الوجه الآخر لدلس

إعادة الاعتبار لمدينة بحرية اشتهرت بالاسم فقط

بومرداس: ز ــ كمال

تهيئة دار الضياف «شاطوفور» وتحويل منارة «بانوغت»

استفادت مدينة دلس على هامش تنصيب الجنة التقنية «كوفيدال» المكلفة بمهمة التسيير والإدارة من غلاف مالي قدر بـ 10 ملايير سنتيم، كشف عنه والي الولاية عبد الرحمان مدني فواتيح، الذي أشرف على العملية نهاية الأسبوع إلى جانب السلطات المحلية والمدراء التنفيذيين لتعميم الإنارة العمومية بتقنية «لاد»، والاهتمام بالنظافة لإعادة البعد الجمالي للمدينة العريقة، تهيئة دار الضياف «شاطوفور» وتحويل منارة «بانوغت» إلى متحف، وبعض الروتوشات الخاصة بالتهيئة الحضرية والطرقات.
 
 هل هو إنصاف جزئي لمدينة عانت لعقود من التهميش الاقتصادي والاجتماعي وغياب التهيئة الحضرية نتيجة مخلفات الأزمة الأمنية والزلزال المدمر لسنة 2003، وتركات سوء التسيير للمجالس المنتخبة المتعاقبة التي تركت وراءها إرثا من الأعباء يتقاسمه المجلس الحالي؟ أم مجرّد عمليات تجميلية سطحية حسب تعليقات المتتبّعين لا تعبّر عن العمق الفعلي لانشغالات المواطنين والشباب الباحثين عن الشغل، وإعادة بعث المشاريع الاقتصادية المعطلة كمشروع توسيع الميناء المختلط وتجسيد مناطق النشاط الاقتصادي، والتوسع السياحي التي ظلت لعقود على المجسم الورقي
بلدية دلس اليوم بقراها المترامية وبتعداد سكاني يزيد عن 40 ألف نسمة بحاجة إلى مشروع مارشال اقتصادي لانتشالها من وضعية التخلف، وغياب مؤشرات التنمية المحلية رغم القدرات والإمكانيات التي تتمتّع بها في المجالات السياحية، الفلاحية والصيد البحري، وهذا نتيجة نقص الفاعلية وانعدام الإرادة في إعادة بعث هذه الحظيرة التاريخية بقصبتها الشاهدة على عراقة مدينة سياحية لا تزال في سنة 2018 تفتقد لفندق يلجأ إليه الزوار، ولا حتى محطة للمسافرين محترمة كغيرها من المدن بل مجرد مساحات فوضوية على الطريق العمومي ومركبات مهترئة زادت من معاناة المدينة نتيجة الاختناق وانعدام المنافذ والمحولات، ولا حتى فريق لكرة القدم يلعب في الجهوي الأوسط أو حتى في المستويات الدنيا بإمكانه أيضا أن يعيد مجد الفريق الذي تأسّس سنة 1921 قبل فريق مولودية الجزائر.
السّؤال الجوهري الأهم هو ماذا قدّم المجلس البلدي السابق المحسوب على الأحرار الذي تربّع على عرش المجلس لمدة 10 سنوات كاملة، أي عهدتين متتاليتين دون أن يلتفت أن المدينة حتى لا نقول القرى بحاجة إلى توسيع الإنارة العمومية وتهيئة الطرقات ومداخل الأحياء، وإيجاد حل لمشكل النفايات وتوفير النقل المدرسي للتلاميذ المحرومين وباقي الضروريات الأخرى، وهو الذي غادر قبة المجلس دون تقديم حصيلة النشاطات، وفي عملية تسليم شكلية للمهام لمعرفة ما تمّ إنجازه، ومصير عشرات المشاريع والأغلفة المالية التي تدعّمت بها البلدية في إطار الميزانية الولائية وصندوق دعم الجماعات المحلية؟  
عرش «بني ثور» بـ 10 قرى دون غاز ولا مساحة للعب الأطفال
يشكّل الواقع المزري لقرى عرش «بني ثور» المتكون من أكثر من عشرة قرى تابعة إداريا لبلدية دلس أكبر مؤشّر لانعدام التنمية المحلية بهذه المنطقة، ودليل قاطع على التهميش الذي طال السكان، فمن غير المعقول يتساءل المواطنون «أن يبقى هذا العرش الذي قدّم الكثير من الشهداء والمجاهدين الكبار أثناء الثورة التحريرية، وكان معقلا للثورة وممر آمنا ومفضلا للمجاهدين بإتجاه غابة ميزرانة إلى اليوم دون غاز ولا هاتف، ولا ملعب جواري مهيأ أو قاعة رياضية لفائدة الشباب لممارسة هوايتهم المفضلة وانتشالهم من الآفات السلبية، وحتى مساحة صغيرة للعب الأطفال، ولا مركز ثقافي أوملحقة للمكتبة البلدية ولا نقل مدرسة للتلاميذ؟».
أما الحديث عن موضوع البيئة والمحيط، فذلك أمر آخر بحسب السكان الذين يعانون يوميا في سبيل إيجاد حلول للنفايات المنزلية بعد أن حرمتهم البلدية من حاوية بلاستيكية.
وعليه يمكن القول أنّ بلدية دلس اليوم بحاجة إلى برنامج خاص لتحقيق التهيئة والتنمية المحلية الشاملة في مختلف القطاعات، خاصة الاقتصادية لتحسين الإطار المعيشي للمواطن عن طريق تشجيع الاستثمارات ورفع العراقيل الإدارية على منطقتي التوسع السياحي في كل من تاقدامت وليصالين، ورفع التجميد على مشروع توسعة الميناء ومشروع تهيئة «الجناح الأخضر» بالميناء القديم الذي أعلن عنه سابقا، وتسوية مشكل العقار الصناعي لمنطقة النشاطات «الكيمياء»، وهذا بالتوازي مع المشاريع المستعجلة التي أعلن عنها والي الولاية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالأخص قصبة دلس العريقة وباقي المعالم الأثرية والحضرية الأخرى التي تنتظر الترميم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024