الرئيس تبون جعل دعم فلسطين جزءا أساسيا من أجندة الدبلوماسية الجزائريــة
الاعـــتراف الدولي بفلسطـــين خطوة نحــــو استعــادة الحقوق
أكد الدكتور نبيل كحلوش، الباحث في الدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الاعتراف المتزايد لعدد من الدول بالدولة الفلسطينية يمثل تحولا تاريخيا مهما في مسار القضية الفلسطينية، ويعيد إليها الزخم الذي حاولت أطراف عديدة، على مدار السنوات الماضية، طمسه أو التقليل من أهميته.
شدّد كحلوش على أنّ الاعتراف الدولي بفلسطين لا يمكن أن يكتمل معناه إلا إذا ترافق مع مواقف قوية من الدول العربية والإسلامية، معتبرا أنّ مسؤولية هذه الدول أكبر من غيرها لأنها الأقرب إلى فلسطين تاريخيًا وجغرافيًا وثقافيًا. وخصّ بالذكر الجزائر، التي وصفها بأنها الدولة التي لم تتنازل يوما عن دعمها لفلسطين، بل جعلت القضية الفلسطينية في صدارة سياستها الخارجية منذ استقلالها وحتى اليوم.
وقال كحلوش إن الجزائر، بتاريخها الثوري وتجربتها في مقاومة الاستعمار، ترى في فلسطين مرآة لتجربتها ومأساة تتطلب التضامن والمساندة. وأضاف أنّ الجزائر واصلت الدفاع عن الحق الفلسطيني في كل المحافل الدولية.
وأوضح أنّ مواقف الجزائر ليست مجرد شعارات سياسية، بل هي مواقف متجذرة في وجدان الشعب الجزائري الذي يعتبر فلسطين قضيته المركزية الثانية بعد قضيته الوطنية. وأكد أنّ هذا الموقف ازداد وضوحًا في عهد الرئيس عبد المجيد تبون، الذي جعل دعم فلسطين جزءا أساسيا من أجندة الدبلوماسية الجزائرية، سواء من خلال خطاباته المتكررة أو عبر التحركات العملية التي تهدف إلى حشد الدعم الدولي لصالح الفلسطينيين.
وشدّد كحلوش على أنّ الجزائر، في ظل الظروف الراهنة، تشكل سندا أساسيا لفلسطين، لأنها تجمع بين الشرعية التاريخية والرصيد الثوري والمصداقية السياسية، وهي بذلك قادرة على لعب دور محوري في دفع المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة في مواجهة الاحتلال.
وأضاف المتحدث أنّ الجزائر أثبتت مرارًا أنّها لا تتعامل مع القضية الفلسطينية كملف ثانوي أو ظرفي، بل كقضية مبدئية تعكس التزامها بالقيم الإنسانية وبحق الشعوب في تقرير مصيرها، مؤكدا على أنّ الاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية يمثل خطوة بالغة الأهمية في مسار طويل وشاق، لكنه شدّد على أنّ هذه الخطوة ستبقى ناقصة إذا لم تُترجم إلى قرارات عملية توقف العدوان وترفع الحصار وتضع حدًا لسياسة التهجير.
وقال كحلوش إن العالم اليوم أمام لحظة تاريخية فارقة: إما أن يتحول الاعتراف إلى وسيلة للضغط الفعلي على الاحتلال كي يرضخ للقانون الدولي، أو أن يبقى مجرد مكسب رمزي يخفف من وطأة المأساة دون أن يغير الواقع على الأرض. وختم بالقول إن فلسطين ستظل القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، وإن الجزائر ستبقى في طليعة المدافعين عنها، لأنها تعتبرها قضية وجودية لا يمكن التنازل عنها أو إخضاعها لأي مساومة سياسية.