حين تشارك «الشعـب» في عــرس الكتاب

انفتـــاح عــلى عــالم المـثقّف

حبيبة غريب

 تعرف منذ نشأتها بعلاقتها القوية مع قرّائها خاصة المثقفين والمبدعين، فالكثير منهم خط أول حروف إبداعاته فيها، وكانت للعديد من الأدباء والشعراء التي لمعت أسماؤهم في المشهد الثقافي بمثابة أول مرفأ للإبحار نحوعالم الشهرة والأضواء.

من أجمل المحطّات التي تعرفها جريدة «الشعب» اليوم مواكبتها ومشاركتها كل سنة في أهم وأضخم موعد أدبي تنظّمه الجزائر، إنّه الصالون الدولي للكتاب ملتقى الكلمة والإبداع، مشاركة تشكّل كل عام جسرا بينها وبين قرّائها وزوّار «سيلا» مناسبة تسافر بالكثير إلى الزمن الجميل من خلال عرض البعض من الأرشيف الورقي والصور الفوتوغرافية.
كمّ من المشاعر والأحاسيس الجميلة تترجمها التعابير التي ترسم على وجوه المتصفّحين لسجلات الأرشيف الورقي، راجعين بالوقت إلى أيام مضت وذكريات تجاوزت جدار النسيان لتطفو على أرض الواقع من جديد.
فبين مواطن يبحث عن عدد يوم مولده في الستينات أ والسبعينات أو الثمانينات، إلى آخر يحاول إيجاد اسمه بين الناجحين في شهادة البكالوريا إلى مثقف باحث عن مقال قصيدة أو نص أدبي صدر له في بداية مشواره الأدبي مرورا بالطلبة الجامعيين والباحثين في التاريخ والسياسة والاقتصاد، والذين يعتبرون الجريدة مرجعية في مواكبة الأخبار ونقل المعلومات بكل مصداقية ونزاهة على مر الزمن....
هم زوّار جناح «الشعب» الأوفياء الذين نستلهم من ملاحظاتهم وعلاقتهم الطيبة ووفائهم للجريدة، القوة للمضي قدما في مهمتنا الإعلامية والخبرية.
ويبقى الأجمل في مغامرة «سيلا» هي علامات الذّهول التي ترتسم على وجوه الأطفال والمراهقين حين يتصفّحون أعداد الجريدة التي تعود لستينات وسبعينات القرن الماضي، الكبيرة الحجم والغنية بالأسلوب الصحفي الجيد، الحامل للمعلومة والنص الثقافي والاجتماعي والخطاب السياسي والاقتصادي وللتحاليل المتزنة والاستشراف قلّ ما نجده في مجال الكتابة الصحفية اليوم.
ويبقى الهدف من تكرار مغامرة المشاركة في فعاليات المعرض الدولي للكتاب هو التقرب أكثر من المواطن، والانفتاح على النخبة المثقفة والمؤسسات الفاعلة والقراء والمواطنين على العموم وكذا على الأجانب، إنها سياسة الإعلام الجواري والتواصل التي تعتمدها أمّ الجرائد اليوم بشقيها الورقي والإلكتروني، وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بغية التعرف أكثر على قرّائها والاستماع إلى انشغالاتهم، ومحاولة نقلها للسلطات المعنية أو لتوفير لهم فسحة للتعبير عن مشاكلهم ومواهبهم وإبداعاتهم من خلال ملفاتها الأسبوعية وصفحاتها الخاصة.
هي التزامات بتوفير المعلومة الصحيحة بكل احترافية، وتقديم صورة حيّة على العمل الإعلامي في صحيفة عمومية همّها الوحيد مواكبة الحدث ونقل الخبر من المصدر إلى القارئ، وكذا فتح مجالات للنقاش من مبدأ الرأي والرأي الآخر.
دون إقصاء جهة أخرى وفقا طبعا لخطّها الافتتاحي، إنّها «الشعب» التي تحتفي اليوم بالذكرى 57 سنة على تأسيسها، تقف لتقيّم مسارها وتجدّد روابط الصلة التي تربطها منذ 11 ديسمبر 1962 مع القارئ الوفي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19479

العدد 19479

السبت 25 ماي 2024
العدد 19478

العدد 19478

الجمعة 24 ماي 2024
العدد 19477

العدد 19477

الأربعاء 22 ماي 2024
العدد 19476

العدد 19476

الأربعاء 22 ماي 2024