عشية انعقاد قمة الطاقة في الجزائر

حرب إعلامية خفية تعكس تأثير الكواليس على سعر النفط

حكيم بوغرارة

تعرف مختلف وسائل الإعلام العالمية حربا خفية، عشية انعقاد منتدى الطاقة بالجزائر والاجتماع غير الرسمي لمنظمة “أوبيك” حيث تسعى كل دولة وفقا لمصالحها التأثير على اجتماع الجزائر.
وسائل الإعلام الجزائرية التي تمكنت من جلب اهتمام الرأي العام العالمي نحو م الجزائر وأحدثت من خلال محاورتها لمختلف الفاعلين في قطاع الطاقة و نشر كل صغيرة وكبيرة لها علاقة منتدى الجزائر خاصة التقارب الروسي السعودي، و سعي إيران للعب دور ايجابي لكبح انخفاض أسعار النفط والتقارب مع الجزائر وموسكو للخروج بأرضية اتفاق ايجابية قبل القمة الرسمية نهاية نوفمبر الداخل.
كانت مختلف وسائل الإعلام الجزائرية مرجعا مهما لمختلف المواقع الاقتصادية العالمية والعديد من وكالات الأنباء لنقل آراء وتوقعات منتدى الطاقة  حيث تحدثت عن الحوار الذي أجرته وكالة الأنباء الجزائرية مع وزير الطاقة بوطرفة وأمله في أن تخرج قمة الجزائر بقرار براعي المنتجين والمستوردين.
كما ركزت مختلف وسائل الإعلام عن دور الدبلوماسية الجزائرية في حشد الدول المنتجة للمجيء للجزائر وتباحثها حول سيل إنقاذ أسواق النفط من الانهيار بعد أن تراجع سعر النفط بأكثر من 50 في المائة في ظرف سنتين.
وتعود الجهود الجزائرية منذ أكثر من سنة عندا أوفد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ممثلين عنه للعديد من العواصم لتحضير قمة الجزائر والتنبيه بخطورة تراجع أسعار النفط وتأثيرها على مشاريع التنموية للشعوب.
وكالة الأنباء الكويتية تتفاءل بقمة الجزائر  
اهتمت وكالة الأنباء الكويتية بالمشاورات  بين الجزائر والكويت لإنجاح منتدى  الطاقة، وأشادت بدور بلادنا وجهودها في استقرار سوق المحروقات .وركزت الوكالة  في هذا المجال على لقاء وزير الطاقة نور الدين بوطرفة مع السفير الكويتي ، و أكدت حضور الكويت بوفد رفيع وحرصها  الدائم على المشاركة الفاعلة في الملتقيات المهمة ولاسيما منتدى الطاقة الدولي من اجل تعزيز التعاون المشترك الذي يخدم تطلعات وأهداف الجميع.
وأعرب السفير الشبو عقب لقائه وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة عن الأمل في أن يسفر المنتدى المهم عن نتائج “طيبة” تسهم في تعزيز ودعم التعاون في مجالات النفط والغاز بين الدول المشاركة وتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية.
وذكر أن دولة الكويت ستشارك في المنتدى بوفد يرأسه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية ووزير النفط بالوكالة أنس الصالح مشددا في هذا الصدد على أهمية منتدى الطاقة الدولي المقرر أن تستضيفه الجزائر غدا وبعد غدا المقبل بمشاركة الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وخارجها.
وأكد الشبو متانة العلاقات التي تجمع بين الكويت والجزائر وسعيهما المشترك لتطويرها في شتى المجالات لاسيما النفطية، موضحا أن مباحثاته مع الوزير الجزائري تركزت على عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك ومنها موضوع الطاقة وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال.
وأعرب السفير الشبو عن ارتياحه لمستوى العلاقات “المتميزة” بين البلدين اللذين يتطلعان لفتح آفاق أرحب للتعاون الثنائي في مختلف المجالات.
السعودية تفتح باب الترقب
ركزت مختلف وسائل الإعلام السعودية على الاتفاق بين الرياض وموسكو على هامش قمة مجموعة 20 بالصين مؤخرا لضبط أسواق النفط والتوفيق بينهما لسعر نفط ايجابي ،وقد أدى هذا الاتفاق إلى ترقب الموقف السعودي الذي قد يكون ايجابيا لتثبيت الإنتاج في أسوأ الحالات.
واهتمت وسائل الإعلام السعودية بمنتدى  الجزائر حيث أجمعت في معظمها “عن  أهمية عمل الدول المصدرة للنفط الأعضاء في منظمة الأوبك وخارجها على استقرار أسواق النفط “
وتتفاءل العديد من المقالات الاقتصادية من جانب السعودية بالوصول إلى إجماع عن خطة عمل قبل القمة الرسمية حيث أكدت على لسان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح “إن هناك فرصة لعقد اجتماع أثناء المنتدى بين أوبك وكبار المصدرين غير الأعضاء بالمنظمة لمناقشة الوضع في السوق وأي إجراء محتمل قد يكون ضروريا لجلب الاستقرار في أسعار النفط.
ايران تمنح بصيص الأمل
تحدثت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء نقلاً عن مصدر مطلع في وزارة النفط الإيرانية عن لقاء ثنائي يجمع وزيرا النفط الإيراني بيجن زنغنة و السعودي خالد الفالح على هامش الاجتماع غير الرسمي لأوبيك في الجزائر.
ونقلت الوكالة المذكورة عن مصدر مطلّع في وزارة النفط الإيرانية أن نظرة إيران لسوق وصناعة النفط ليست نظرة سياسية و طهران لا تستخدم النفط ورقة سياسية، وذكّر المسؤول الإيراني في هذا الصدد أن بلاده تدعم أي خطوة تعيد الاستقرار إلى سوق النفط.
واهتمت وكالة “مهر” الايرانية بمواقف الجزائر من خلال نقل تصريحات وزير الطاقة نورالدين بوطرفة الذي عبر عن تفاؤله بنجاح اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبيك) المقرر في الجزائر هذا الاربعاء ، مؤكداً أن هذا الاجتماع يجب أن يصل إلى “حل ايجابي” لاستقرار السوق.
وسائل الإعلام الغربية والحرب المضادة
ركزت وسائل الإعلام الغربية على منتدى الجزائر للطاقة من خلال الترويج لدراسات وسبر آراء تتقاطع في فشل قمة الجزائر المسبق من خلال محاولة تأويل العديد من التصريحات خاصة تلك المتعلقة بالسعودية وإيران لإشعال نار الفتنة وتعطيل لقاء الجزائر. واهتمت رويترز بالأزمات التي تمر بها الدول النفطية وعلى رأسها فنزويلا وقالت بان كراكاس تعمل على انجاح قمة الجزائر بكل ما أوتيت من قوة حيث نقلت تصريح وزير النفط الفنزويلي على هامش قمة عدم الانحياز الذي قال” نعمل على  وحشد التأييد لاتفاق عالمي لتعزيز أسعار الخام في اجتماع مقرر بالجزائر هذا الشهر. ونقلت وكالة رويترز البريطانية عن الوزير الفنزويلي ديل بينو “سوف نستغل بوضوح هذا الاجتماع لبناء توافق في الآراء”
وقال الوزير في تصريحات “محور التوافق في الآراء هو (اجتماع) الجزائر حيث نأمل أن نصل إلى اتفاقات هامة من أجل سعر عادل للبترول تسعى إليه جميع الدول المنتجة.” وقال الخبير في النفط نيقولا ساركيز في نقاش لفرانس 24 عن صعوبة التوافق في لقاء الجزائر لتثبيت الإنتاج بالنظر للخلافات السياسية والوضع الاقتصادي الهش للعديد من الدول التي كانت معروفة بارتفاع نسب النمو الاقتصادي.
كما اصدر صندوق النقد الدولي بيانات تدور حول عدم قدرة الدول على رفع أسعار النفط في الوقت الراهن مع إطلاقها مؤشرات مغرضة ضد العديد من الدول تتحدث عن استنزاف احتياطات الصرف وتراجع نسب النمو للتأثير على السوق النفطية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19876

العدد 19876

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025