إغماءات لدى كبار السن لم يتحملوا حرارة تجاوزت المعدل الفصلي
سجلت مصالح الاستعجالات الطبية هذه الأيام توافد عشرات الحالات لمختلف الأمراض المزمنة خاصة ما تعلق منها بارتفاع الضغط الدموي والسكري، بالإضافة إلى المصابين بضربات الشمس والجفاف، زيادة على الإغماءات لدى كبار السن، وذلك في ظل موجة الحر الشديدة التي تجتاح الجزائر وصلت إلى أرقام قياسية تسببت في حدوث طوارئ بالاستعجالات الطبية.»الشعب» زارت الاستعجالات الطبية بالعاصمة وتنقل أدق التفاصيل.
في تنقلها إلى بعض مصالح الاستعجالات الطبية بالعاصمة، رصدت «الشعب»،الوضعية التي تعيشها بعض العيادات الخاصة والمؤسسات الاستشفائية الجوارية والمستشفيات الجامعية، حيث تستقبل مصالح الاستعجالات يوميا عددا كبيرا من المواطنين الذين يعانون من الأمراض المزمنة وآخرين تعرضوا للجفاف بسبب ارتفاع درجة الحرارة، بالإضافة إلى الأشخاص المسنين الذين لا يستطيعون مقاومة الحر الشديد ويتوافدون بقوة على المؤسسات الاستشفائية.
أثارت موجة الحر الشديدة حالة طوارئ على مستوى مصالح الاستعجالات الخاصة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا الذي يعرف اكتظاظا كبيرا من قبل المواطنين الذين يأتون إليه من كل مكان للقيام بالفحوصات اللازمة وتلقي الإسعافات الأولية.
في هذا الإطار، تم تسجيل عشرات الإغماءات لدى كبار السن وحالات عديدة من التسمم الغذائي الذي يحدث على العموم بسبب الحفظ العشوائي للمواد الغذائية،بالإضافة إلى إصابات تتعلق بالأمراض المزمنة الخطيرة نظرا لتأثير الحرارة الشديدة التي تجاوزت المعدل الفصلي في موسم صيف ساخن أكثر من اللزوم.
وبحسب شهادات الفريق الطبي المجند للتكفل بالوافدين، فإن أكثر الحالات التي يستقبلها أكبر مستشفى جامعي في الجزائر هذه الأيام، تتعلق بالأشخاص الذين يتعرضون إلى الإغماءات والجفاف ومضاعفات داء السكري وارتفاع الضغط الدموي،بالإضافة إلى الأشخاص المسنين الذين لا يستطيعون تحمل الحر الشديد.
كما يستقبل المستشفى الذي اتخذ التدابير الطبية الكفيلة لمثل هذه الحالات، الأطفال الذين يصابون بالتهاب الحلق والأنفلونزا حتى في فصل الصيف بسبب المكيفات الهوائية التي ينصح الأطباء بعدم استعمالها بكثرة نظرا لخطورتها على صحة البراءة والكبار على حد السواء.
ضغط بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية الدرارية
أما المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالدرارية، فهي الأخرى تشهد ضغطا كبيرا بسبب توافد العديد من المرضى على مصلحة الاستعجالات خاصة خلال الأسبوعين الأخيرين، أين شهدت العاصمة ارتفاعا شديدا لدرجة الحرارة جعلت العائلات تتوجه إلى الشواطئ في مختلف الأوقات، وهو ما تسبب في إصابة العديد منهم بضربات شمس وحروق على مستوى الجسم.
وقد سجلنا بعين المكان، توافد امرأة في 65 سنة من العمر وهي في حالة إغماء بسبب ارتفاع ضغطها الدموي، حيث تلقت جميع الإسعافات الأولية من قبل الطاقم الطبي.
من جهتها، أكدت الطبيبة العامة بالعيادة المتعددة الخدمات العاشور في تصريح لـ «الشعب»، أن الاستعجالات الطبية تستقطب العديد من الحالات المتعلقة بضربات الشمس والجفاف لدى الأطفال وكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة بسبب عدم توازن السكري وارتفاع الضغط الدموي وكذا نوبات الربو بسبب الرطوبة العالية وتأثير الحرارة.
وقدمت المتحدثة عبر «الشعب» نصائح بتفادي الخروج في الأوقات التي ترتفع فيها درجة الحرارة دون أخذ بعين الاعتبار النصائح الوقائية وشرب الماء المعدني بكثرة لتفادي الجفاف الذي يشكل خطرا على الأطفال وحتى كبارالسن.
ولا يقتصر الأمر على المؤسسات الصحية التابعة للقطاع العام فقط، بل العيادات الخاصة المتواجدة بالعاصمة، من بينها عيادة الأزهر بدالي إبراهيم التي تستقبل العديد من المصابين بمضاعفات الأمراض المزمنة كالسكري بسبب عدم توازن السكري وارتفاع الضغط الدموي، وكذا الأشخاص الذين يصابون بنوبات ناتجة عن داء الربو.