في غياب الوعي والردع القانوني

تحديات تواجه المحيط الايكولوجي ببومرداس

بومرداس..ز/ كمال

شهدت مناسبة إحياء اليوم العالمي للبيئة التي تزامن مع جائحة كورونا احتفالية رمزية بعدد من البلديات تحت إشراف مديرية القطاع وعدد من الجمعيات الناشطة في المجال بمشاركة الأطفال الذين ساهموا بغرس أشجار ودعم الفضاءات الخضراء بالأماكن العمومية وبالأخص في الأحياء السكنية الجديدة التي لا تزال تفتقد لهذا البعد الجمالي وغياب الحس البيئي الذي يبقى السبب الرئيسي لتدهور المحيط السكني وانتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه والحشرات الضارة..

تقوم مديرية البيئة ومعها الجمعيات الناشطة في المجال بمجهودات وأنشطة للتحسيس بأهمية المحافظة على المحيط البيئ والوسط الايكولوجي المتنوع بولاية بومرداس مابين شريط ساحلي ومناطق رطبة عدة للحفاظ على التوازن البيئي وحماية الثرة النباتية، السمكية والحيوانية من مختلف الاعتداءات لكنها في الواقع تبقى بدون فعالية وضعيفة التأثير أمام الامتداد السلبي المتوصل لأيادي الإنسان وتغول بعض المؤسسات الصناعية المستغلة للمحاجر في كل من قدارة بوزقزة، عمال واستغلال مادة التيف بأعالي جبال بلدية الثنية، واستمرار الانتهاكات للغطاء الأخضر والفضاءات الغابية من أبرزها غابة الساحل ومنطقة مندورة بزموري التي تحولت من جنة ساحرة إلى منطقة جرداء.
بهذه المناسبة تم تنظيم عدة أنشطة وحملات تحسيسية لفائدة المواطنين والمؤسسات الصناعية والاقتصادية، بالإضافة إلى دورات تكوينية وتأطير للجمعيات والنوادي الخضراء التي بدأت تتوسع داخل المؤسسات التعليمية من اجل نشر الثقافة البيئية لدى الطفل التي تبقى المنطلق الأساسي لتجسيد هذه الأهداف.
غير انه تبقى الكثير من التحديات في الميدان تكبح هذه المجهودات بسبب غياب التنسيق بين الهيئات والمؤسسات لتسطير سياسة متكاملة من اجل الاهتمام أكثر بقطاع البيئة، فلا تزال أزمة النفايات وغياب المفرغات العمومية المراقبة والاقتصار فقط على مركز الردم التقني لقورصوالذي يشتغل فوق طاقته القانونية المقدرة بـ600 طن لكنه يستقبل كميات مضاعفة يوميا، فيما لا تغطي مؤسسة النظافة «مدينات» سوى 13 بلدية من أصل 32.
نقطة أخرى مهمة لا تزال تشكلا تحديا ثانيا أمام نجاح هذه السياسة البيئية وتتعلق باستمرار انتشار النقاط السوداء والبؤر السلبية بالولاية كنهب الرمال، صب النفايات الصناعية والكيماوية في الأودية التي أثرت بدورها على الحياة البحرية المتأثرة أصلا من الصيد العشوائي وانتشار المخلفات اليومية بالموانئ والشريط الساحلي، حيث يتم استخراج سنويا أطنان النفايات من مادة البلاستيك، الزجاج وغيرها خلال حملات الموانئ الزرقاء، كما تبقى الحملة الوطنية للتشجير التي أقرتها وزارة الفلاحة تحت شعار»شجرة لكل مواطن» بعيدة المنال ببومرداس نتيجة غياب المتابعة لغرس 50 ألف شجرة حصة الولاية من البرنامج.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024