أكّد البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية، أنّ وزارة الصحة باشرت تنفيذ خطة صيفية متكاملة، تستند إلى إجراءات استباقية وتنسيق مؤسّساتي واسع النطاق، لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة وتزايد المخاطر الصحية الموسمية.
وأوضح أنّ الوزير عبد الحق سايحي ترأس اجتماعًا تنسيقيًا مع مسؤولي القطاع لوضع برنامج خاص بالصيف، يتم من خلاله تعزيز الجاهزية واليقظة الصحية، وتفعيل التنسيق بين المصالح المركزية والمحلية.
وأكّد بوعمرة ضمن برنامج “ضيف الصباح” للقناة الإذاعية الأولى أنّ الأولويات الصحية في هذه المرحلة هي الوقاية من التسمّمات الغذائية، إذ أشار إلى تكثيف الرقابة على المطاعم والمحال التي تقدم أطعمة بكميات كبيرة، مع تنظيم حملات تحسيسية تستهدف العاملين في مجال تحضير وتوزيع الأغذية، تكون الإذاعات المحلية مساهمة فيها بتعليمات من وزير الصحة. كما شدّد على أهمية الالتزام بالنظافة وسلسلة التبريد واستخدام أدوات تنظيف ذات جودة وصلاحية مؤكّدة.
وفي سياق متصل، شدّد بوعمرة على الدور المحوري للتربية الصحية في ترسيخ ثقافة التغذية السليمة منذ سنّ الطفولة، مؤكّدًا أنّ “التحسيس مهم، لكن التربية الصحية هي الأهم لأنها تخلق سلوكًا دائمًا”. وأضاف أن برامج تكوينية وتربوية أُطلقت بالشراكة مع المؤسّسات التربوية لتعليم الأطفال العادات الغذائية السليمة، مثل تقليل استهلاك السكر وتجنّب الأطعمة السريعة.
كما تطرّق المسؤول إلى الجهود المبذولة لمحاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه والحشرات، خصوصًا في المناطق الجنوبية. وأشار إلى حملات الرش ومرافقة المصالح البيئية في الولايات المعرضة لخطر الملاريا، إلى جانب تفعيل اللجان المحلية تحت إشراف الولاة، وتفعيل دور اللجنة الوطنية للوقاية من الأمراض المتنقلة. كما استعرض بوعمرة مؤشّرات إيجابية أبرزها انخفاض معدل الإصابة بحمى التيفوئيد إلى 0.4 لكل 100 ألف نسمة، لكنه شدّد في المقابل على ضرورة مواصلة اليقظة وتعزيز القدرات الوقائية قائلاً: “التقدم لا يعني التراخي”.