تشهد محطة نقل المسافرين ببلدية الشراقة حالة من التدهور استدعت من المواطنين مطالبة السلطات المحلية بضرورة إعادة تهيئتها وجعلها ترقى لتطلعاتهم، حيث لم تشهد هذه الأخيرة إعادة ترميم منذ عدة سنوات دخلت في حالة من الفوضى خاصة في ظلّ زيادة الخطوط البرية على مستواها.
أكد في هذا المقام عدد من المسافرين في تصريح لـ «الشعب» ممن التقيناهم بالمحطة عن عدم توفر العدد اللازم من الأماكن الخاصة لجلوس المنتظرين، ناهيك عن ضيق المحطة الذي جعلها تتميّز بفوضى عارمة بسبب تزاحم المسافرين باعتبار أن مساحتها لم تعد تتوافق والكم الهائل للمسافرين الذين يقصدونها بصفة يومية.
يحدث هذا رغم المشاريع الهامة التي أطلقها القطاع في إطار تطوير البني التحتية والمنشآت خلال العشر سنوات الأخيرة فرغم جملة الإصلاحات التي عرفها القطاع، إلاّ أنّه يظلّ من بين القطاعات التي لا تزال متأخرة نوعا ما عن ما هو مطلوب خاصة، ما تعلّق بتطبيق المقاييس العالمية من الناحية التقنية والزمنية في مجال النقل البري الذي يشهد حالة من الفوضى ليس فقط بمحطة نقل المسافرين ببلدية الشراقة بل على مستوى العديد من بلديات العاصمة.
حيث ما تزال تعاني عدة محطات من نفس المشاكل على غرار افتقارها للمقاييس العالمية، تصرفات لا مسؤولة من طرف القابضين، تكديس المواطنين، مشادات كلامية بينهم، ووضعية كارثية للحافلات ولعلّ أقل ما يمكن أن نصف به النقل الحضري وشبه الحضري بالجزائر بالكارثي، خاصة أمام السبل التي يتبعها القابضون لضمان أكبر عدد من الركاب لتحقيق أكبر قدر ممكن من الربح ليتسبب في معاناة يومية للمواطنين الذين أبدوا امتعاضهم لهذه الوضعية التي تزداد تأزما في كل مرة.
ولعلّ الحديث عن وضعية الحافلات التي أكل عليها الدهر وشرب بعد 30 سنة من العمل لتشكّل عبئا كبيرا على البيئة وصحة المواطنين أهم النقاط السوداء التي لاتزال تميز هذا الشقّ ما زاد من تدهور الوضع أكثر ممن هو عليه.
في حين لا تزال محطات النقل بالعاصمة على غرار المواقف المنتشرة بأغلب بلديات العاصمة متأخرة جدا، باعتبار أنها تفتقر للمقاييس العالمية وإلى أدنى الأبجديات الضرورية لمصطلح خدمات بالرغم من أن كلمة موقف تعنى بالضرورة أماكن للانتظار تحوي على الأقل على عدد كاف من الكراسي وأكشاك لشراء بعض الحاجيات وكذا مراحيض، ولكن ما هو ملحوظ عندنا فهي عبارة عن مساحات لضمان وقوف المسافرين.
وضعية استدعت مستعملي محطات النقل يناشدون السلطات المحلية لبرمجة مرافق مكملة في هذه المحطات التي وإن وجدت، باعتبار أن عدد من بلديات العاصمة لا تملك حتى لمحطة النقل .
ورغم الحالة التي لا تزال تعرفها هذه المحطات إلا أن هذا لا ينسينا الحديث عن جلّ المشاريع التي شهدها القطاع في الفترة الأخيرة والتي خفّفت من أزمة النقل.