أبدت ارتياحا لمقاربة تبون تجاه المجتمع المدني

بوخطاية: بداية الخروج من نفق الأزمة

سعيد بن عياد

ترك تصريح الرئيس تبون فور إعلان فوزه بالرئاسيات عن إرادة الانفتاح على المجتمع المدني صدى إيجابيا لدى أغلب الجمعيات التي تنشط في الميدان بعيدا عن الأضواء على غرار الجمعية الوطنية آفاق المرأة الجزائرية التي تلقت رئيستها الأستاذة زهرة بوخطاية بارتياح هذا التوجه الجديد مهنئة تبون بفوزه بالرئاسيات ليؤسس لمرحلة مستقبلية تستوعب كل التطلعات الشعبية وتحمل آمال الشباب في إيجاد الفرص التي تضمن له الاستقرار في عالم الشغل والحياة الكريمة.
وبعد أن هناته على فوزه بالثقة الشعبية، رحبت بوخطاية بتعبير الرئيس المنتخب في أول ظهور له عن قناعته بدور الجمعيات في مرافقة المسار الجديد ضمن إطار واضح وشفاف وعلى أساس التزامات دقيقة، مشيرة إلى أن العمل المفيد يكون مع جمعيات تنشط في الميدان ولها ارتباط لا يساوم بالوطن وتعمل لصالح المجتمع وليس مع جمعيات تظهر في مناسبات وتعيش على نفقات الميزانية العمومية ودون تقديم كشف حساب. ويعتبر من المجتمع المدني كل من يعمل باحتكاك مع أفراد بيئته مع الحرص على توطيد صلة الفرد ببلاده من خلال إنجاز برامج وعمليات ملموسة بعيدا عن خطابات جوفاء سرعان ما تختفي عباراتها أمام واقع الحال للأسر والفئات الهشة وضعيفة الدخل.
وتعتبر جمعية آفاق المرأة الجزائرية التي تأسست في خضم أزمة التسعينات لمرافقة المرأة، في ظل الأزمة الأمنية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية السلبية، في خوض معترك الحياة خاصة الأرامل والمهمشات وضحايا العنف بكل أشكاله واحدة من أطراف المجتمع المدني الذي يعمل بعيدا عن الضوضاء، إذ يمثل مقرها بوسط العاصمة قبلة لمختلف النساء الباحثات عن منفذ آمن لحفظ الكرامة والاندماج في الحياة العامة من خلال الحصول على تكوين في مهن أوتعلم القراءة والكتابة إلى جانب المرافقة بأشكال مختلفة، وتواصل نشاطها في صمت دون تراجع خاصة وأن الطلب عليها يسجل ارتفاعا يفوق حجم قدرات التكفل بها، علما أن تمويل البرامج يتم بإمكانيات ذاتية. ومن بين ما تقوم به عملية الأسرة المنتجة بإعطاء تكوين للنساء الراغبات ممن ليس لديهن تأهيل أومستوى دراسي، في مهن إنتاجية كالخياطة وما يدور في فلكها من طرز وإبداع في النسيج.
وأكدت بلسان المواطنة المخضرمة التي واكبت مختلف المراحل أن الاستحقاق الرئاسي الذي تم كان ضرورة قصوى للخروج بالبلاد من أزمتها والتخلص من انسداد انعكس سلبا على الاقتصاد، مثمنة الدور النوعي والفريد الذي قام به الجيش الوطني الشعبي طيلة الفترة الماضية بكل تحدياتها بحيث رافق بإشراف قيادته المسؤولة الحراك الشعبي ووقف حارسا أمينا جاهزا على سلامة الوطن واستقرار المواطن، مشيرة إلى أنها تنتظر من الرئيس الجديد، الذي يتولى المهام في نهاية الأسبوع، الشروع في تجسيد التزاماته 54 التي ترمز لتاريخ ماثل في الذاكرة يؤرخ لثورة أول نوفمبر المجيدة، وذلك بالتكفل بملف استرجاع الأموال المنهوبة والبدء في حوار مع الحراك وهو توجه إيجابي يقود إلى حلول توفر المناخ الهادئ لإطلاق الحركية الاقتصادية والعمل أيضا على استرجاع المؤسسات العمومية التي سلبت من القطاع العام لفائدة القطاع الخاص، مشيرة إلى أملاك أسواق الفلاح التي يجهل مالها بينما يمكن إعادة إدراجها في النسيج الاقتصادي والتجاري لتكون أرضية توفر للمواطن حاجياته في سوق ملتهبة أمام قدرة شرائية تنكمش بطرق غير شفافة.
كما يرتقب أن يكون للشباب حامل الشهادات مكانة في الجزائر الجديدة تماما مثل العائلات في عالم الريف حيث لا تزال العزلة تعيق الحياة ويمكن بفضل جمعيات فعالة وشفافية الأداء تصحيح الصورة وإزالة مظاهر لا تشرف مثل استعمال الأسر للحطب في التدفئة والدواب في النقل والعلاج البدائي مما يعرض للخطر خاصة النساء الحوامل، وتذكر هنا مسؤولية البلديات في تحقيق التطلعات كونها الأقرب للمواطن مما يستدعي حسب الأستاذة بوخطاية مراجعة شروط تولي رئاسة البلدية ليكون المؤهل لذلك صاحب مستوى تعليمي عال محاطا بمنتخبين من الفئات الشعبية والمهنية يلزمهم برنامج دقيق الأهداف لا مجال فيه لأي تعطيل مهما كان سببه كون النمو يبدأ من الخلية القاعدية للدولة وهي البلدية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19876

العدد 19876

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025