بوطرفة عشية المنتدى الدولي للطاقة واجتماع “أوبيك”

59 دولة أكدت مشاركتها في اجتماع الجزائر

فريال بوشوية

توافق بين الحضور على مبدإ استقرار سوق النفط

جزم وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، أمس، بأن اجتماع منتدى الطاقة الدولي واجتماع “أوبيك” غير الرسمي المقررين الثلاثاء والأربعاء بالجزائر، سيكونان ناجحين بوضع إطار اتفاق، أو اتفاق نهائي في حال قررت الدول الأعضاء إضفاء الطابع الرسمي على اللقاء، بتصنيف اجتماع استثنائي، واستند في طرحه إلى التوافق حول مبدأ استقرار السوق، وتأثير الوضع الراهن سلبا على الاستثمار والاستكشاف الذي يلوح بشبح ندرة الذهب الأسود.
قال بوطرفة أنه لا خيار بديل عن استقرار سوق النفط، لتلافي شبح الندرة وما يتبعها من ارتفاع كبير في الأسعار، ما يزيد من تأزم الوضع، والأمر يتوقف على اتخاذ قرارات حاسمة تخص الصيغ المطروحة لتستقر أسعار النفط في حدود ٥٠ دولارا على الأقل، ما يحول دون توقف الاستثمار ومشاريع الاستكشاف، وفتح قوسا في هذا السياق ليؤكد أنه بالنسبة للجزائر، فان “سوناطراك” ماضية في برنامجها الاستثماري لحد الآن.

مشاركة قوية وقرارات حاسمة

توقف بوطرفة مطولا عند طابع اجتماع الدول الأعضاء في منظمة “أوبيك”، الذي تحتضنه الجزائر الأربعاء يسبقه باجتماع المنتدى الدولي للطاقة الذي يعقد الثلاثاء وتأكدت مشاركة ٥٩ دولة فيه إلى غاية أمس، لافتا إلى أن الاجتماع غير رسمي، إلا أنه لا شيء يمنع من أن يصبح كذلك، بقرار من رئيس المنظمة الذي يرأس الأشغال، وفق ما ينص عليه القانون الداخلي للمنظمة، ليصبح اجتماعا استثنائيا أي رسمي.
وحرص المسؤول الأول على قطاع الطاقة، خلال ندوة صحفية نشطها صباح أمس بمقر الوزارة، التذكير بأن قرار انعقاد الاجتماع بالجزائر اتخذ في العام ٢٠١٤، وأن الحدث بالغ الأهمية، بقرار من رئيس منظمة “أوبيك”، وكل أعضائها وافقوا على المشاركة، مفيدا أن الاجتماعات متعددة بينها الدورية والاستثنائية والتشاورية غير الرسمية مثلما هو الشأن بالنسبة لاجتماع الجزائر.
وفي السياق، نبه بوطرفة، إلى أن الاجتماع عندما يعقد - مهما كان الطابع الذي يكتسيه - يتناول في كل الأحوال إشكالية تطرح للمعالجة، بمعنى آخر أن الطابع الرسمي لا يفقد اللقاء باعتباره حدثا قياسا للسياق الذي يعقد فيه  والأهمية البالغة التي يكتسيها.
بوطرفة الذي اختار التفاؤل تارة والجرأة ممزوجة بالثقة تارة أخرى في الطرح، ذهب الى ابعد من ذلك، بالتأكيد بكل حزم بأن “لا اجتماع يعقد من أجل الاجتماع، وإنما لتدارس إشكالية معينة”، تتعلق فيما يخص اجتماع الجزائر بوضع السوق، وخلاله تطرح الدول الأعضاء رؤاها، وتقرر، ولان الاجتماع والأعضاء لهم القرار فلا شيء يمنع أن يأخذ طابعا استثنائيا.

تدني الأسعار يهدد الاستكشاف والاستثمار على المدى المتوسط

في معرض رده على أسئلة الصحافيين الحاضرين بقوة عن وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية بخصوص مقترحات الجزائر والدول الأعضاء، والخيارات المطروحة من تجميد أو تقليص الإنتاج، حرص وزير الطاقة على التوضيح بأن مهما قبل قبل الاجتماع، فإنه لا يمكن التكهن بأي شيء في هذا الخصوص، لكن الأمر الأكيد بالمقابل أن كل الدول وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وإيران وروسيا تلتقي في نقطة هامة وأساسية، تتعلق بضرورة استقرار سوق الذهب الأسود كأولوية الأولويات.
ومن هذا المنطلق فإن اجتماع الجزائر، والذي سيكون ناجحا في كل الأحوال، لتأكيد كل الدول مشاركتها، ونظرا للنية الموجودة لبحث صيغ استقرار السوق النفطية، سيتوج على الأرجح إما بالخطوط العريضة لاتفاق ترسم في اجتماع نوفمبر القادم، أو باتفاق نهائي يرسم في اجتماع الجزائر، إذا ما تقرر إعطائه طابعا استثنائيا.
الرسالة التي حاول وعمل الوزير بوطرفة على تمريرها في لقائه مع الصحافة، مفادها أن السياق الذي يعقد فيه اجتماع الجزائر الذي يحسب له مشاركة جميع الدول، يجعل من الطابع غير الرسمي هامشي، لأن الأنظار والرؤى والمخاوف كلها تتمحور حول سوق النفط، التي يعتبر استقرارها أولوية الأولويات في الوقت الراهن.
والمؤشرات الإيجابية التي تكون وراء الثقة الكبيرة الى جانب الجرأة في طرح وزير الطاقة، جعلت الأخير يجزم أن “ الكثير من الدول تنتظر الكثير من الجزائر، الجزائر التي لديها علاقات جيدة مع عهد كبير منها”، ولم يخف بأن “طاولة اجتماع الجزائر تجمع حولها دول كثيرة بينهما من لها مشاكل ذات طابع سياسي، ودور بلادنا بسيط تسهيل ومرونة كل المسائل”، كيف ذلك الأمر بسيط بالنسبة لبوطرفة “استقرار سوق النفط يجمع بين كل الدول، الأمر ليس كذلك بالنسبة للصيغ المطروحة من تجميد للإنتاج أو تقليص، في كل الأحوال الجزائر ستحملهم على قطع الخطوة، لأن “أوبيك” مجبرة ولا خيار أمامها غير اتخاذ قرار في اجتماع الجزائر، سواء حمل الطابع الرسمي أو أحيل على اجتماع نوفمبر الداخل”.

نتجه إلى ندرة في العرض.. والأسعار لا يجب أن تقل عن ٥٠ دولارا

ودائما في سياق توضيح الأمور بخصوص طابع اللقاء، الذي طغى عليه الحديث، على حساب ما سيتناوله الاجتماع في حد ذاته من قرارات، قال بوطرفة “يوجد جدول أعمال هام، لا نلتقي من أجل اللقاء، الاجتماع يحدد، إذا قرر الأعضاء ان يكون رسميا سيكون كذلك، وفيما يخص صيغة استقرار السرق، أشار الى أن “الأمر الأكيد اليوم لاتوازن بين العرض والطلب بسوق النفط، وذلك لصالح العرض، مضيفا “ الإشكالية لم تعد تتعلق بتدني الأسعار وما تبعها من تراجع المداخيل فقط، وإنما تعداها ليؤثر سلبا على المدى المتوسط على الاستثمار والاستكشاف في المجال، لأن الخسارة الآي تتراوح ما بين ٣٠٠ و٥٠٠ مليون دولار يوميا بسبب فائض يناهز ٣٣ مليون برميل يوميا، جزء منها يوجه الى الاستثمار، وإذا بقي الوضع على حاله، فان الأشكال الذي سيطرح في مرحلة مقبلة عدم القدرة على ضمان العرض، وستكون له نتائج سلبية على جميع الدول.
ولأن الوضع الراهن لسوق النفط وأسعاره، يؤشر على التوجه إلى الندرة، والى وضع غير مستقر بمعطيات مغايرة هذه المرة تخص أساسا العرض، وما قد يترتب عنه من ارتفاع كبير في الأسعار، فإن “أوبيك” مطالبة بدراسة جدية لهذه المؤشرات وانعكاساتها، مع دراسة كل الحلول الممكنة والمتاحة -حسبه- من تجميد أو تقليص، وكل الأبواب مفتوحة أمام كل الحلول المقترحة، الأهم يكمن في اتخاذ خطوة.

لا مفر من اتخاذ قرار في اجتماع الجزائر

المؤشرات والمعطيات المطروحة حاليا، لا تترك خيارا كبيرا أمام الدول الأعضاء في “الاوبيك”، لماذا؟ لأن عدم اتخاذ قرار وتحديد أجندة للصيغة التي يرجح ان تكون تجميد الإنتاج في حال وقع الإجماع، يعني نزول الأسعار إلى ما دون ٣٠ دولارا، مع العلم ان تراجعها كان وراء توقيف الإنتاج من قبل منتجي “الشيست” بالولايات المتحدة الأمريكية، وضع لن يؤدي بأي حال من الأحوال الى الاستقرار المنشود، بل على العكس لن يزيد الوضع، إلا تعقيدا.

متفائلون.. وسنعمل على تقريب وجهات النظر

ولم يغفل المكلفون بتغطية اجتماع “أوبيك” والمنتدى الدولي للطاقة، التفاؤل الكبير الذي تحدث به المسؤول الأول على قطاع الطاقة في معرض رده على الأسئلة والانشغالات المطروحة، كما أن الوزير الوصي لم يخف أبدا نبرته التفاؤلية بقوله “نحن متفائلون ونعمل على تقارب كل وجهات النظر، واجتماع الجزائر سيكون ناجحا لا محال، لاسيما وأن اجتماع الدوحة لم يكلل بقرارات، ليس من صالح أي دولة تأجيلها”.ولعل المؤشر الآخر الذي قد يبرر تفاؤل ذات المسؤول، تأكيد كل الدول الأعضاء مشاركتهم، ما يعكس الاهتمام الذي يولونه لاجتماع الجزائر.

سنعمل على إيجاد اتفاق إطار.. المسألة تقنية وليست سياسية -اقتصادية محضة

والتزم وزير الطاقة الجزائري عشية اجتماع المنتدى الدولي للطاقة المقرر غداً الثلاثاء، واجتماع “أوبيك” المقرر في اليوم الموالي أي الأربعاء، بإيجاد إطار اتفاق، وفي هذه الحالة يرسم في اجتماع نوفمبر، أو اتفاق نهائي في حال تقرر إضفاء الطابع الرسمي على اجتماع الجزائر، باعتباره اجتماع استثنائي.

توافق بين السعودية وإيران وروسيا على مبدإ استقرار السوق

في معرض رده على سؤال يخص اللقاءات التي جمعته بمسؤولين سعوديين وإيرانيين، وكذا الموقف الروسي باعتبارها كبريات الدول المصدرة، ولما لها من وزن وتأثير، قال بوطرفة “المملكة العربية السعودية وروسيا وإيران، أكدوا خلال محادثات بأن الوضعية لا تبعث على الارتياح، وهناك توافق بخصوص مبدأ استقرار سوق النفط، وضرورة إيجاد صيغة، قدمت مقترحات، وبالنسبة لإيران فإنها أكدت أنها لا ترغب في فشل الاجتماع”، من جهتها المملكة العربية السعودية تحدثت عن إمكانية التجميد،. ورغم كل ما صرح به ورغم التفاؤل والثقة، إلا أنه أقر بأنه “يمكن قول الكثير قبل وعشية الاجتماع، إلا أن الأمر الأكيد، أن الكلمة الأولى والأخيرة، تقال على طاولة المجتمعين، أي خلال الاجتماع”.
غير أن ذلك لم يمنع الوزير، من التأكيد أن تسبيق الصالح العام، قد يطغى على القرارات، لاسيما وان الدول تؤيد استقرار السوق، اما الصيغة والآجال المرتبطة بإنتاج الدول يتم النظر فيها.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024