خطة الجزائر تحصّن مناعتها ضد كوارث صحية محتملة

الجزائر لم تسجل أي حالة “كواساكي” سببها كورونا

براهمية مسعودة

د. بوخاري: الفيروس مستمر في «التطور» و»التحور»

أشاد أطباء ومختصون بوهران بخطة الجزائر للتخفيف من مخاطر فيروس «كورونا»، ولاسيما إجراءات التحصين والوقاية من الطفرات التي أحدثها في تركيبته الجينية بعديد دول العالم، ناهيك عن الأمراض المعدية الأخرى المرتبطة بهذا الوباء، ومنها «متلازمة كاوساكي»، التي ظهرت مؤخرا بين الأطفال، واصطلح على تسميتها Like Kawasaki»».
في الوقت الذي يسجل فيه العالم أعدادا مرتفعة من المصابين، يؤكّد الدكتور «بوخاري يوسف»، رئيس مصلحة الوقاية التابعة للمديرية الولائية للصحة بوهران في تصريح لـ»الشعب»، أنّ «ما يحدث في الجزائر، ليس موجة ثانية، وإنما نفس الفيروس يواصل انتشاره على عكس ما يروج له».

موجة ثانية من حيث «العدد»

وأوضح الدكتور «بوخاري»، باعتباره أيضا أحد الأعضاء الفاعلين لجنة المتابعة ورصد فيروس «كورونا» بالولاية، أن الفيروس المستجد مستمر في «التطور» و»التحور» بدول أخرى، مسجلا موجات متتالية، مقابل موجة ثانية من حيث «العدد» بالجزائر، بسبب عدم التقيد بإجراءات الوقاية بعودة الحياة العادية.
وعاد نفس المسؤول ليشيد بخطة الطوارئ لمواجهة الوباء والقضاء على مسبّباته، مع التركيز على إجراء إيقاف السفر بين البلدان، والذي جنّب الجزائرـ حسبه دائما ـ كارثة صحية بحجم كوارث الدول القريبة جغرافيا منها، مشيرا في هذا الصدد إلى أن مرض «متلازمة كاواساكي»، ظهر بأوربا وأمريكا وآسيا التي سجل أكبر الحالات من «كوفيد 19»، وفق ما أشير إليه.
وفي الختام، طمأن الدكتور «بوخاري يوسف»، كافة المواطنين، بأنّ الجزائر نجحت في مقاومة أخطر أنواع الفيروسات والأوبئة التي اجتاحت العالم في العشرين سنة الأخيرة، وعلى رأسها أنفلونزا الخنازير والطيور، وكذا فيروس «كورونا» الذي لم ينل حظه من الدراسات العلمية، كونه يتنقل من الحيوان إلى الإنسان، يضيف مصدرنا.


20 إلى 30 حالة «كواساكي» سنويا بوهران
وفي موضوع متّصل، أوضح الدكتور «قارة مصطفى سليم»، الأمين العام لجمعية طب الأطفال للغرب، ورئيس مصلحة طب القلب والأوعية للأطفال بمستشفى طب الأطفال بوهران بوخروفة عبد القادر، أنّ «الجزائر لم تسجل أي حالات إصابة بالوباء الجديد الذي ظهر مؤخرا بين الأطفال، واصطلح على تسميته «Like Kawasaki» أي يشبه كاواساكي».
وأوضح « قارة» أنّ مرض كاواساكي يصيب الأطفال دون سن الخامسة، وقد تم اكتشافه قبل نحو40 سنة من قبل السيد «كواساكي» في اليابان، ودخل الجزائر منذ نحو23 سنة، وطيلة هذه المدة تتعامل المصالح المتخصصة مع هذا المرض بشكل عادي»، منوها إلى أنّ مستشفى بوخروفة عبد القادر، والكائن مقره بـ»كناستيل»، شرق المدينة يتوفر على جميع الإمكانيات المادية والبشرية لعلاج هذا الداء.
وفي سياق متصل، اعتبر الدكتور، أن «الجزائر لم تواجه أي إشكال بخصوص هذا المرض إلى حين ظهور وباء كوفيد_19 ، وإعلان بعض الدول ظهور مرض آخر بأعراض متقاربة من مرض «كواساكي الكلاسيكي»، لتطفوإلى السطح إشاعات ومخاوف جديدة وسط الأولياء والمجتمع عامة...» وفقا لنفس المصدر.
وبخصوص إعلان وسائل إعلام جزائرية عن تسجيل حالات «كواساكي» بالجزائر: عقب قائلا: «وهران لوحدها تحصي سنويا ما بين 20 إلى 30 حالة في المؤسسة الاستشفائية لطب الأطفال، لكن الإشكال المطروح حاليا يكمن في ظهور أعراض أخرى تشبه مرض كواساكي، وذلك بالتزامن مع كوفيد ـ 19، لا تزال محل دراسة عبر الدول التي ظهر فيها».
وعلى ضوء ذلك، دعا مختلف وسائل الإعلام والصحافة المكتوبة والإلكترونية إلى تحري المعلومة بدقة وعدم الخلط بين مرض «كاواساكي» الذي ظهر لأول مرة في اليابان في عام 1967، ويسبب التهابات في الأوعية الدموية لدى الأطفال المصابين به، ومن ناحية أخرى «كواساكي لايك» الذي أبلغت عنه عدة دول، قبل أشهر قليلة، بعد اكتشاف عن حالات أطفال مصابين بمرض التهابي مع أعراض
مشابهة لأعراض مرض كاواساكي الكلاسيكي، ومرتبطة على الأرجح بكوفيد-19، وفق تعبيره.


الإمكانيات متوفرة للتكفل بالكاواساكي «الكلاسيكي»
وعاد نفس المسؤول ليوضح أنّ «متلازمة كاواساكي التي لا تزال أسبابها مجهولة، تصيب عادة الأطفال دون الخامسة وتمس عديد الشرايين في الجسم مع أعراض الحمى والطفح الجلدي وآلام في البطن واضطرابات في الجهاز الهضمي واحمرار اللسان، إضافة إلى تورم الغدد، فيما تكون المضاعفات الأساسية على مستوى القلب..».
وطمأن الأولياء بأنّ المصابين بهذا المرض بطبيعته «الكلاسيكية» يشفون في ظرف ثلاث أسابيع دن علاج، و25 بالمائة منهم يصابون بأمراض القلب في حالة عدم خضوعهم للعلاج.
وأضاف أنّه منذ الدراسات الإستشرافية التي أجراها العالم»كواساكي»، لم يتم معرفة الطبيعة العلمية لمرض الكواساكي «الكلاسيكي»، والذي يتميز بالالتهاب الحاد في عديد الشرايين في الجسم الكبير والصغير والمتوسط، وخاصة المتوسط، ويمس شريحة الأطفال الأقل خمس سنوات.
وفيما كان يعتبر ناذرا قبل ست أشهر، ويظهر خصوصا في الشتاء والربيع، ويمس الذكور أكثر من الإناث، وتختلف نسبة تواجده من بلد لأخرى، فيما ينتشر أكثر في آسيا، وذلك بمعدل 270 حالة في 100 ألف طفل».
وقال إن «أسباب المرض غير مفهومة بدقّة، ولا يزال يصنف في عداد الأمراض النادرة، رغم قدم اكتشافه، إلا أنّ هناك أطفال لهم قابلية وارثية في حالة اتصال مع فيروسات آوبيكتريا أوأجسام أخرى، لم يتم تحديدها لحد الآن ؛ حيث تكون استجابتهم قوية، تعطينا مجموع أعراض كواساكي...»
وإن كانت الأعراض متقاربة بين متلازمة «كاواساكي» والمرض الذي ظهر حاليا، يصرّ مصدرنا على أنهما مرضين مختلفين تماما، باعتبار أنه في حالة الإصابة بكاواساكي «الكلاسيكي»، قد تنتفخ شرايين القلب متسببة في مضاعفات خطيرة، فيما لا تظهر هذه المضاعفات في حالة الإصابة بمرض كوساكي «لايك»،.
وتشترك الأعراض مع المرض الجديد في التهابات اللثة والحلق والطفح الجلدي والحمى، وغيرها من الإصابات التي ربما تكون مرتبطة بفيروس «كورونا» عن تلك التي تظهر مع المصابين بمرض كاواساكي الكلاسيكي» وفقا لنفس المصدر.


المرض المكتشف مؤخرا يتطلب أعلى مستوى في الإنعاش
وأضاف أنه بعد اكتشاف حالات عديدة من المرض الجديد، توصل المختصون إلى أنّ غالبية الأطفال الحاملين لأعراض المرض الجديد الذي تشبه أعراضه «كرونا»، تزيد عن 10 سنوات إلى غاية المراهقة، في حين أن المرض القديم يتسبب في انتفاخ الشرايين التاجية وتظهر بعد أسبوع من الإصابة.
لكن في حالة «كوفيد»، يتعرض المصاب لقصور في عضلة القلب التي تحوله مباشرة للإنعاش، ناهيك عن أعراض أخرى صعبة، لا علاقة لها بالكاواساكي، على غرار الإسهال ومشاكل التخثر وإصابة الكبد، وغيرها من المضاعفات.
وأشار قارة مصطفى سليم، الأمين العام لجمعية طب الأطفال للغرب إلى أنّ أغلب الحالات التي ظهرت في عديد دول العالم، مرتبطة بالفيروس «المستجد»، سواء كانت حالات إيجابية أولهم اتصال مع المصابين بـ»كوفيد»، فيما تظهر الأعراض عليهم بعد شهر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19876

العدد 19876

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025