بالرغم من المجهودات التي تبذلها مؤسستا «نات- كوم» و «اكسترا- نيت» اللتان تضطلعان بمهمة تخليص العاصمة من «هم النفايات» المتراكمة ، إلا أن الأخيرة ما تزال تشكل نقطة سوداء في الجزائر البيضاء.
ترتبط إشكالية إزالة النفايات برهان المحافظة على البيئة ، التي تشكل المخلفات خطرا يهدد نظافة المحيط و سلامة الصحة ، ولذلك تم وضع برنامج وطني للتسيير المدمج للنفايات المنزلية ، وكذا المخطّط الوطني لتسيير النفايات الخاصة، والتي تعد كأدوات للمساعدة على أخذ القرار، وقد تناولت هذه الأدوات أساسا مراقبة وإزالة النفايات وفق التقنيات الحديثة، من خلال الاستفادة بالخبرات الأجنبية منها الخبرة الألمانية المتمثلة في «جي أي زاد» .
و فيما يتعلق بمؤسسة «نات – كوم» التي نزل ، مديرها احمد بلعاليا ، البارحة ضيفا على جريدة «الشعب» ، فإنها تبذل مجهودات و تسعى بكل الوسائل المادية والبشرية المتوفرة إلى جمع وفرز النفايات المنزلية ، أصبحت ديكورا مقرفا ، يميز – تقريبا - كل بلديات العاصمة ، وهي تغطي حاليا لوحدها 26 بلدية.
هذه الظاهرة التي يفترض أنها تتراجع بالنظر إلى الاعتبارات الخدماتية والاقتصادية الاجتماعية ، نراها تتفاقم ، وتزداد انتشارا في ظل غياب التوعية والردع والمتابعة من طرف الهيئات المكلفة بالسهر على نظافة المحيط وعلى رأسها المجالس البلدية المنتخبة ، و هذا بالرغم من الرسوم البيئية التي تم إقرارها ، و التي تمكن البلديات من تحصيل موارد مالية هامة ،حسب ما أكده المختصون في المجال .
كما يمثل غياب الحس المدني لدى المواطن ، عامل مهم في حالة اللامبالاة و الإهمال الذي تعاني منه الأحياء و الشوارع ، في ظل غياب الجمعيات التي تنشط في مجال البيئة ،والتي يمثل التحسيس دورها الأساسي.