بيان الوزارة الوصية أربك الزبائن

تدافع وملاسنات بمكاتب البريد خوفا من نفاد السيولة

زهراء.ب

أربك قرار وزارة البريد، تعليق سحب الأموال للأشخاص المعنويين الحائزين على حسابات بريدية جارية ومنح الأولوية للمواطنين في عمليات السحب على مستوى المكاتب البريدية، بعض زبائن مؤسسة بريد الجزائر، حيث قاموا بإنزال قياسي على مراكز ومكاتب البريد خوفا من نفاد السيولة النقدية.
شهدت مكاتب بريد الجزائر، أمس، إقبالا قياسيا من المواطنين لسحب أموالهم، وصل بهم الأمر إلى تشكيل طوابير طويلة أمام المداخل الرئيسية لهذه المكاتب، دون احترام مسافة التباعد الاجتماعي ما يهدد بنسف جهود القضاء على وباء كورونا، الذي أخذ منحى تصاعديا بسبب عدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية.
وتكررت المشاهد مثلما لاحظته «الشعب» بأكثر من مركز ومكتب بريدي، شرق العاصمة، بدءا من برج الكيفان وصولا إلى باب الزوار، طوابير شكلها المواطنون أمام المداخل الرئيسية كل ينتظر دوره لسحب راتبه أو معاشه الشهري، وهو إجراء لجأت إليه هذه المؤسسة لتقليل عدد الزبائن داخل المكاتب وأمام شبابيك السحب، تطبيقا لإجراء التباعد الاجتماعي في إطار محاربة فيروس كورونا ومنعه من الإنتشار، ولكنها لم تعر أي اهتمام لهذا الأمر خارجا وكأن الفيروس لا ينتقل في هذا الوسط، حيث اصطف الزبائن في طابور طويل لا تفصل بينهم أي مسافة، ناهيك عن دخول البعض في مشادة وتلاسن بسبب عدم احترامهم أماكنهم وحملهم أكثر من بطاقة سحب، أو شيك.
وكما ارتفعت درجة حرارة الجو، التي قاربت 40 درجة مئوية حسب مصالح الأرصاد الجوية، ارتفعت درجة الغضب عند بعض الزبائن الذين استنكروا طريقة العمل هذه، خاصة وأن فيهم كبار السن والمرضى، وإن كان البعض يتنازل عن دوره للسماح لهم بسحب أموالهم دون الاضطرار للانتظار مدة طويلة.
وقالت موظفة بالمكتب رفضت ذكر اسمها، إن المركز يشهد يوميا أعدادا كبيرة من الزبائن، ويتضاعف العدد كلما حل موعد صب الأجور والمعاشات، داعية المواطنين إلى التعقل وعدم الانسياق وراء الشائعات لأن مؤسسة بريد الجزائر اتخذت جميع الإجراءات والتدابير لضمان توفير السيولة المالية الكافية، بدليل منحها الأولية للمواطن لسحب الأموال على المؤسسات وهذا دليل على اهتمامها بالأشخاص الطبيعيين، وليس بسبب تسجيل نفاد السيولة.
وقال محمد وهو زبون يعمل تاجرا بالقرب من المركز، إن نفس المشاهد تتكرر يوميا أمام باب البريد، رغم تطمينات العاملين به بتوفر الأموال، وضمان الخدمة إلى ساعات المساء، بالإضافة إلى صب سيولة في الموزع الآلي، ورغم هذا تجد التدافع من طرف الزبائن، ما جعله يفضل سحب أمواله في ساعات الصباح الباكر أوفي المساء حينما تخف الحركة.
واتصلت «الشعب» بخلية الإعلام بوزارة البريد، ومؤسسة بريد الجزائر، للاستفسار عن حقيقة المعلومات الرائجة عن عدم قدرة السيولة الموجودة على تغطية طلبات كل الزبائن، وقرب نفادها، إلا أن الهاتف الثابت ظل يرن دون أن يرد أحد على اتصالنا.
وكانت وزارة البريد قد أصدرت بيانا، أعلنت فيه أن الأولوية للمواطنين في عمليات السحب على مستوى المكاتب البريدية، مقابل تعليق عمليات سحب الأموال للأشخاص المعنويين الحائزين على حسابات بريدية جارية.
وأوضحت أن هذا الإجراء الاستثنائي يهدف إلى تسهيل عمليات سحب الأجور والإعانات والمعاشات من طرف المواطنين على مستوى الشبكة البريدية، في حين يمكن للأشخاص المعنويين الاستفادة من وسائل الدفع الكتابية المتاحة، بواسطة استعمال الصكوك المُصادّق عليها أوالتحويلات من حساب إلى حساب أو تقديم صك بريدي للتحصيل من خلال نظام المقاصة الإلكترونية مع المنظومة المصرفية.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024