قرية السعادنية بتلمسان:

800 بقرة تهدّد السكان بالحمى المالطية

تلمسان: محمد بن ترار

تصنف قرية السعادنية الواقعة على بعد 10 كلم شمال بلدية عين تالوت و45 كلم شرق مقر الولاية تلمسان من أهم القرى بالمنطقة بحكم الفلاحة وتربية الماشية، لكن الزائر يقف على عدة نقائص كالعزلة ما جعل نسبة الأمية بها تتجاوز 85 بالمائة، في حين تصل نسبة التنمية إلى 05 بالمائة كأقصى تقدير مع وجود. أكثر من 800 بقرة و1000 رأس من الغنم ما جعلهم مهددين بعدة أمراض كالبريسيلوز والجدري والسل والحساسية والربو.
بمجرد دخولنا لقرية السعادنية التي وصلناها عن طريق سيارة أخبرنا «كلوندستان» نتيجة غياب النقل ما بين القرية والبلدية الأم تفاجأنا بوضعية الشوارع التي هي عبارة عن أزقة ضيقة لمجموعة من البيوت الهشّة والتي عوض أن تكون مزفتة كانت مملوءة بفضلات البقر ما يدل أن هذه الشوارع هي معبر للحيوانات، حيث أخبرنا أحد سكان القرية أن الأبقار تتقاسم مساكنهم في ظلّ غياب مكان مخصص لإقامة الإسطبلات خارج النسيج العمراني لتزداد دهشتنا أكثر بالمرور على مدرسة القرية، حيث كم كبير من فضلات الحيوانات على شكل جبلا بمدخل المدرسة، ما جعل الأقسام مرتعا للباعوض والحشرات الضارة في ظلّ غياب أي تدخل ردعي من قبل مصالح البلدية أو مديرية التربية لمراقبة هذه المدرسة وحماية التلاميذ من الأوبئة، وباتصالنا بأحد البياطرة من المنطقة كشف أن أكثر من 800 بقرة تقاسم السكان منازلهم 25 بالمائة، منها تحمل فيروس الحمى المالطية ما رفع من نسبة الإصابة بداء البرسيلوز بفعل تناول السكان لحليب هذه الحيوانات دون مراقبة، كما أدى عدم تنظيم المحيط من فضلات الحيوانات إلى عشرات الإصابات بالحساسية ما جعل طبيب القرية ينتقل ما بين البيوت لتقديم العلاج المجاني، ما دام فقر هؤلاء السكان يحرمهم من التنقل إلى عيادة أولاد ميمون البعيدة عنهم بـ 20 كلم.
 ويقيم 80 بالمائة من سكان القرية في سكنات غير لائقة في ظلّ غياب مشاريع الدعم الريفي، حيث كشف بعض ممن إلتقيناهم أن القرية لم تستفد من أي برنامج سكن منذ القرية النموذجية لسنة 1979، ما جعل أزمة الاكتظاظ تتفاقم في القرية، كما أن التنمية غائبة بهذه القرية المعزولة فمركز البريد الوحيد الموجود في القرية هو هيكل بدون روح، إذ لم يفتح أبوابه يوما في وجه السكان في حين أن المستوصف يفتح أبوابه لساعات قليلة في النهار ليغلق في المساء. في حين تغيب منشآت الشباب على غرار ملعب جواري وشبه دار للشباب استغلت من قبل فرقة الرقص البدوي المعروفة وطنيا.  
 والزائر للقرية يقف على استفاد من أحقية كراء حمام القرية من أجل استغلاله وفتحه في وجه السكان من أجل الاستجمام وطرد شبح الأوساخ التي لاحقتهم وسببت لهم الأمراض لكن الغريب أن هذا المنشأ الذي من شأنه رفع المعاناة عن السكان تحول إلى مشرب للأبقار فقط، حيث يعتمد صاحبه على استغلال مياه الحمام لتوفير الماء لقطيعة من الأبقار الذي أقام لهم موقعا قرب المدرسة دون فتح الحمام في وجه السكان للاستغلال مخالفا بذلك دفتر الشروط مع البلدية التي لم تحرك ساكنا لاسترجاع حق السكان في استغلال هذا المنشأ أكثر من هذا تمرّ الأيام بهذه القرية متشابهة، حيث يمارس الأطفال رعي الأبقار وجزء من الفلاحة، فيما يتسكّع الشباب في الشوارع في ظل غياب أي بوادر للشغل بالمنطقة، حيث أنه عكس المناطق الحضرية فإن الشباب هو من يشكل تجمعات بهذه القرية وكأنهم متقاعدون ينتظرون المنحة.
في هذه القرية فالكل فيها منعدم باستثناء الكهرباء ما جعل القرية تعيش في فوضى عارمة بفعل بعدها عن المناطق الحضرية وتخلي المسؤولين عنها وعدم الالتزام بالوعود.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024