الاكتظاظ يفرض نفسه بوهران

الاستهتار بالإجراءات الاحترازية.. السبب الرئيس في ارتفاع العدوى

براهمية مسعودة

تواصل وهران تسجيل أرقام قياسية في الإصابات والوفيات، الناتجة عن فيروس»كورونا» المستجد، المسبب لمرض «كوفيد 19»، وسط تضارب في الآراء حول «فاعلية» الإجراءات المستحدثة لمواجهة الموجة الجديدة، جراء حالة اللامبالاة المسجلّة تجاه هذا «الوباء»، رغم مرور نحو 10 أشهر عن ظهوره بالجزائر.
 تسعى ثاني أكبر مدن الجزائر جاهدة لتضييق الخناق على «الفيروس» باعتماد إجراءات وقائية، ترتكز أساسا على التطبيق الصارم للتدابير الجديدة المتعلقة بتعديل أوقات الحجر الجزئي المنزلي من الساعة الثامنة مساء إلى غاية الخامسة من صباح اليوم الموالي، مع غلق المحلات التي تمارس الأنشطة التجارية، بداية من الثالثة زوالا، وذلك بالموازاة مع إجراءات أخرى، يجري تحيينها دوريا، بحسب تطور الوضعية الوبائية.
ولا يزال العديد من المواطنين يرفضون الالتزام كليا بالإجراءات الوقائية الصحية المتفق عليها، حسبما سجله جميع الفاعلين في محاربة «الفيروس التاجي المستجد لعام 2019.
وهو ما سجلته «الشعب ويكاند» خلال فترة الحجر الجزئي ببلدية الكرمة التابعة لدائرة السانية، فبالرغم من دوريات الشرطة والدرك الوطني التي تقوم بواجبها كاملا، يتجمع عديد الشباب بمداخل منازلهم وبمواقع معزولة دون وعي منهم بخطورة الوضع، فيما تجتهد فئات أخرى لتطبيق إجراءات الوقاية، تفاديا لانتشار العدوى، وحفاظا على أرواح الناس.
وقد اشتكى سكان حي الآمال وغيرهم من المناطق البعيدة عن مقر البلدية، ظاهرة التجمعات الشبانية خلال فترة الحجر الجزئي، ناهيك عن حفلات الزفاف ومراسم الدفن والعزاء، وغيرها من المناسبات التي تقام دون أدنى مراعاة لإرشادات الوقاية بما فيها ﺗﺠﻨﺐ اﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ واﻟﻌﻨﺎق وارتداء الكمامة والتباعد الجسدي.
وحمّلت مصادرنا هذه الفئة من المجتمع المسؤولية بالكامل، مطالبين الجهات الأمنية بالحزم في التعامل مع المتجاوزين للحجر الصحي وحضر التجوال، حفاظا على صحة السكان في المنطقة المعروفة بارتفاع أعداد مرضى الحساسية، باعتبارهم الفئة الأكثر تأثرا بالوباء الجديد، وفق ما أشير إليه.
وقد تعدّدت هذه الظواهر السلبية في مختلف بلديات الولاية الحضارية والريفية، حيث لا يزال الاكتظاظ يفرض نفسه بقوة، ولاسيما بالأسواق ومحلات بيع الخضر والفواكه والمواد الغذائية، وأكثر من ذلك تتواصل التجارة الفوضوية لتفرض منطقها في ظل الإقبال المتزايد من المواطنين عليها.

مطالب بتشديد الرقابة والعقوبات

 أمام هذه الخروق والتراخي، أوضح الدكتور بوخاري يوسف، رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان، أن «الاستهتار بالإجراءات الاحترازية، هي السبب الرئيسي في ارتفاع العدوى، ولاسيما بوسائل النقل الجماعي».
وأضاف نفس المسؤول في تصريح لـ «الشعب ويكاند» أنّ «التحسيس والتوعية والسلوكيات الفردية من بين المداخل الأساسية لمواجهة الوباء»، مشدّدا في الوقت نفسه على ضرورة فرض حزمة إضافية من العقوبات على المخالفين للإجراءات الوقائية.
وقد ثمّن عضو المكتب التنفيذي لجمعية «شباب الباهية»، بن عامر، التدابير الجديدة التي أقرتها الحكومة مؤخرا، مع مراعاة الوضعية الصحية بكل ولاية، مندّدا في الوقت نفسه بما أسماه بـ «العبث» واللامبالاة تجاه الإجراءات الاحترازية، الواجب التقيد بها حماية لصحة الفرد والمجتمع.
ودعا محدّثونا جميع المواطنين إلى احترام هذه التدابير والالتزام بـ «عزلة صحية» في منازلهم كإجراء وقائي ضروري للحد من انتشار هذا الفيروس الشديد العدوى، بما يخدم المصلحة العامة للشعب الجزائري.
من جانبها، اعتبرت الصحافية والكاتبة نادية بوخلاط، أنّ «عودة الحجر الصحي، أضحى أكثر من ضرورة، بعد الارتفاع الكبير لمعدلات الإصابة والتكاليف الاقتصادية لهذه الجائحة...».
وأكّدت بوخلاط أنّه «الحل الوحيد الذي سيسمح بتفادي كارثة وبائية، خاصة إذا علمنا بأن هناك غياب تام للوعي لدى المواطن وعدم إدراكه لخطورة هذا الوباء الفتاك الذي أضحى يحصد الأرواح بلا هوادة».

تعزيز ثقافة التبليغ

 على ضوء ذلك، شدّد محافظ الشرطة، عريوة سليمان، رئيس خلية الاتصال والعلاقات للمديرية الوطني بوهران على أهمية تعزيز ثقافة التبليغ عن كل الممارسات غير الشرعية أو التجاوزات التي تخترق الإجراءات الاحترازية في مواجهة «كورونا».
كما نوّه المسؤول الأمني بروح المسؤولية والحس المدني والتضامن لمواجهة هذه الجائحة من خلال ثقافة التبليغ التي أضحى يتحلى بها المواطن، لاسيما في مجال التبليغ على تجاوزات التجار، بما فيها احتكار السلع ورفع الأسعار، وهذا تنفيذا لتعليمات السلطات العليا.
وأوضح عريوة بهذا الخصوص بأن مديرية الأمن لوهران تضع أرقامها ومواقعها الإلكترونية للتبليغ عن أي ممارسات غير شرعية، أو تجاوزات للخرق الصحي، وذلك لتتمكن الجهات المعنية من التدخل بالسرعة المطلوبة، وردع كل من تخول له نفسه إحداث أي نوع من الاضطرابات خلال هذه الفترة الحساسة


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024