80 ٪ منها تذهب لرواتب العمال

ميزانية ليست دوما في مستوى تلبية الحاجة

فنيدس بن بلة

الظّروف الصّعبة لن توقف  الخدمة العمومية

كيف السبيل لإحداث التوازن بين الخدمة العمومية والنجاعة الاقتصادية وتجاوز الصعوبات والاهتزازات؟ إلى أي مدى يمكن لمؤسسة أن تحدث التطور وتحسّن الأداء والوظيفة اعتمادا على ميزانية محددة الإيرادات لا تلبي دوما الاحتياج ولا تستجيب للطلب؟ إنّها أسئلة مطروحة على «نات كوم» التي تواصل المهمة بنفس الوتيرة منذ 20 سنة، ولا تتنازل عن برنامج العمل المسطر الخاص بنظافة 26 بلدية عبر إقليم العاصمة.
ذكر احمد بلعليا المدير العام لـ «نات كوم» من منبر «ضيف الشعب»، أمس، بهذه المسألة، كاشفا عن التدابير المتخذة لجمع النفايات وتنظيف المحيط اعتمادا على مورد بشري يحظى بالعناية والرعاية والتأهيل تتولاه مدرسة المؤسسة الاقتصادية التجارية بولاية الجزائر التي تسابق الزمن لان تكون في مستوى التحديات وإزالة عنها الصورة النمطية المرسخة خطا في الأذهان والتهم الموجهة إليها بغير وجه حق.
وعاد بلعليا إلى مفهوم الخدمة العمومية التي تطالها ازدواجية المعايير وسوء فهم وتقدير، قائلا أن هذه الخدمة التي تحتفظ بالقداسة والتبجيل عند الأمم المتحضرة كأوروبا لها مكانتها ويقتنع المواطن بها، ويقبل دفع مستحقاته ورسومه في سبيل تأمين نظافة مدينة أو حي. لكن عندنا الصورة مقلوبة والمقاربة خاطئة بحيث ينظر إليها على أنها «بايلك» وإحدى التزامات الدولة او المؤسسة التي تتولاها دون جزاء او شكور.
وواصل احمد مقدما تفاصيل دقيقة قائلا أن الخدمة العمومية عند الآخرين لها مقابل، حيث المواطن يساهم والمؤسسات تندمج فيها ولا تعتمد القاعدة السلبية «تخطي راسي». الخدمة هنا موجودة حيث الميزانية المرصدة لها موجودة والإمكانيات متوفرة، والميزانية المعتمدة تسمح بتأدية العمل على أكمل وجه وتساعد على كسب رهان بلوغ المدينة النظيفة في كل الأوقات.
على عكس هذا تحمل الخدمة العمومية عندنا صورة مقلوبة، حيث تتولى الدولة مهام عمليات النظافة دون دفع المواطن اي شيء في المقابل. الأخطر أن نظرة المواطن لهذه الوظيفة تحمل مفهوما مغايرا حيث تلصق الخدمة العمومية بمصطلح «البايلك».
من هذه الزاوية تشق «نات كوم» طريقها للعمل المسند لها اعتمادا على ميزانية الولاية التي ليست دوما في مستوى تلبية الحاجة. وهي ميزانية التسيير فيها الحلقة الأكبر بـ 90 في المائة و10 في المائة المتبقية للتجهيز، هي ميزانية تمثل رواتب 4700 عامل فيها
سيقطذبفلدغزاعهترنوخحم.كة/
|ضصشث 80 ٪، فكيف العمل لرفع وتيرة النشاط والتطور في ظل هذه الوضعية والظرف؟
بحسب بلعليا فإن «نات كوم» أخذت دوما هذا المعطى، وهي تتأقلم مع كل ظرف وطارئ رافعة الى الأعلى خدمة عمومية  تواجه الصعاب من أجلها، تتحدى التعقيدات ولا تستسلم. وقد استفادت خلال السنوات الأربع الأخيرة من دعم مالي ساعدها على تجديد الحظائر، ورفع وتيرة جمع نفايات تكبر صيفا وشتاء وتتضاعف بثلاث مرات كل موسم عيد، رمضان ودخول اجتماعي والقائمة مفتوحة.
يكفي إعطاء مثال حي عمّا قامت به «نات كوم» أثناء زلزال 2003 من جهود مضنية منذ بداية الهزة الأرضية الى غيرها، قدمت «نات كوم» خلال  الزلزال الذي ضرب بومرداس 200 وجبة يوميا للمتضررين، وجنّدت عمالها وشاحناتها لتقديم الخيم للمنكوبين، مؤكدة
 بحق انها وفية للخدمة العمومية والتمسك بها الى يوم الدين.



 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19876

العدد 19876

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025