أعرب رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، عن بالغ حرصه على التكفل بمتطلبات التنمية المحلية، وتكريس أنماط عمل حديثة في الجزائر، التي تمكنت من إرساء معالم جديدة للحوكمة قائمة على الإنصاف التنموي والصّرامة في تسيير المال العام.
قال الخبير الدولي في الاقتصاد والمالية، البروفيسور جمعة نبيل، في قراءة لمضمون خطاب رئيس الجمهورية خلال لقاء الحكومة مع الولاة، إن النقاط البارزة فيه تعلقت أساسا بالتكفل بمتطلبات التنمية المحلية وجعلها أولوية وطنية كبرى، مبرزا أهمية هذا الاجتماع المهم والهام، كونه منصة لتحقيق التغيير الملموس في كافة مناطق الوطن.
وأكد جمعة في اتصال مع “الشعب”، أن الرئيس تبون أشار في كلمته إلى إرساء معالم جديدة للحوكمة في البلاد، من خلال التأكيد على تبنِّي الحوكمة الرشيدة المبنية على الإنصاف التنموي والصّرامة في متابعة المالية العمومية، وذلك بهدف ضمان العدالة في توزيع الموارد وتجنُّب سوء استخدام المال العام. كما طلب تكريس أنماط عمل حديثة، في تلميح منه إلى أهمية الانتقال إلى أساليب عمل متطورة وعصرية ومبتكرة لتحسين الأداء الإداري والتنظيمي عن طريق الرقمنة والديجيتال.
وبخصوص حديثه عن قانوني البلدية والولاية، أبرز رئيس الجمهورية ضرورة إصلاحهما عبر تشكيل لجنة خبراء مضطلعة بتحضير المشروعين من أجل القضاء على العوائق البيروقراطية، وهذا بغرض جعل المؤسسات العمومية المحلية ركيزة أساسية للدفع بعجلة التنمية الوطنية، وكذا تعزيز الديمقراطية التشاركية واستقلالية اتخاذ القرارات بمنح صلاحيات أوسع للمنتخبين المحليين والولائيين من طرف الشعب.
وأفاد جمعة في سياق كلامه، أن أهداف الخطاب الرئاسي اِنصبَّت على تحفيز الولاة والمسؤولين المحليين على تحمل مسؤولياتهم لتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة، وتقوية اللامركزية من خلال إصلاح القوانين والنصوص وتوسيع صلاحيات المنتخبين المحليين، فضلا عن الارتكاز على الشفافية والمساءلة في تسيير المال العام ومشاريع التنمية المحلية، وتحديث أداء الإدارة الجوارية بأنماط عمل مبتكرة لمواكبة التحديات الراهنة والمستقبلية.
إلى ذلك، توقّع المصدر ذاته، تنفيذ الإصلاحات المُعلنة وتلك التي أشار إليها رئيس الجمهورية في خطابه، وترجمتها إلى أفعال ميدانية ستواجه أحياناً مقاومة بيروقراطية، مع ترقية أداء المنتخبين المحليين بما يضمن قدرتهم على استغلال الصلاحيات الجديدة بكفاءة، ناهيك عن توفير موارد كافية لدعم المشاريع التنموية في البلديات والولايات.
وفي ما تعلق بالآفاق المستقبلية، فإنه إذا ما جرى تنفيذ ما ورد في خطاب الرئيس تبون بفعالية، قد تشهد الجزائر نقلة نوعية في التنمية المحلية، وستُرسّخ ثقة المواطنين في مؤسساتها المحلية، وبالتالي تقليص الفجوة التنموية بين مختلف المناطق والأقاليم بربوع الوطن الفسيح، يضيف الخبير الدولي في الاقتصاد والمالية، البروفيسور جمعة نبيل.