دعم السّوق الوطنية ومكافحة المضاربة..بولنوار لـ “الشعب”:

مستلزمات مدرسية بأسعــار معقولــة وجـودة عاليـة

خالدة بن تركي

 تقليل عدد الوسطاء وتخفيض تكاليف التّوزيع

أشادت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين بالقرارات التي أعلنتها وزارة التجارة، خاصة تلك المتعلقة بتنظيم معارض الأدوات المدرسية، وتسهيل البيع المباشر بين المنتجين وتجار التجزئة، واعتبرت أنّ هذه الخطوات ستسهم في توفير المستلزمات المدرسية بأسعار معقولة وجودة عالية، ممّا يساعد الأسر على تعزيز القدرة الشرائية.

 أكّدت الجمعية على لسان رئيسها الحاج طاهر بولنوار لـ “الشعب”، أنّ مثل هذه المبادرات من شأنها دعم السوق الوطنية والحد من المضاربة، لأنّها تقلّل عدد الوسطاء وتخفض تكاليف التوزيع، وهو ما ينعكس إيجابًا على الأسعار النهائية، كما شدّدت على أهمية متابعة تنفيذ هذه القرارات ميدانيًا لضمان وصول الفائدة الحقيقية إلى المستهلك.
وأوضح بولنوار أنّ الدخول المدرسي يعد فترة يرتفع فيها الطلب على الأدوات واللوازم المدرسية، ممّا يؤدّي أحيانًا إلى زيادة الأسعار، ولهذا يرى أنّ قرارات وزارة التجارة جاءت في وقت مناسب لضبط السوق وتخفيف الأعباء عن الأولياء، من خلال تشجيع البيع المباشر وتقليص عدد الوسطاء، بما يضمن وفرة السلع واستقرار الأسعار لصالح المواطن.
وصرّح في السياق ذاته، أنّ البيع المباشر مهم لأنه يسمح للأولياء باقتناء الأدوات المدرسية بسعر مناسب دون زيادات غير مبررة، معتبرًا أن هذه الطريقة تساعد العائلات على تخفيف مصاريف الدخول المدرسي، وتضمن لهم الحصول على سلع متنوعة ومتوفرة في كل مكان، كما أنّ البيع المباشر يعزّز الثقة بين التاجر والمواطن، ويشجع على المنافسة التي تصب في مصلحة المستهلك.
وأضاف أنّ الموسم الدراسي الحالي سيشهد استقرارًا ووفرة بفضل عاملين أساسيين هما زيادة الإنتاج الوطني وتحسن الصناعة المحلية، التي عرفت ارتفاعًا ملحوظًا في حجم الإنتاج، إلى جانب تحسن واضح في الجودة، وهو ما انعكس على توفر العديد من المستلزمات المدرسية المصنوعة محليًا مثل الأوراق الملمترية والشفافة، العجينة، الأقلام والكراريس.
كما أوضح المتحدث أنّه، إلى جانب الإنتاج الوطني، تمّ استيراد كميات إضافية من الأدوات المدرسية بعد سماح الحكومة بذلك منذ عدة أشهر، وهو ما ساعد على تعزيز العرض في السوق، وتغطية الطلب المتزايد مع اقتراب الدخول المدرسي.
وقال الحاج طاهر: “لقد ارتفع إنتاج المآزر بشكل كبير هذا العام، بعدما كنّا نستورد أكثر من نصف الكميات في السنوات الماضية. واليوم، بفضل ورشات الخياطة المحلية المتخصّصة، تمكنّا من تغطية نحو 80 بالمائة من حاجيات السوق الوطنية، وهو ما سمح بتقليص الاستيراد وتوفير أسعار مناسبة للأولياء. كما أن هذا التطور يشجع الصناعة المحلية ويوفر مناصب شغل جديدة، ممّا يخفف الأعباء عن القدرة الشرائية للمواطنين”.

آفـاق جديـدة

 وأشار بولنوار إلى أنّ النّشاط المتزايد الذي تعرفه القطاعات الصناعية في البلاد ساعد على رفع مستوى الإنتاج، وتشجيع المؤسسات المحلية على العمل أكثر لتغطية احتياجات السوق الوطنية، مؤكّدًا أن هذه الخطوة تمثّل مرحلة أساسية قبل التوجه نحو فتح آفاق جديدة نحو الأسواق الخارجية، وهو ما من شأنه المساهمة في تعزيز مكانة المنتج الوطني ودعم الاقتصاد.
أما بخصوص الأسعار، فقد أوضح أنّ الوزارة شدّدت على ضرورة تشجيع تنظيم معارض محلية وجوارية بالتنسيق مع غرف التجارة والصناعة عبر مختلف الولايات، وتكمن أهمية هذه المعارض في ضمان وفرة الأدوات واستقرار الأسعار، بل وحتى انخفاضها مقارنة بالسنة الماضية، خاصة بالنسبة للمنتجات المحلية.
كما أضاف أنّ الوزارة تتابع الأسواق يوميًا من أجل تحقيق التوازن بين العرض والطلب، مع تشديد الرقابة على المحلات لمنع أي استغلال أو زيادات غير مبررة في الأسعار، مؤكّدا أنّها تركّز أيضًا على دعم الورشات والمصانع الصغيرة المنتجة للأدوات المدرسية، باعتبارها توفر سلعًا محلية بأسعار مناسبة وجودة جيدة، وهو ما يساعد العائلات ويقوّي الإنتاج الوطني.
ودعا رئيس الجمعية إلى ضرورة تنظيم معارض للمستلزمات المدرسية في كل دائرة، وإن أمكن في كل بلدية، حتى تكون قريبة من المواطنين وتسمح لهم باقتناء حاجيات أبنائهم بسهولة، مبرزًا أن تقريب هذه الفضاءات من العائلات يختصر عناء التنقل والبحث، خاصة بالنسبة للأسر المقيمة في المناطق البعيدة أو الريفية.
كما أكّد أنّ هذه المعارض تتيح فرصة للأولياء لاقتناء الأدوات بأسعار تنافسية ومعقولة، ممّا يساعدهم على مواجهة المصاريف المتزايدة مع الدخول المدرسي، مضيفًا أن تنوع السلع وجودتها داخل هذه الفضاءات يخلق جوًا من المنافسة بين العارضين، وهو ما ينعكس إيجابًا على السوق من خلال توفير خيارات واسعة وبأسعار أقل.

تعزيـــز الثّقــة فـــي المنتــوج المحلــي

 وأشار أيضًا إلى أنّ المعارض ليست مجرد فضاءات للبيع، بل لها دور اقتصادي واجتماعي مهم، فهي تشجّع المنتجين المحليين والحرفيين على عرض منتجاتهم، وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتسويق، كما تساهم في دعم الصناعة الوطنية وتقليص الاعتماد على المنتجات المستوردة، ممّا يساعد على تنشيط الحركة التجارية، ويعزّز الثقة في المنتوج المحلي.
وطمأن الحاج طاهر المواطنين بأنّ الأدوات المدرسية متوفرة بكميات كافية تغطي احتياجات السوق خلال الدخول المدرسي، مؤكدًا أن الأسعار تبقى مستقرة وفي متناول الجميع بفضل المنافسة بين التجار وتعدّد العروض المطروحة، موضّحًا أن هذا التنوع يساهم في خلق توازن بالسوق، ويمنع أي زيادات غير مبررة، وهو ما يخفف العبء عن الأولياء، ويمنحهم حرية أكبر في اختيار المستلزمات المناسبة لأبنائهم.
واختتم بالإشارة إلى أنّ وزارة التجارة كان لها دور مهم في ضمان هذا الاستقرار، من خلال الإجراءات الرقابية التي اتخذتها والمتابعة المستمرة لحركة السوق، مؤكّدا أن القرارات الأخيرة تساعد على تعزيز وفرة السلع وتشجيع البيع المباشر، وهو ما ينعكس إيجابًا على القدرة الشرائية للمواطن.
للإشارة، فإنّ وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، الطيب زيتوني، أسدى توجيهات، أمس الأول، تقضي بالترخيص لمنتجي ومستوردي المستلزمات المدرسية بالقيام بعمليات البيع المباشر لتجار التجزئة، بغرض تقليص حلقات الوساطة وخفض تكاليف التوزيع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19859

العدد 19859

الثلاثاء 26 أوث 2025
العدد 19858

العدد 19858

الإثنين 25 أوث 2025
العدد 19857

العدد 19857

الأحد 24 أوث 2025
العدد 19856

العدد 19856

السبت 23 أوث 2025