تفعيل مشاريع خط الغاز، شبكة الألياف البصرية والطريق العابر للصحراء

إشادة بالتجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب وتسوية النزاعات بإفريقيا

المركز الدولي للمؤتمرات: حمزة محصول

مساهل وأونياما يترأسان اللجنة المشتركة الجزائرية النيجيرية

اتفقت الجزائر ونيجيريا، على تفعيل مشاريع كبرى من شأنها تغيير واقع التنمية الاقتصادية بالساحل الإفريقي وغرب إفريقيا، وأعلن البلدان عن خارطة طريقة لمتابعة تنفيذ الطريق العابر للصحراء، وخط أنبوب الغاز الذي يربطهما بجنوب أوروبا وشبكة الألياف البصرية.

بعد 13 سنة كاملة على التئام آخر اجتماع للجنة الثنائية المشتركة الجزائرية-النيجيرية، احتضن أمس، المركز الدولي للمؤتمرات الطبعة الرابعة، والتي أريد لها أن تكون محطة تفعيل وانطلاقة جديدة  للتعاون الاقتصادي بين البلدين ودفعه إلى مستوى العلاقات السياسية.
أشغال اللجنة، أكدت أن تحريك عجلة الشراكة بين بلدين كبيرين بحجم الجزائر ونيجيريا، يعد بمثابة قاطرة للتنمية في الساحل الإفريقي وغرب إفريقيا، بالنظر للبنى التحتية الإستراتيجية الجاري العمل عليها، على غرار الطريق العابر للصحراء، الربط بالألياف البصرية، وأنبوب الغاز.
وقال وزير الخارجية عبد القادر مساهل « لدينا مشاريع جد هامة تحتاج إلى التطبيق»،  مفيدا بأن الطريق العابر للصحراء الرابط بين الجزائر ولاغوس حقق تقدما كبيرا و»سيعطي وجها جديدا للعلاقات بين البلدين وبين دول القارة الإفريقية».
وأوضح مساهل أن «الجزائر ونيجيريا لديها كل الإمكانيات اللازمة لتجسيد مشاريع شراكة خلاقة للثروة ومناصب الشغل».
وكشف مساهل عن توجيه دعوة رسمية لوزير الطاقة النيجيري، من أجل إعادة بعث المشروع الضخم المتمثل في أنبوب الغاز «الجزائر-لاغوس»، الذي يكتسي أهمية إستراتيجية بالغة، حيث سيسمح تجسيده واستغلاله بخلق عشرات الآلاف من مناصب الشغل، تنمية مناطق الساحل الصحراوي وتحقيق عائدات بملايير الدولارات.
واجتمع أمس، وزيرا البريد والمواصلات للبلدين على هامش اللجنة المشتركة، من أجل بحث سبل تفعيل مشروع الربط بالألياف البصرية، والذي سيمتد لدول الساحل وغرب إفريقيا، وسيمر عبر ورشة الطريق العابر للصحراء.
ودعا الوزير المتعاملين الاقتصاديين الخواص للبلدين على اغتنام فرص الاستثمار في ظل الإصلاحات الاقتصادية المحفزة، والمساهمة في التنمية الاقتصادية عبر استغلال الأسواق الواعدة التي توفرها نيجيريا (180 مليون نسمة) ودول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا.
من جانبه أفاد وزير خارجية نيجيريا، جيوفري أونياما، بوضع ورقة طريق لمتابعة مدى تقدم وتنفيذ كل مشاريع الشراكة، وتوجه بالشكر للجزائر على احتضانها الدورة الرابعة للجنة المشتركة التي «أتاحت الفرصة لانطلاقة متجددة للعلاقات الاقتصادية والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية».
وأفاد أونياما، بأن وفدي البلدين «بحثا بشكل معمق قضايا المبادلات التجارية ورفع الصادرات خارج قطاع المحروقات، وكذا مسائل التأشيرة والجوازات الدبلوماسية من أجل تحقيق تقارب أكبر بين الشعبين».
وأكد الوزير النيجيري، إلى أن  الأبواب مفتوحة أمام رجال الأعمال الجزائريين، للاستثمار في قطاعات الفلاحة، الصناعة والطاقات المتجددة والأشغال العمومية.
السلم والأمن خياران أساسيان
على صعيد آخر، أكدت الجزائر ونيجيريا، على تعزيز التشاور وتبادل الأفكار والمعلومات حول قضايا الإرهاب والجريمة المنظمة، من أجل مواصلة تنسيق المواقف على مستوى الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
وقال مساهل «كان اللقاء جد هام بالنسبة لدولتين فاعلتين في الاتحاد الإفريقي،وسمح بالتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتبادل والمعلومات والآراء حول ما يجري في منطقتنا، وخاصة الساحل وغرب إفريقيا في إطار تنسيق محكم، طبقا لتعليمات وتوصيات رئيسا البلدين».
من جانبه أكد وزير خارجية نيجيريا جيوفري اونياما أن للجزائر خبرة معترف بها دوليا في مواجهة التحديات الأمنية، قائلا « نجحتم في التغلب على آفة الإرهاب في السنوات الماضية ونحن اليوم بصدد مواجهة هذا التحدي العالمي».
وأشاد الوزير أونياما بـ»الدور الهام الذي لعبته الجزائر في المفاوضات التي توجت بتوقيع اتفاق للسلم والمصالحة بمالي، وجهودها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في منطقتي الساحل الإفريقي وغرب إفريقيا».
ولفت في المقابل إلى الدور الريادي للبلدين على المستوى القاري، و»قيادتهما لهدف جعل القارة السمراء خالية من الحروب بحلول سنة 2020، في إطار إستراتيجية 2063 للاتحاد الإفريقي».
وأفاد في الوقت ذاته بالعمل  من أجل إنشاء قوة عسكرية لها القدرة على التدخل السريع في مختلف مناطق النزاعات بالقارة الإفريقية، من إجل استعادة الأمن واستباق الأزمات.  
ونوه وزير خارجية نيجيريا، بجهود الجزائر في مكافحة الفساد والاقتصاد غير الشرعي في القارة في إفريقيا، وقال « نشكر مساعدتكم القيمة لرئيسنا محمد بوخاري كي يصبح بطل إفريقيا في مكافحة الفساد».
دعم الاستقرار وتسوية النزاعات سلميا
وفي السياق، أكد مساهل عمل الجزائر بدون كلل على تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة بمالي الموقع سنة 2015، وتحرص على ذلك من خلال ترؤسها للجنة لمتابعة الاتفاق.
وأضاف بان «نفس الجهود تبدلها بلادنا من أجل تسوية الأزمة الليبية وإخراج هذا البلد الشقيق بشكل نهائي من دوامة العنف».
وشدد مساهل، على اهتمام الجزائر بمعالجة كافة النزاعات وبؤر التوتر بالقارة الإفريقية.
توقيع اتفاقيات
وتوجت اللجنة المشتركة الرابعة بين الجزائر ونيجيريا، بتوقيع خارطة طريق مفصلة، لمتابعة مدى تقدم المشاريع المشتركة وفق جدول زمني دقيق، وكذا مذكرة تفاهم في مجال الموارد المائية، ومذكرة تفاهم بين المعهد الجزائري للتقييس وهيئة التقييس النيجيرية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024