إستراتيجية الإتصال التي تعتمدها «نات كوم» تعد إمتدادا طبيعيا لباقي الحلقات الأخرى الصانعة لمنظومة التسيير لهذا القطاع الحساس بالنسبة للتحكم في رسم السياسات العمومية في هذا الشأن، انطلاقا من بديهية مفادها أن النظافة ترجمة لحضارة الشعوب ومقياس رقيّها، ليس هناك مبالغة أبدا في هذا الكلام بقدر ماهو واقع نقف عليه يوميا.
وفي هذا السياق، شدّد السيد أحمد بلعليا المدير العام لـ «نات كوم» أن الشغل الشاغل لمصالحه هو التركيز على المبدأ القائم على الثقة في خدمة المواطن، وعليه أن يشعر بذلك عمليا بعيدا عن أي وعود أو تماطل عندما يستدعي الأمر أن تكون مؤسستنا جاهزة لأداء ما يطلب منها في الحين، وهذه العلاقة العضوية هي التي تبرز ما مدى الحرص على هذا الإنجاز.
زيادة على ذلك فإن الإنشغال الآخر هو إزالة كل تعتيم على المهمة النبيلة التي يقوم بها أعوان النظافة، هذا لا يكفي إنما يعزز بتحسيس الرأي العام بالحركات المطلوب أن يؤديها في هذا الشأن، كاحترام أوقات إخراج أكياس النفايات وغيرها لأنه الهاجس الأكبر بالنسبة لإدارة «نات كوم».
وعليه فإنّ المسؤولية كل المسؤولية تقع على عاتق المجموعة الناشطة المتكونة من الفعاليات القادرة على التأثير في الآخر من خلال دعوته إلى الإلتزام بحزمة من القواعد الأساسية، ومثل هذه المهمة ليست بالسهلة أو الهيّنة كما يحلو البعض اعتقاده.
وإنما تتطلب رؤية واضحة المعالم تراهن على الوقت، على أمل أن هذا المواطن طال الزمن أو قصر سيعود إلى التحلي بسلوكات حضارية.
وفي هذا الشأن فقد كانت قرابة ٢٠٠ مدرسة محل زيارة من قبل مسؤولي دار النظافة التابعة لـ «نات كوم» لغرس قيم حماية المحيط والمحافظة عليه من كل تشويه أو إساءة، وجعل البراءة تتربّى على هذا المنوال، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن هناك صيغة العمل من باب إلى باب مست حوالي ٢٠٠٠ بيت لإطلاع العائلات على الدور الواجب القيام به في خضم كل هذا المسعى الخير، دعم ذلك فرق شبانية من الجامعة.
وأحسن دليل على هذا الخيار هو بلوغ الفرز الإنتقائي نسبة ٦٠ ٪ على مستوى ١٤ حيّا معنيا، وهذا دليل واضح على ذلك التفاعل المسجل في فترة وجيزة تجاه إدراك المواطن وشعوره المسؤول تجاه ما هو مطلوب منه، تبقى فقط نسبة ٤٠٪ يمكن تحقيقها مستقبلا.
وكل هذا النشاط يلقى الدعم من طرف وسائل الإعلام الأخرى (صورة وصوتا) التي تساهم في نقل وقائع هذا القطاع كما هو سواء من ناحية إظهار متاعب أعوان النظافة والظروف التي يعملون فيها أو الإشارة إلى التداعيات الني يخلفها أي ترك للنفايات على الأرصفة وغيرها، وكل هذا التكامل الإعلامي الإداري إنما الهدف منه هو التخلي عنه تلك العادة «طبيعة ثانية» التي تصدر عن المواطن في شكل تصرّفات مخالفة للفعل الحضاري، ولابد أن يفهم الموطن ذلك كي يحافظ على صحته وكل من يدور في فلكه وفق قاعدة الوقاية خير من العلاج.