسؤولون أن يضعوا بصمة «التغيير»، جعلت بعض المعاليم الكبرى بقلب المدينة تبتعد عن التخلف ومظاهر الفقر والفوضى، لكن الأحياء الكبرى والمعالم التاريخية مثل حي الدويرات والجون، أو ما يطلق عليه بحي القصبة وأبناء السلطان، فظلت تعاني من إهمال كبير أفقدها سمعتها ومجدها الذي كانت عليه.
لم تشفع 5 سنوات من الانتظار والتسيير لمجلس بلدي منتخب أن يثبت التغيير بقلب عاصمة الولاية طولا وعرضا، وظهرت في السنتين الاخيرتين أي بين 2015 و2017 حركية ومجهودات تنموية غيرت من بعض مظاهر التخلف، وجملت ساحات عامة وشوارع رئيسية ثم توقف التغيير مع بداية فصل الصيف، واللافت أن المشاريع التنموية تركزت في محاولات الجهاز التنفيذي أن تستعيد البليدة أو مدينة الورود لقبها، ونجح الامر مرحليا في إطلاق حملتين، الأولى بغرض أكثر من 2 مليون شجرة وزهرة ونبتة زينة، والحملة الثانية في مشهد «البليدة الوريدة»، وهو مشروع الحملة التي عنيت بأجمل حي ومؤسسة تعليمية أو صحية، وأنظف وأنقى حي ووسيلة نقل، ليتوقف على أمل أن يستكمل مستقبلا.
 وفعلا وتأكيدا للنجاح، تغيّرت ساحات عامة مثل ساحة الحرب بباب السبت، و»بلاصت» التوت أو ساحة أول نوفمبر، وجعلت الزوار والسياح يمكنهم بعد سنوات من الاهمال والنسيان، أن يلتقطوا صورا كتذكار لمدينة جميلة زاروها، وأصبح الناس يجتمعون على طاولات وكراسي ملونة وجديدة، وتحول قلب تلك الساحات إلى عناوين لحفلات عائلية في الليل وأيام نهاية الاسبوع، وتجملت وتهيأت أيضا الحدائق العامة، وأصبحت أيضا ملاذا للفنانين، أمتعوا جمهورهم بوصلات غنائية في صيف حار، وجعل البليدة من المدن الجميلة والنظيفة، كما أن أحياء شعبية مثلا بطريق 19 جوان أو بحي زبانة أو بن عاشور، أو الديورات والشريعة السياحية، والرمل وميمش وحمللي وسيدي الكبير، وجنان الرومي وحي الزنك وسيدي يعقوب، لم تتغير وظلت تعاني من طرقات ترابية وحفر عملاقة بحجم الخنادق، ومظاهر القمامة والروائح الكريهة تبنعث في كل شبر وسنتيمتر من الهواء، وحيوانات متشردة تتجول ليل نهار، وأرصفة لم تعرف التهيئة، وتسربات لمياه الشرب والصرف الصحي زادت من تخلف تلك الأماكن والأحياء العتيقة والتاريخية، فالاهمال نال منها، وجعلها في قائمة المعالم المنسية، وهو ما يدل على أن التنمية ظلت بعيدة عن اهتمام المسؤولين، ربما للوقت القليل الذي استغله مسؤولون، وربما لأن التركيز كان على الشوارع الرئيسية والساحات العامة.
 وعلى العموم، فإن الملاحظ إن أراد تقييم العهدة السابقة من حيث المشهد التنموي، فيقول بأن 20 بالمائة من الوجه والشكل العام تغير، بينما القلب والأطراف ظلت مصبوغة بمؤشرات التخلف والفقر بدرجة معدل ممتاز، وهو ما يعني أن القادمين من منتخبين لعهدة جديدة 2017 - 2022، ينتظرهم الكثير لإخراج البليدة من كل دوائر التخلف بما تحمله الكلمة من معاني وواقع مر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024