ليلة بيضاء قضاها سكان حي القصبة العتيق، خوفا من سقوط بناياتهم القديمة جدا والمصنفة اغلبها في الخانة الحمراء، جراء الأمطار الطوفانية التي شهدتها العاصمة وعدد من ولايات الجزائر خلال 24 ساعة الماضية .
حالة من الخوف والهلع تخيم على سكان حي القصبة العتيق خاصة القصبة السفلى حيث توجه سكان العمارات المهددة بالسقوط أول أمس إلى البلدية وإلى الولاية مطالبين بالتدخل السريع لإعادة إسكانهم في القريب العاجل .
تسببت الأمطار الطوفانية التي سقطت مؤخرا في إغراق أحياء بأكملها كانت تعد من الأحياء الراقية على غرار بئر مراد رايس، سيدي يحيا والطريق السريع على مستوى المقطع المعروف ب « أس» ببن عكنون، والمخرج من الطريق السريع المؤدي إلى دالي ابراهيم والدويرة إلى درجة غرق سيارات حيث غطت المياه المحركات، بعد أن ارتفع فيها منسوبها إلى 50 سنتمتر.
وإذا كانت الأحياء الراقية للعاصمة لم تسلم من هذه الأمطار الطوفانية وغرقت فيها سيارات السكان، كما تم انقاد بعض سكانها من جرف المياه التي كانت في شكل أمواج زادتها قوة الرياح القوية، فان الأحياء الشعبية على غرار القصبة وباب الوادي حالتها أكثر خطورة، لان بناياتها مهددة بالسقوط في كل لحظة، وقد تم معاينتها من قبل الجهات المعنية على غرار مصلحة المراقبة التقنية للبنايات التي تقوم بتصنيف البنايات الآيلة للسقوط، وقد صنفت العديد من البنايات في الخانة الحمراء درجة 5، لكن سكانها لم يرحلوا لحد الآن بالرغم من صرخات الاستغاثة التي تتجدد في كل موسم شتاء حيث تغرق بيوتهم في المياه، وتصبح جدرانها تتفتت أمام أعينهم وأرضيتها تنبعث منها المياه، وهم ينتظرون سقوط منازلهم في أي لحظة .
المياه أغرقت سكنات القصبة وشرارات كهربائية كادت تقتلهم حرقا ويعتبر حي القصبة من أقدم أحياء العاصمة التي توجد بناياتها في درجة متقدمة من الإهتراء،وقد دفع ضحايا عائلات بأكملها انهارت عليها مساكنها وقد كانت تنتظر أن يعاد إسكانها في مساكن لائقة ومريحة .
وقد شكلت الأمطار الطوفانية الأخيرة لدى سكان الحي العتيق خاصة شارع بن محمد حمادة الذي تدخلت عناصر الحماية المدنية لنزع سور كبير من إحدى بناياته عمارة رقم 28 الذي كان يهدد حياة السكان المارين من قربه، وقد عاش سكان هذا الحي وبقية الأحياء المجاورة حالة من الذعر وهم ينتظرون سقوط مساكنهم في أي لحظة حسب ما أدلى به سكانها ل «الشعب» التي عايشت الحالة عن كثب .
بعد شعورهم بالخطر سارع سكان الحي المذكور إلى قسم الشرطة بالقرب من ساحة الشهداء لمطالبتهم بالتدخل بعدما غرقت مساكنهم في المياه، وانقطعت الكهرباء بعد الشرارات الكهربائية التي نتجت عن تبلل خيوط الكهرباء المتدلية على جدران العمارات .
وبعد ذلك أرسل لهذه العمارات شرطة العمران التي أخذت صورا حية عن حالة البنايات لأخذها إلى الجهات المعنية، ولم يكتف السكان بهذا بل توجهوا إلى الولاية وتم استقبالهم من قبل الأمين العام لولاية الجزائر، الذي وعدهم بإرسال لجنة مختصة للتحقيق في وضعيتهم المأسوية، وترحيلهم في اقرب الآجال .
في انتظار أن يحل الأمين العام للولاية في زيارة إلى المساكن المتضررة من الفيضانات التي شهدتها العاصمة أول أمس، يبقى سكان الحي العتيق والأحياء المجاورة يعيشون في حالة خوف وذعر من سقوط البنايات فوق رؤوسهم في أي لحظة .