توصلت لجنة الفلاحة والسياحة و الصيد البحري للمجلس الشعبي الولائي في البليدة ، في مناقشتها لملف إستراتيجية التنمية الريفية بين الواقع والأفاق ، إلى أن الخرجات إلى ارض الواقع ، كشفت في نتائجها أنها مخيبة لحد بعيد، و أن السبب من وراء ذلك يعود إلى ، عامل العزلة الذي تعيشه بلديات في الولاية ، ولنقص الدعم المالي.
عمل اللجنة في تقييمها للوضعية الحالية للوسط الريفي، خاصة في شق ظروف المعيشة ، بينت أن التداخلات في السياسة القطاعية أو البرامج التنموية المحلية الموضوعة ، لتغطية الحاجيات الضرورية للسكان محليا ، لم تكن كافية و لم تف بالغرض ، حيث أن اللجنة وقفت على العديد من التناقضات ، منها وجود العديد من البلديات لازالت تعاني العزلة و عدم الاستقرار ، بالرغم من طبيعتها الريفية ، و تميزها بخصوبة الأراضي و المكتسبات في هذا الشأن ، في حين الوصول إلى أراضيهم و بساتينهم يعد شبه مستحيل ، نتيجة الطرقات الترابية و غير المعبدة لغاية الساعة .
كما وقفت اللجنة على عامل آخر ، تعلق بعدم توفير الظروف والتسهيلات ، التي تساعدهم في الرفع من المحصول ، أو خدمة الأرض بما يلزم ، خصوصا و أن فيه من الحالات ، لم يتمكن فيها فلاحون صغار من تحقيق طموحهم بمناطق جبلية ريفية نائية ، بسبب عراقيل و صعوبات وجدوها واعترضنهم ، ما يزالون إلى يومنا ينشدون الجهات الوصية ، أن تنظر في وضعياتهم و تجد لهم حلا مع المصالح الغابية والفلاحية ، خصوصا و أن تلك الاراضي التي هم يريدون أن تسوى وضعياتها ، تقع في مناطق جبلية نائية ، احيوها بعد عشرية الخوف والنزوح و الهروب.
نتائج العمل والمعاينة الميدانية ،افرزت عن توصيات اللجنة الولائية للفلاحة والصيد البحري ، أهمها تجنيد كل الأطراف للقيام بمبادرات في مجالات الاستثمار الفلاحي و الغابي، و الإسراع في تنصيب الشباك الموحد الخاص بالتنمية الريفية المحلية وهو الذي يجمع كل الفاعلين ، و تحفيز الشباب ماديا ومعنويا لإنشاء تعاونيات حسب خصوصية كل منطقة ، و أيضا تكملة البرامج الخاصة بالكهرباء الريفية و التي تعتبر العمود الفقري لأهم النشاطات على غرار تربية الدواجن.
وأصرت اللجنة على صيانة المسالك الريفية الموجودة في حالة متهرئة ، للمحافظة على تثبيت السكان ، و برمجة مشاريع شق المسالك جديدة على المدى القصير و المتوسط ، وتوسيع رقعة الأراضي المستغلة في إطار برنامج الاستصلاح و توجيه الدعم بصفة عادلة و متوازنة للإنتاج الحيواني و إنشاء مجمعات مائية و برمجة أيام دراسية و تكوينية للفلاحين، يهدف إلى شرح و تبسيط إجراءات الاستفادة ، من مختلف صيغ الدعم و الوقوف على انشغالاتهم ، و رسكلة أصحاب المشاريع ، كما ختمت اللجنة توصياتها بـتشجيع « المرأة الريفية « من أجل تنويع و تطوير النشاط والتشغيل .