منشآت تربوية جديدة عبر جميع ولايات الوطن..

التعليــم.. رهـان التنمية المستدامة

محمود عامر/وأج

يستعد قطاع التربية الوطنية لاستقبال الدخول المدرسي الجديد 2025-2026، في أجواء تعكس ديناميكية ميدانية لافتة على مستوى الهياكل والمنشآت، حيث ستتدعّم ولايات الوطن بمنشآت تربوية جديدة، ما يعكس جهود الدولة المستمرة في الاستثمار في التعليم كخيار استراتيجي يضمن مستقبل الأجيال.

في ولاية الشلف، على سبيل المثال، أعلنت مديرية التجهيزات العمومية عن استلام أربع مؤسّسات جديدة ستفتح أبوابها للتلاميذ مع انطلاق الموسم الدراسي في 21 سبتمبر المقبل. وتشمل هذه الهياكل متوسّطتين بحيي الكفافسة ولالة عودة ببلدية الشلف، إضافة إلى ثانويّتين بكل من وادي سلي ومصدق.
وتأتي هذه الإضافات في وقت يتواصل إنجاز خمس مؤسّسات أخرى في الطورين المتوسّط والثانوي عبر بلديات بوقادير والشلف ووادي سلي وسيدي عكاشة، ينتظر استلامها مع نهاية العام الجاري، وقد شدّدت السلطات الولائية على أهمية احترام آجال الإنجاز، حيث يقوم الأمين العام للولاية، محمد صابر، رفقة المجلس التنفيذي الولائي، بزيارات ميدانية دورية لمتابعة الأشغال وتقييم مستوى التجهيز، في مسعى واضح لضمان دخول مدرسي سلس وخالٍ من العراقيل.
ولا تختلف ولاية عنابة، فقد كشف رئيس مصلحة البرمجة والمتابعة بمديرية التربية، رضوان علي راشدي، عن استلام 11 مؤسسة جديدة خلال الدخول المدرسي المقبل، موزّعة على سبع ابتدائيات، وثلاث متوسّطات، وثانوية واحدة، وتتوزّع هذه المؤسّسات على بلديات البوني ووادي العنب وسيدي عمار وسرايدي، وهو ما من شأنه أن يخفّف الضغط على المؤسسات القائمة، خاصة بالمناطق العمرانية الجديدة التي تشهد تزايدًا سكانيًا ملحوظًا.
وبالتوازي مع ذلك، تمت برمجة إنجاز ثانويتين إضافيتين في القطب الحضري المندمج “القنطرة” التابع لبلدية سيدي عمار، لمواكبة التوسّع العمراني وضمان توزيع متوازن للهياكل التربوية.

استثمـار فـي المستقبـل..

 تأتي هذه المشاريع في سياق وطني أشمل، يعكس إصرار الدولة على جعل المدرسة فضاءً جامعًا للتكوين والبناء القيمي والمعرفي. فالإستثمار في البنية التحتية للتعليم ليس مجرّد إضافة جدران وأقسام، بل هو تعبير عن إرادة سياسية حقيقية لتكريس مبدأ تكافؤ الفرص وضمان ظروف تعليمية متكافئة بين مختلف البلديات، سواء في المناطق الحضرية أو القرى النائية.
وتبرز أهمية هذه الهياكل الجديدة في أنها تُسهم مباشرة في التخفيف من ظاهرة الاكتظاظ، التي لطالما اشتكى منها أولياء التلاميذ، حيث أنّ بعض الأقسام في السنوات الماضية تجاوزت 40 تلميذًا، ما انعكس على جودة التكوين والتحصيل الدراسي، ومع استلام هذه المؤسّسات الجديدة، يُتوقّع أن يتحسّن توزيع التلاميذ، بما يسمح للأساتذة بأداء مهامهم في ظروف بيداغوجية أكثر ملاءمة.

التعليـم.. رهـان التنميـة

  إنّ ما تشهده ولايات الوطن من حركية على مستوى ورشات إنجاز المؤسّسات التعليمية، ليس معزولًا عن التوجه الوطني الرامي إلى جعل التربية قاطرة للتنمية، فالتعليم هو العمود الفقري لأي نهضة مجتمعية، والاستثمار فيه اليوم هو استثمار في رأس المال البشري، الذي سيحمل على عاتقه مسؤولية بناء الجزائر الجديدة.
وفي هذا الإطار، يمكن قراءة هذه الإنجازات أيضًا في ضوء التحديات الاجتماعية والديموغرافية التي تعرفها الجزائر. فالنمو السكاني، والتوسّع العمراني، وغيرهما، عوامل تفرض مضاعفة الجهود لتوفير مقاعد بيداغوجية جديدة وهياكل مدرسية حديثة، تستجيب لتطلّعات الأجيال الصاعدة.

دخــول مدرسـي فـي أفـق جديــد

 مع العد التنازلي لانطلاق الموسم الدراسي، يترقب أولياء التلاميذ والتلاميذ أنفسهم، الدخول إلى هذه المؤسّسات الجديدة التي ستكون مجهّزة بكل المستلزمات الضرورية لاستقبال التلاميذ في أجواء تنظيمية وتربوية محكمة. وهو ما يجعل الدخول المدرسي المقبل مناسبة تعكس جدية السلطات العليا في الوفاء بالتزاماتها تجاه المدرسة الجزائرية، باعتبارها أساس بناء المجتمع وصمام أمانه.
وبينما تستعد الطواقم التربوية والإدارية لاستقبال الموسم الجديد، تبقى هذه المشاريع التربوية عنوانا لجزائر تسير بخطى ثابتة نحو تكريس تعليم نوعي، أكثر عدالة ونجاعة، وأقدر على مواجهة التحديات المستقبلية

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19856

العدد 19856

السبت 23 أوث 2025
العدد 19855

العدد 19855

الخميس 21 أوث 2025
العدد 19854

العدد 19854

الأربعاء 20 أوث 2025
العدد 19853

العدد 19853

الثلاثاء 19 أوث 2025