رئيس بلدية المعمورة بسعيدة لـ»الشعب»:

نعمل بكل جدية لحماية مساحات الحلفاء من النهب

سعيدة: جلطي علي

نبتة الحلفاء أو بما يسمى الحلفاء السهبية مورد غذائي للماشية تدخل في الصناعة التقليدية كما كان لها الفضل في السكة الحديدية التي ربطت سعيدة بالمدن الشمالية للبلاد، حيث كانت مادة الحلفاء هي السبب في انجاز  خط  سكك حديدية يربط بلدية «خلف الله» ببلدية «السخونة». وللحلفاء سمعة عالمية فالأستراليون أخذوا نبتة الحلفاء من منطقة «المعمورة» وكذا الإسبان اعتبروها ثروة طبية بجنوب البلاد وبعد التطور العلمي أصبحت تستخدم في الإبداعات منها على الخصوص الورق ذا الجودة العالية والألبسة والأواني المبدعة الراقية.

 تعدّ الإنجازات التي حققها المجلس الشعبي لبلدية «المعمورة» في مدة وجيزة منذ تنصيبه والتي عجزت عنها المجالس البلدية السابقة وكانت دائما تقف موقف المتفرج، السيد «محمد بلحميدي»، رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية «المعمورة» الذي التقته «الشعب» بمكتبه وأجرت معه هذا الحوار:
- «الشعب»: كنتم قد وعدتم أنكم لو توليتم رئاسة المجلس البلدي ستتخذون إجراءات لحماية الأراضي السهبية؟
 محمد بلحميدي: برامجنا تخص تهيئة المراعي بالتنسيق مع الجهات المعنية، خاصة المصالح والمديرية الجهوية المكلفة بالامتياز الفلاحي، وفي هذا المجال وجدنا استراتيجية جديدة في إطار الاستثمار عبر المناطق السهبية، وبلدية «المعمورة» لها دور كبير بحكم المساحة الكبيرة التي تحتويها، وقد ربطنا بين الاستثمار الفلاحي وبين حماية المناطق السهبية الصالحة للرعي، وبناء على توجيهات المسؤول الأول للولاية اقترحت البلدية 14 محيطا فلاحيا بدون نسيان المحميات حاليا لـ14 محيطا أكثر من 40.000 هكتار وكانت الاستفادة لسكان المنطقة إلى جانب المساعدة من طرف بعض المستثمرين لإخراج البلدية من التهميش والوصول بها إلى المجال الاستثماري المالي لتدعّم استقلالية البلدية وينعش اقتصادها.
- فيما يتمثل هذا الاستثمار الفلاحي؟
 الاستثمار الفلاحي متعلّق بثروة الأشجار المثمرة كالزيتون واللوز وغيرهما من الأشجار التي لها مردود خاصة من موّالين التي تشكل علفا للمواشي لذا نحن وبدورنا نحاول التركيز في هذا المجال وهو طابع تربية الماشية والمجال مفتوح، أمام المستثمرين لتجسيد واقع المنطقة ورد الاعتبار لطابع نبتة الحلفاء وازدهارها.
- كيف يتمّ استغلال المحميات من طرف سكّان المنطقة ومعه حماية الأراضي من الاعتداءات؟
 هذا مجال مهم وله الأولوية، هناك
بعض المحميات تتقلص وهناك أخرى تنشأ من جديد أو تضاف إليها هكتارات أخرى مثلا هناك محمية «كدية الحاج إبراهيم» التي فيها 4400 هـ تقلصت إلى 1400هـ، لأن فيها استثمارات هامّة. فيما يخص تربية الماشية رأس الحمراء، أما المستثمرون الموجودون في الوديان والضايات همّهم الحفاظ على الحلفاء، بالإضافة إلى ذلك أنشأنا بجانبها محمية مسمّاة الحلفاء ذات 10000 هكتار سبق وأن كانت في السابق 6000 هكتار وهكذا أصبحت محمية جديدة ثم محمية «رجم العقاب» التي كانت ذات 3000 هكتار تقلصت إلى 1000 هكتار، نظرا لتواجد مستثمرين ثم محمية «المكمل» التي كانت في السابق 10000 هكتار تقلصت إلى 7700 هكتار وبدورنا سنعيد لها الاعتبار، ثم محميات أخرى التي عددها يفوق 40000 هكتار تحمي الفضاء النباتي وتحافظ على الحلفاء لذا سوف نرد لها الاعتبار، كما تحافظ على الشيح ومعظم النباتات النافعة وتعدّ ثروة للوطن وموّالين المنطقة وخارجها.
- المنطقة مميّزة بنبتة الحلفاء، ماهي توقعات المجلس البلدي بشأن مداخيل «المعمورة» مستقبلا؟
 الهدف هو حماية المحميات والمحيطات، وللاستثمار فرعين:
الفرع الأول، يهمّ المحمية ليجعلها غطاءً نباتيا ووجود الحيوانات البرية فيها مكسب ثروة.
الفرع الثاني، يرمي إلى تحسين الظروف المعيشية للموال من خلال توفير المياه والطرق والإنارة، ويأتي ذلك عن طريق الطاقة أو بما يسمى بالطاقة المتجدّدة.
أما المداخيل تأتي أخيرا لتعزّز بها البلدية ويمكن خلال ثلاث سنوات نصل إلى ثمانية ملايير سنتيم في العام كمداخيل للبلدية، أما الاستثمار الفلاحي هو جانب للجباية وجانب اجتماعي لخلق مناصب لمحاربة البطالة وتشجيع الاستثمار وتنشيطه وتشجيع شباب المنطقة على الانخراط في العملية مع إنشاء محيط رعوي بدواوير «الزراقنة» و»الغمادسة» و»الهداسة» والاستثمار في تربية الماشية تماشيا مع الطرق والأساليب العصرية، وكذلك تفعيل التواصل مع الجهات بالنقط والأماكن ذات الصلة بالمناطق السهبية. وكما تعلمون أن تنمية السهوب تتميّز بنوعية البديل للمحروقات والاقتصاد هو الاقتصاد الفلاحي وتربية الأغنام هي ثروة البديل.
- هناك انتهاك للغطاء النباتي واحتكار لعشرات المساحات في السهوب؟
 كما تعلمون أن منطقة المعمورة تعرّضت إلى التضييق والحڤرة لآلاف رؤوس الماشية مما دفع بزوالها بعد تخلّي الموّالين عن تربيتها، يأتي ذلك قيام بعض الأشخاص باحتكار مساحات لنفسها مدّعين امتلاكهم، وهو ما استدعى تدخل السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية لوضع حدّ لهؤلاء الطفيليين الذين استغلّوا المنطقة السهبية لأغراضهم رغم أنّها منطقة سهبية خصصت أصلا للرعي، وللإشارة فإن نباتات المنطقة السهبية لبلدية المعمورة والمعروفة كالحلفاء والشيح وغيرها من الثروة النباتية تساهم أيضا في الحد من زحف الرمال.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024