منظمة المستهلك: المواطن يدفع ضريبة سوء التنظيم وغياب التحضير المسبق
مع بداية العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك تعرف أسعار الماشية ارتفاعا غير متوقعا أثار حفيظة المواطنين الذين يقصدون أسواق الماشية لاختيار أضحيتهم التي تتلاءم وظروفهم المادية خاصة أمام الزيادات التي عرفتها الاغنام وأدت إلى ارتفاع معدل البيع بين 45 إلى 50 ألف دينار للكبش، في حين وصل معدل الخروف إلى 35 ألف دينار، وهو الالتهاب الذي أرجعه الموالون إلى كثرة الطلب الذي فاق 80 بالمائة.
الجولة الاستطلاعية التي قادت «الشعب» إلى مختلف أسواق الماشية بالعاصمة على غرار سوق وادي شايح بباش جراح وكذا القرية بالدار البيضاء أكدت أن أسعار الماشية ارتفعت بحوالي 3 آلاف دينار عن السعر المعتاد خاصة بعد العزوف الذي عرفته اغلب الأسواق ومختلف نقاط البيع النظامية والفوضوية التي جعلت التاجر والموال يعيش في حالة خوف من استمرار الوضع، غير أن الإقبال الكبير قلب الموازين وجعل المواطن في رحلة بحث عن أضحية تناسب اختياره وإمكاناته.
ارتفاع في الأسعار بأسواق العاصمة
بين 35 و40 ألف دينار وصل سعر الخروف الذي يشكل قبلة العائلات ذات الدخل المحدود التي كانت وجهتها الأضحية متوسطة السعر والحجم ترتب بحسب السعر والنوع لتسهيل عملية الاختيار على الزبون، وهي الطريقة التي اعتمدت في أسواق الماشية التي تصنف القطيع وفقا لأحجامه وسعره هذا ما وقفت عنده «الشعب» بكل من سوق وادي شايح بباش جراح، أين تحدثنا مع أحد الباعة الذي اكد ارتفاع الأسعار مقارنة بالأسبوع الماضي بسبب كثرة الطلب خاصة الكبش ذو الحجم المتوسط أو ما يعرف «بالخروف «
وهو ما صرح به أحد التجار حول الأضحية متوسطة الحجم أو ما يسمى «بالخروف» التي تشكل مطلب الكثيرين، في حين يقصد بعض المواطنين الأغنام ذات الحجم الكبير التي التحقت بالأسواق، خلال اليومين الماضيين، وتراوح سعرها بين 60 إلى 70 ألف دينار.
ليس بعيدا عن المكان المليء بالإسطبلات كانت أغنام مختلف الولايات حاضرة بقوة على غرار كبش ولاية الجلفة المعروف بسعره المختلف وشكله الذي يميل إلى الأبيض عكس أغنام افلوا التي تميل إلى لون الرمال الذهبية التي تجلب الكثيرين بالنظر إلى نوعية لحومها المتميزة عن غيرها.
ارجع الموالون ارتفاع أسعار الماشية إلى كثرة الطلب مقابل قلة العرض على بعض أنواع الأغنام على غرار الخروف الذي يعرف طلبا كبيرا احدث المضاربة بسبب الوسطاء الذين يشترون المواشي بأسعار معقولة ويرفعون من سعرها لتحقيق مداخيل اكبر، دون مبالاة منهم بالمواطن البسيط.
غلاء سعر الكبش متوسط الحجم يثير استياء المواطنين
بدوره يشهد السوق الموجود بالطريق المؤدي إلى عين طاية حركة كثيفة للمواطنين بغرض شراء أضحية العيد، نفس الشيء بالنسبة لسوق القرية الذي يعرف تقاربا في الأسعار، حيث يتراوح سعر الكباش بين 32 ألف دينار و65 ألف دينار، فيما يتعدى سعر الخروف الصغير 30 ألف دينار، حيث استقطبت الأسواق الموجودة على طول الطريق الساحلي للضاحية الشرقية للعاصمة الكثير من المواطنين نظرا لنوعية الماشية الموجودة بها.
من جهتهم، أبدى بعض المواطنين الذين زاروا السوق في تصريح لـ» الشعب» عن استياءهم من الغلاء الذي عرفته أسعار الأضاحي خلال اليومين الماضيين ولم تصبح في متناولهم، خاصة ذوي الدخل المحدود الذين أصبحوا في رحلة بحث يومية عن الأضحية التي تناسب اختيارهم، مع ضرورة إيجاد الحلول للأسواق من خلال تنظيمها وتمكين المواطنين من قضاء العيد في أحسن الظروف ودون أي عراقيل.
لعل ما ميز أسواق الماشية لهذه السنة إقبال العائلات والنسوة لاختيار كبش العيد وإدخال الفرحة للعائلة التي تبحث وسط قطيع الغنم عن الأضحية التي تناسبها، في حين يجد الموال نفسه أو التاجر أمام كثرة الطلب على الخروف أو ما يسمى «بالثني» صاحب السنتين بالنظر إلى سعرهما المعقول مقارنة مع الأغنام الأخرى التي تتطلب مبلغ كبير يصعب دفعه بالنسبة لذوي الدخل المحدود.
غياب التنظيم وراء اختلال سوق الماشية، مصطفى زبدي لـ«الشعب»:
منظمة حماية المستهلك استنكرت وبشدة الارتفاع في الأسعار الذي تراوح بين 3 ألاف إلى 6 ألاف دينار في وقت أعلنت فيه خلال ندوة صحفية نظمت بالمناسبة عن انخفاض السعر بنسبة 10 إلى 15 ٪ مقارنة بسنة 2018، مؤكدا استحالة التحكم في أسعار السوق بسبب غياب التنظيم الذي يفرض أن يكون الاقتناء مباشرة من عند الموال، وكذا التحضير المسبق للعملية الذي من شأنه أن يضع حد للمضاربة.
أضاف المتحدث في ذات السياق أن غياب نقاط بيع كبيرة ونظامية وراء حدوث الاختلال في سوق الماشية، ما يجعلنا نؤكد يقول زبدي: «أن المواطن يدفع ضريبة سوء تنظيم وغياب المراقبة «.
