يجمع المراقبون للشأن الإفريقي أن المغرب الذي راهن كثيرا على انضمامه إلى الاتحاد الإفريقي لعزل القضية الصحراوية قاريا انتهى به المطاف إلى فشل ذريع و لم يستطع إبعاد الاتحاد الأفريقي عن مسألة تقع في صميم المبادئ المؤسسة للاتحاد و تعتبر من اهدافه السامية وهي استكمال تصفية الاستعمار في قارة تجرعت منه الأمّرين ، تعرف أكثر من غيرها بشاعة وجه الاحتلال، لهذا كانت القرارات الأخيرة التي اتخذت في قمة الاتحاد بنواقشوط و المتعلقة بإنشاء آلية افريقية لحل القضية الصحراوية تؤكد مما لا يدع مجالا للشك أن المنظمة القارية لا تريد أن تكتفي بدور المتفرج على قضية تعنيها بالدرجة الأولى ، وفي هذا الصدد أكد السفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر ، عبد القادر طالب عمر لدى زيارته لجريدة «الشعب» أمس أن الصمود الصحراوي نجح في كسر المؤامرات والمناورات المغربية وان هذا الأخير وعلى عكس ما يروج له عبر أبواقه الدعائية مني بفشل ذريع على الصعيد القاري و لم يستطع – كما كان يتوهم- إبعاد القضية عن إطارها الإفريقي الطبيعي و هو من عمل الممكن و المستحيل لتبقى القضية حكرا على مستوى الأمم المتحدة و مجلس الأمن لأنه يراهن كثيرا على الفيتو الفرنسي الذي أنقذه في الكثير من المرات و لكن هذا الفيتو لم يشفع له قاريا و في السياق - أضاف السفير الصحراوي - أن تصرفات المغرب أدخلته في عزلة قارية و هذا على عكس ما كان يريده و يشتهيه من خلال عودة انضمامه الى الاتحاد أين كان يتصور أنه قادر على عزل البوليساريو؟ .
طالب عمر عاد إلى القرار الهام الذي اتخذ في قمة موريتانيا الأخيرة و المتضمن إنشاء آلية رئاسية افريقية مكلفة بالنظر في تطورات الملف الصحراوي و تنسيق الجهود مع الأمم المتحدة بخصوصها ما يؤكّد حسب الوزير الأول الأسبق و السفير الحالي للجمهورية الصحراوية بالجزائر أن القضية الصحراوية أصبحت في قلب اهتمامات المنظمة القارية على مستوى القمة و أن هذه الأخيرة تريد أن يكون لها دور فعال في إيجاد حل عادل و منصف لمعاناة الشعب الصحراوي و دعم السفير هذه الفرضية بالعودة إلى القرار الذي اتخذه الاتحاد الإفريقي القاضي بعودة مكتب الاتحاد إلى العيون المحتلة قريبا ليباشر مهامه إلى جانب طاقم المكوّن السياسي و الإداري لبعثة «مينورسو» الذي عاد هو الآخر إلى العيون المحتلة بقرار من مجلس الأمن الذي جاء ردا على قيام الحكومة المغربية بطرد الفريق الإداري و السياسي للمينورسو بشكل تعسفي و كان الهدف من وراء ذلك هو مراهنة المخزن على إفراغ البعثة من محتواها و تحويلها إلى مجرد بعثة عسكرية مهمتها ضمان وقف إطلاق النار و ليس تنظيم استفتاء تقرير المصير و هي مهمة منصوص عليها في التسمية بل هي الأصل في إيفادها إلى الأراضي الصحراوية قبل 27 سنة ؟.