اعتبر عضو السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الدكتور محمد لحسن زغيدي، أمس، أن «الانتخابات الرئاسية سابقة نوعية في تجسيد الديمقراطية والشفافية»، وقال بخصوص الموقف الفرنسي منها «ليس مفاجأة بل معتاد ومعروف»، جازما أنه «نابع من كونها مازالت تحلم بماضيها الاستعماري، وتضع نفسها وصية وهي من تختار».
لا يحمل الموقف الفرنسي من الانتخابات الجزائرية أي مفاجأة، وفق ما أكد الدكتور محمد لحسن زغيدي في صريح خص به «الشعب»، لافتا إلى أنها «مازالت تضع نفسها هي الوصية وهي من تختار»، وذلك انطلاقا من ماضيها الاستعماري، ولقد شاهدنا في الانتخابات السابقة أنه قبيل الانتخابات، كان رؤساؤها يزورون الجزائر، ويزكون شخصا بعينه والكلمة الأخيرة لهم، لكن انطلاقا من الحراك المؤمن من جيشه، والرافع لشعارات نوفمبرية وباديسية، ما كانش الخامسة يا ولاد فرنسا، الجزائر حرة وفرنسا وولادها برا».
واستنادا إليه، فإنه «لأول مرة فرنسا وكل المحللين لم يتنبأوا قبلا بمن هو الرئيس، الذي تفرزه الانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس الماضي»، وبقي ـ أضاف يقول ـ «القرار الأخير للشعب ولما اختاره الشعب»، فكان «رد الفعل مباشرا»، وعدم الاعتراف ـ حسبه ـ هو»استكمال للتحريض الذي قامت به فرنسا لإعاقة الانتخابات، والمتمثل في بيان البرلمان الأوروبي، ومحاولة الضغط على الرأي العام الدولي».
وخلص إلى القول،» تلك العراقيل والتدخلات غير الأخلاقية وغير المسؤولة، دفعه نحو إثبات الذاتية ونحو إقرار الواقعية»، فكان الموقف «الداعي للتدخل السافر المباشر في شؤون الداخلية وفي عمل الرئيس، لكن «الرد كان وافيا ومفيدا وصريحا، وهو عدم الرد على مثل هؤلاء، وتأكيد الرئيس المنتخب أن «الشعب انتخبه، وهو مسؤول أمامه وفقط».
وبخصوص الاستحقاق الرئاسي، فإن «الانتخابات الرئاسية والتي تعد الأولى من نوعها من ناحية التحضير لها، ومن حيث سيرورتها التاريخية، كونها وليدة الحراك الذي استطاع من خلاله الشعب الجزائري، التعبير على عقيدة التغيير التي أرادها نهاية لعهد ضاقت منه الجزائر، باحثة عن «الريادة في المجالات التي تصنع منها دولة قوية، خاصة وأن لها قدرات عانت من العرقلة ومن الحواجز التي لم تسمح لعبقريات أبنائها أن تعبر عن وجودها في الميدان.
وذكر في السياق، بأن الانتخابات «أفرزت 3 نتائج هامة النتيجة الأولى أنها الأولى ديمقراطيا كانت رقابتها شعبية، لم تعتمد على الرقابة الدولية التي تريد دول العالم الكبرى، فرضها علينا كونها تنظر لنا على أننا قصر، كما اتسمت بالشفافية في كل مجالاتها، وكسرت كل تقاليد الضغوط والوصاية والتوجيه، وجعلت أن الفرد حيث يضع ويمنح صوته، إيمانا بأن السلطة المستقلة برهنت على أنها قادرة على الحفاظ على الانتخاب.
أما النقطة الثالثة، فإن انتخاب الشعب نابع عن قناعة وارتسم وجوده في كامل ربوع الوطن عبر 48 ولاية، كان الصوت فيه بأغلبية ساحقة غير مسبوقة لشخصية عرفها الشعب الجزائري، بأنها الأولى التي رفعت شعار مكافحة الفساد وبدأت في تجسيده، وعوقبت من أجله من طرف رموز العصابة، فكان عربون وفاء لها، والتزم به في حملته ومناظرته ما زاد الشعب إقتناعا به وتمسكا بقراره.