عاش سكان البنايات الهشّة والعمارات في أحياء شعبية بالبليدة ليلة رعب، خلال 24 ساعة الماضية، كانت الأمطار المتساقطة بغزارة والمصحوبة برياح قوية، سببا في توقف وتذبذب حركة المرور، وفي قضاء المتضررين ليلة بيضاء، دفعت بعض العائلات إلى الهروب والاحتماء لدى الجيران والأقارب.
كانت الجهة الغربية من عاصمة الولاية البليدة، عنوانا بامتياز لحالات الخوف والرعب عاشها السكان نتيجة الكميات الكبيرة من الأمطار التي تدفّقت، والتي تسرّبت إلى العديد من السكنات، حيث أجبرت عائلات في العفرون بالحي الفوضوي، وبقلب المدينة إلى إخلاء سكناتها، خوفا من انهيارها فوق رؤوسهم، وإلى حفر الجدران، لتمكين المياه من التسرب الى الخروج.
فيما وجدت عائلات أخرى بحي كريتلي مختار في بني مراد نفسها، بين المياه المختلطة بمياه الصرف الصحي، والتي عجزت فيها البالوعات من امتصاص تلك الكميات الهامة، والتي تساقطت في أوقات الليل، حيث تحولت الشوارع والساحات العمومية الى برك عائمة، لم تسلم منها حتى محطات القطارات.
ولم تتوقّف فرق الحماية المدنية وعناصر الإنقاذ في التدخل، وتقديم المساعدة إلى المتضررين، بضخ المياه الى خارج تلك السكنات الهشة، والتي ارتفعت في منسوبها وتجاوزت حدود 20 سنتيمترا، حيث عزلت المياه المتسربة إلى بهو العمارات أيضا السكان، ومنعتهم من الخروج او الدخول.
وعجزت عدة بالوعات في صرف وامتصاص المياه، لحجم الكميات التي تساقطت، وهو ما جعل السكان يرفعون نداءات مستعجلة بتنقية البالوعات من جهة، وإعادة نظام «السواقي»، التي كانت عليها في وقت مضى، وتجميع المياه المتدفقة إلى خزانات بالأراضي المنخفضة والجبلية على السواء، خاصة وأن الفيضانات نتيجة مياه الأمطار، باتت تحدث إضرارا بين سكان الأحياء الشعبية في كل الأوقات.
