نظمت مديرية المجاهدين ندوة تاريخية بالتنسيق والتعاون مع أمن ولاية بومرداس لفائدة إطارات وأعوان الشرطة من تنشيط الدكتور حسين عبد الستار، أستاذ وباحث في تاريخ الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر بالمدرسة العليا للأساتذة بوزريعة.
الندوة التي جرت أمس بمقر أمن ولاية بومرداس تحت عنوان « شخصية الجزائر وهيبتها الدولية عبر العصور»، تمت تحت رعاية وزارة المجاهدين، وبإشراف والي بومرداس الذي ابرز اهمية هذه التظاهرات في التعريف بمحطات منيرة من تاريخ الجزائر واطلاع الاجيال بنضال الاسلاف.
وقال الوالي في مداخلته القصيرة ان الإستقلال لم يكن هبة من احد ، بل ثمار كفاح مسلح وتنظيم ثورة ورؤية قادة ادركوا ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بها.
من جهته أبرزت مدير المجاهدين حبيبة بوطرفة ان الندوة مدرجة في سياق البرنامج الوطني لوزارة المجاهدين لتسليط الضوء على جوانب مهمة من التاريخ الوطني مشيدة بالشهادات الحية التي يقدمها من صنعوا الثورة في مثل هذه الانشطة وما تمثله من رصيد ثري لكتابة التاريخ الوطني وتعريف الاجيال به حماية للذاكرة الجماعية.
من جهته أبرز الدكتور عبد الستار في مداخلته، تاريخ الجزائر ضارب بجذوره في أعماق التاريخ من خلال البصمات الحضارية والمواقف المشرفة التي أبدتها الدولة الجزائرية بمختلف مسمياتها عبر التاريخ.
وقال المتدخل ان تاريخ الجزائر يمتد من مرحلة ما قبل التاريخ من خلال الاثار التي وجدت في مناطق متعددة كسطيف، تبسة، الأغواط.... الخ، ودلت على حضارات التاريخ الحجري القديم ...، كما وصل صيت الجزائر وسمعتها إلى مناطق بعيدة، فقد وجد تمثالين لمسينيسا في رودس واليونان .....
اما في فترة العصور الوسطى فقد ذاع صيت الدولة الموحدية بقوة اسطولها البحري ونفس الامر كان في العصور الحديثة مع الاسطول الجزائري في العهد العثماني الذي كان إذا ظهر في البحر المتوسط اختبأت السفن الأوربية في موانئها، كما كانت الكثير من الدول تتودد لكسب مودة الجزائر ، وها هي فرنسا توقع سبعين معاهدة مع الجزائر في مختلف المجالات في مدة لا تتعدى ثلاثة قرون..
وقدم المحاضر رسائل غير مشفرة عن عظمة الجزائر وقوتها الضاربة في اعماق التاريخ ، تستدعى الاطلاع عليها والاشادة بها في هذا الظرف المتميز بمحاولات البعض تشويه حقائق تاريخية والانتقاص من مشروع التحرر الوطني وما يفرضه من تضحيات اخرى لحماية المكاسب والمنجزات ومواصل معركة التقويم والتجدد لرسم معالم مستقبل زاهر.
في هذا الاطار قال الاستاذ:» لم تتوقف عظمة وقوة الجزائر عند العهد العثماني، وإنما توجت بثورة اول نوفمبر كأعظم ثورة في التاريخ المعاصر لمبادئها العظيمة وقيمها النبيلة وتضحياتها الجسيمة التي جعلت منها ثورة عالمية بامتياز»..
مع العلم نظمت مديرية المجاهدين بالاضافة الى الندوة التاريخية، مائدة مستديرة بالتنسيق والتعازن مع إذاعة بومرداس الجهوية من خلال مشاركة الكاتب والاستاذ رابح بومريش حيث تم رصد لأهم الأحداث التاريخية التي شهدتها الولاية التاريخية الرابعة من خلال كتابه الذي تطرق إلى تاريخ منطقة سي مصطفى وعمال ، بالإضافة إلى مشاركة المجاهد أعمر حمودي عضو فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا الذي التحق بها في اواخر سنة 1957 و هو من الاوائل الذين فجروا الثورة بقرية ايهوبارن دائرة تيزي غنيف ولاية تيزي وزو .