كشفت، أمس، وزيرة الثقافة، السيدة مريم مرداسي، عن استحداث دائرتها الوزارية في إطار إستراتيجيتها للحفاظ على الموروث الأثري والتراثي لعاصمة الاوراس باتنة، عن حظيرة إيركيولوجية وخط سياحي «خاص»، يمتد على طول مدينة تازولت لتنشيط السياحة الأثرية والنشاط الحرفي بالمنطقة.
حرصت مرداسي، خلال زيارة عمل وتفقد قادتها لولاية باتنة، أين عاينت عدة مشاريع ومرافق تابعة لقطاع الثقافة، بحضور الوالي فريد محمدي والسلطات الأمنية والمدنية والعسكرية على الوقوف على ما آلت إليه ملحقة المركز الوطني للأبحاث بتازولت والموقع الأثري الخاص بالمدينة السفلى والذي شهد بعض التدهور والإهمال، حيث استفاد من عملية تنموية تتعلق بتسييجها بغرض حمايتها من مختلف مظاهر التخريب والنهب والسرقة، بغية تحويلها مستقبلا إلى حديقة أثرية يستفيد من خدماتها المواطنون وزوار ومحبو هذه المرافق الأثرية.
وأشارت المسؤولة الأولى على قطاع الثقافة خلال زيارتها للمتحف القديم بتازولت المعروفة وطنيا وعالميا بثرائها الأثري الذي يرجع لعدة حقب تاريخية عتيقة، أن قضية تأمين هذا التراث الثقافي الكبير الذي تتمتع به تازولت والولاية بصفة عامة، من بين أولويات دائرتها الوزارية، حيث أصبح ذلك تضيف مرداسي أمرا حيويا خاصة في ظل استفحال ظاهرة سرقة الآثار والممتلكات الثقافية التي تقف وراءها شبكات إجرامية محترفة ومنظمة تهدف لطمس تاريخ وهوية الجزائر الثقافية والأثرية الضاربة في أعماق التاريخ.
واستمعت الوزيرة إلى عرض تقني حول واقع القطاع بالولاية، أين أعطت تعليمات صارمة بضرورة فتح كل المرافق الثقافية أمام المواطنين داعية رجال الأعمال والمال والمستثمرين الجزائريين إلى الإستثمار في القطاع من أجل خلق بدائل ثروة جديدة.
كما قامت مرداسي التي كانت مرفوقة بعدد من إطارات الوزارة، بمعاينة المتحف والموقع الأثري بتيمقاد المعروف بالمدينة الرومانية أين تم عرض مشروع تهيئة الواجهة الأمامية للمدخل الرئيسي للموقع، حيث ألحت الوزيرة في هذا الصدد على ضرورة حماية هذا الموروث التراثي والثقافي الأثري ذي الطابع العالمي والاستثمار فيه على الصعيدين السياحي والاقتصادي.
كما اقترحت الوزيرة في هذا الخصوص إمكانية تطبيق تجربة استحداث مختبر ترميم الآثار للعناية بمختلف القطع الأثرية بمدينتي لومباز وتيمقاد، مذكرة بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة الجزائرية للحفاظ على مختلف المعالم الأثرية ببلادنا، وذلك إدراكا منها –حسب الوزيرة- لارتباطها بالحفاظ على الأمن القومي.