أحيا، أمس، مجاهدو القصبة وباب الوادي، الذكرى ٦٣ لإستشهاد عبد الرحمان عرباجي، في جو من إستحضار قيم التضحية، والعطاء اللامحدود من أجل إستقلال الجزائر وإستذكار كل من قدم نفسه قربانا للحرية.
كان الحضور مقبولا إذا ما قارناه بالسنة الماضية، عززه ذلك المعرض المتواضع عن شهداء القصبة، منهم بالأخص سعيد حمدين، بالإضافة إلى مجموعة صور عن العديد من الشهداء الأشاوس، الذين كانوا يعملون ضمن أفواج فدائية من بينهم عبد الرحمان عرباجي.
وقد توالت الشهادات عن هذا الشهيد من قبل من عاشوا الحادثة أو كما وردت على مسامعهم وفي هذا الإطار قال أحد سكان البناية التي كان عرباجي مختبئا فيها إن هذا الأخير بلغه خبر وجود مجموعة من عساكر «زواق» تبحث عن رقم ٦ حي «لي ديابل» لكن تباطؤه في الخروج كلفه ثمنا باهظا وهذا عندما وجدهم أمامه وجها لوجه ليشتبك معهم هذا الصمود البطولي لم يدم طويلا عندما حاول القفز إلى سطح آخر إلا أنه سقط في الفراغ جثة هامدة في أسفل العمارة مما أدى إلى إعتقال كل من كان بداخل تلك الدويرة لمدة ٢٠ يوما ثم أطلق سراحهم.
وإن كانت المعلومات شحيحة عن هذا الشهيد فإن الوثائق المثبتة في ذلك المعرض عبارة عن إجتهادات شخصية لأناس يغارون عن التاريخ وهي محطات بارزة في حياة هذا الرجل منها نشاطه المكثف إلى جانب المجاهد عمر حمادي الذي إغتاله الإرهاب ومشاركته في عملية إسترجاع الأسلحة من ثكنة كتيبة ٢٢ بعين طاية، ينقلت هذه الكمية إلى منطقة القبائل من طرف أحمد بوروبة المعروف بإسم حديدوش.
وخوفا من إكتشاف أمرهما وافق ياسف سعدي على إنتقالهما إلى باليسترو «الأخضرية» قصد الإنضمام إلى كومندوس علي خوجة، وبعد شهرين عاد المجاهدان إلى القصبة وقام على إثرها عرباجي بتنظيف هذا الحي من الخونة خاصة حراس السجون الذين ألحقوا أضرارا جسيمة بالمناضلين الجزائريين في المعتقلات وهكذا رقي إلى رتبة مسؤول في المنطقة الحرة وفي ٢٣ فيفري ٥٧ اكتشف المخبأ ب٦ شارع «لي ديابل» وإثر إشتباك مع عساكر الإحتلال سقط شهيدا.