الرّمال والجمال تهديد متواصل لمستعملي الطّرقات بورقلة

مثلّث الموت بين تقرت، ورقلة وإليزي

ورقلة:إيمان كافي

مفترقات الطّرق بداخل المدينة نقاط سوداء دائمة

يصنّف الطّريق الوطني رقم 3 الرابط بين تقرت والحدود الإقليمية بين ورقلة وإليزي من أكثر الطرق التي تشهد حوادث خطيرة ومميتة، ورغم أن ورقلة لا تحوي نقاطا مرورية سوداء خارج الفضاء الحضري إلا أن هذا الطريق ما يزال يحصد الأرواح بنسبة كبيرة سنويا، على مستواه خلال 11 شهرا الماضية، حسب معلومات السرية الإقليمية لأمن الطرقات للدرك الوطني بورقلة.

 فقد أضحى من الطرق المعروفة محليا بخطورتها باعتباره أكثرها حصدا للأرواح، وتسجيلا لحوادث مرورية خطيرة، حيث لطالما كان مسرحا لفقدان العديد من الشباب وفي بعض الأحيان عائلات بأكملها، وعلى الرغم من أن الكثير من المواطنين أكّدوا أن ذات الطريق أضحى في حالة أفضل بكثير بعد أن أصبح طريقا مزدوجا إلا أنه مازال يسجّل حوادث خطيرة.
وتتعدد الأسباب إلا أن معظمها حسب الجهات الأمنية المختصة ترتبط خاصة بالعنصر البشري، بالسرعة الفائقة وعدم احترام قوانين المرور، بالإضافة إلى نقص الرؤية في الفترة المسائية وحالة الطرقات بنسبة أقل، وكذا خطر الرمال وتغلغل الكثبان للطريق أيضا.
ومع ذلك يذكر هنا أنه ونظرا للعدد الكبير للضحايا الذي خلفه هذا الطريق، فإن الكثير من المواطنين ذهبوا إلى الاعتقاد بضرورة تكثيف الصدقة والإطعام أو ما يعرف بـ “المعروف” وفقا للقاموس الاجتماعي المتعارف عليه، وسقاية الماء لعابري السبيل، وذلك للمساهمة في تخفيض عدد الموتى والأرواح التي تحصدها هذه الطرق، وعلى الرغم من أن هذا الطرح لا يلقى في كثير من الأحيان تجاوبا من طرف العديد إلا أن الكثير يعتقد به ويؤكد على أهمية عدم التغافل عنه.
  ويعد خطر الجمال والرمال من بين أكثر الأمور التي تهدد مستعملي الطرقات في ولاية ورقلة، وعلى الرغم من أن تعداد الحوادث المتسبب فيها الجمال قد انخفض إلى مستويات أقل كما أفادت مصادر السرية الإقليمية لأمن الطرقات للدرك الوطني بورقلة، حيث بلغت هذه السنة 13 حادثا تسبب فيه الجمال.
وقد كان هذا التراجع بفضل بعض الحواجز التي تم وضعها على حواف الطريق، إلا أن خطر الجمال لازال أحد الأسباب الرئيسية لوقوع حوادث خطيرة على مستوى الطرقات والتي تستدعي دق ناقوس الخطر في ظل الخسائر البشرية وخسائر الثروة الحيوانية المسجلة، والتي تشير منذ 2008 إلى حد الآن وفاة 15 شخصا وجرح 135 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وأيضا فقدان ما حصيلته 102 من الجمال.
وتشير معلومات من مصالح الحماية المدنية إلى أن معظم هـــذه الحوادث وقعـــت على مستـــوى الطريق الوطني رقـم 03، وبالأخص بين تقرت والحجيرة، وكذلك الطريق الوطني رقم 03 حاسي مسعود تقرت، بالإضافة إلى عدد أقل على مستوى الطريق الوطني رقم 49 غرداية ورقلة.
ويعد الحادث الذي وقع على الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين تقرت وورقلة، الناجم عن اصطدام حافلة لنقل المسافرين تعمل على الخط الرابط بين حاسي مسعود وبجاية كان على متنها حوالي 50 راكبا بجمل من بين الحوادث المأسوية التي شهدها نفس الطريق وكان المتسبب فيها الجمال، حيث أسفرت عن وفاة 3 أشخاص وجرح 47 آخرين.
هذا وأكّد العديد من ممثلي المجتمع المدني وكذا بعض الهيئات الرسمية على أهمية البحث والتعاون مع جميع الأطراف في سبيل إلزام مربي الجمال بضرورة استخدام الأطواق المضيئة لتوضيح الرؤية لمستعملي الطرقات خاصة في الفترة الليلية.
من جانبه أيضا، أوضح الرائد عبد القادر طهاري قائد السرية الإقليمية لأمن الطرقات للدرك الوطني بورقلة، أن العديد من الإجراءات التي اعتمدتها مصالحه ساهمت في الخفض من عدد الحوادث بنسبة لابأس بها بالمقارنة مع السنة الماضية وذلك بفضل  تكثيف التواجد الميداني والحملات التحسيسية للتعريف بالمخاطر التي قد تصادف مستعملي الطرقات وعابري السبيل، وكذا اكتساب المواطن للثقافة المرورية وأيضا بفضل استعمال الأجهزة التقنية للحد من السرعة والردع.
80 قتيلا و634 جريح في 11 شهرا  

وقد خلّفت إلى غاية 30 نوفمبر إجمالي حوادث المرور المسجلة على مستوى الولاية والبالغ عددها 488 حادثا وفاة 80 شخصا وإصابة 634 بجروح متفاوتة الخطورة بالعودة إلى معلومات مصالح الجهات المختلفة المختصة بولاية ورقلة، وتشير القراءة في الأرقام إلى أنه وعلى الرغم من التراجع الملحوظ في عدد الحوادث والذي قدر سنة 2016 بـ 610 حادثا، إلا أن عدد الوفيات الناجمة عن حوادث مرورية قد كان أكبر خلال هذه السنة.
أما بالنسبة للنقاط السوداء، فإن مدينة ورقلة تعرف عددا معتبرا من حوادث المرور داخل الوسط الحضري خاصة في مفترق الطرق الخطوط الجوية سابقا، مفترق الطرق سوناكوم، مفترق الطرق سوق الحجر، مفترق الطرق حي النصر. ويرجع سبب وجود هذه النقاط السوداء إلى زيادة عدد المركبات الذي يفوق الطاقة الاستيعابية للحظيرة المرورية بالولاية، وكذا عدم استيعاب الطرقات، وبالإضافة إلى عدم احترام قانون المرور، وبعض أشغال الطرقات، وكذا استعمال الهاتف النقال، فإن ما يسجله الوسط الحضري لعاصمة الولاية من ازدحام مروري خاصة في النقاط مفترق الطرق شيغفارا، مدخل سوق الحجر مفترق الطرق، مدخل حي النصر بالقرب من الجامعة، نقطة علي ملاح، يعد أيضا أحد الأسباب المؤدية إلى حوادث مرورية كما أوضحت أمينة جعرون المكلفة بالإعلام لدى أمن ولاية ورقلة. هذه الحوادث ورغم أنها في مجملها عبارة عن حوادث مادية أكثر وجسمانية بنسبة أقل، إلا أنها تبقى في حاجة إلى وعي ويقظة كبيرة من طرف الجميع لتفادي تسجيل أية خسائر.
تجدر الإشارة، إلى أن مساحة شبكة الطرقات على مستوى ولاية ورقلة تشكل ٢ ، ٢٠٥١ كلم تتضمن 8 طرق وطنية و13 طريقا ولائيا و61 طريق بلدي، ويعد الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين تقرت والحدود الإقليمية بين الولاية ورقلة وولاية إيليزي أكثر الطرق التي سجلت حوداث هذه السنة من إجمالي حوادث المرور المسجلة خلال 11 شهرا يليه الطريق رقم 49 الرابط بين ولاية غرادية وحاسي مسعود، حسب حصيلة الدرك الوطني في الحوادث المسجلة خارج الإطار الحضري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024