قصة قصيرة

«القاعة»

مصطفى مقدم المشرية

 القاعة عملاقة وذات هيبة خاصة تجبر القاعد وسطها بالتزام الوقار والسكون، القاعة واسعة الأرجاء، شاهقة   الإرتفاع تذكرني بقاعة الحفلات في زمن الصبا أيام بوديسان ولامارة وأغينه القمر الأحمر .. القاعة عامرة   بالحاضرين غرباء وأولاد البلد الذين مضى على افتراقهم أياما عديدة وسنين ممتدة.. يجلسون على كراس وتيرة حمراء قبالة شاشة ضخمة ذات إطار هو الآخر أحمر ومشرشف.. الصور تتابع الواحدة بعد الأخرى عبر آلة العرض وتغوص بنا في أعماق فنّ الرسم ومدارسه العديدة. يجلس بسحنته القصيرة وراء ذلك المكتب الضئيل ويلقي بكلماته عن عالمه التشكيلي بصوت جهير كمألوف عادته.. يساعده جاره بالمكان بين الحين والحين في ترتيب صوره بجهاز الحاسوب.. الهدوء يخيّم على القاعة إلا من تلك النقرات التي تصدرها بين اللحظة واللحظة كاميرات الهواتف النقالة، تسجل ذكريات المستقبل وخطوات اللقاء ومشاعر التعارف فتشاع عبر مسالك التواصل الاجتماعي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19801

العدد 19801

الخميس 19 جوان 2025
العدد 19800

العدد 19800

الأربعاء 18 جوان 2025
العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025